أَوْصَنِي
م.سينا عبد الغفور زراعي
----------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
المقـــدمـــة:
الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه علىٰ جميع النعم ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام علىٰ سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم).. أما بعد:
من فضل الله تعالىٰ علينا أن بعث لنا نبيّا كريمًا، صادقًا، رحيمًا دلّنا علىٰ طرق الخير وحذّرنا من طرق الشر، وقد جاء ذلك بطرق متعددة منها الوصايا التي كان يوصي بها النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه، حيث احتوت هذه الوصايا علىٰ جملة من الأمور الهامة التي يحتاجها المسلم في حياته لكَي يفلح في الدنيا والآخرة.
وكل وصية من هذه الوصايا تحتوي علىٰ معان غزيرة، ومهما كتب العلماء وتحدثّوا عن هذه الوصايا فلن يستطيعوا الإحاطة بها، فكل وصية من هذه الوصايا تٌكتب بماء الذهب بل أغلى من الذهب، لأن فيها الفَلاح والنجاة بل إنها تجلب السعادة والرضا للشخص في الدنيا، وهذه مطالب أساسية لكل شخص في هذه الدنيا.
وإيمانًا منّي بأن كل إضافة وكتابة عن أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) هي بركة وإفادة للشخص وللأمة؛ فقد اخترت الحديث عن بعضٍ من هذه الوصايا حيث قمت باختيار عشر أحاديث جاءت علىٰ شكل وصايا من النبي (صلى الله عليه وسلم) لأحد الصحابة. وسأقوم تحت كل وصية بذكر عشر فوائد من باب ترتيب الأمور، وحتىٰ لا تنسَ المعلومات بعضها بعض، حيث أن الترتيب يساعد في فهم الأمور واستيعابها بشكل أكبر.
قد تتكرر بعض المفاهيم في بعض الوصايا، ولذلك سأتجنّب التكرار أو سأسعى لذكر معانٍ جديدة تحت كل مفهوم.
وقد أسميت الكتاب ب [أَوصَني] لأن كثيرًا من هذه الأحاديث بدأت بطلب الصحابة وصية من النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصيهم بوصايا علىٰ حسب الموقف أو الشخص.
اسأل الله تعالى أن يرزقني الإخلاص في جميع الأقوال والأفعال؛ وأن يبعد عنّا عذابه، وعقابه في الدنيا والآخرة، وأن نكون جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والله الموفق إلىٰ كل خير. والحمد لله رب العالمين..
أبو الوليد / سينا زارعي