tamaeozpublishing

Share to Social Media

ماهية التربية:
منذ وجدت المجتمعات البشرية على وجه الأرض وهي تتخذ من التربية وسيلة لتنشئة أفرادها وللعمل على تكييفيهم مع البيئات المحيطة بهم، البيئات الطبيعية والبيئات الاجتماعية، والتربية بهذا المعنى قرينة الحياة بل إنَّ البعض يقولُ: إنها هي الحياة ذاتها.
إنّ ما يميزُ أفراد مجتمع عن أفراد مجتمع آخر هو ثقافة ذلك المجتمع ونوع التربية السائدة فيه، لا يميزهم غناهم أو فقرهم لا يميزهم أشكال عيونهم أو أشكال أجسادهم أو طولهم أو قصرهم وإنما تميزهم التربية التي يتلقونها والتي تجعل منهم أشخاصا ذوي هوية معينة ولون مختلف.
والتربية –بناء على هذا الأساس- عملية مستمرة ومترادفة للحياة ذاتها فهي تبدأ مع الإنسانِ منذ ولادته.. وحتى قبلها وهي كذلك تستمر معه طيلة أيام عمره ولا تنتهي أو تتوقف إلا بانتهاء تلك الحياة أو بتوقفِ نبض الدم في عروق الإنسان( ).
التربية والمجتمع:
إذا سلمنا بأنَّ التربية لا تعمل في فراغ كما أنها لا توجد فيه، وإذا سلمنا أيضًا بأن المجتمع لا يوجد ولا يستمر دون أن تكون لديه تربية مناسبة تؤهل أجياله الصاعدة وتعدها للحياة في ضوء معتقدات هذا المجتمع وقيمه وأهدافه .... إذا سلمنا بذلك، فإننا نسلم بالضرورة بأن هناك علاقة تبادلية بين قوية وديناميكية بين أي مجتمع من المجتمعات.. وبين التربية التي توجد فيه.
وبطبيعة الحال فإنه لا يمكن لباحث من الباحثين في مجال التربية، أن يدرس تربية مجتمع من المجتمعات، بعيدًا عن حركة ذلك المجتمع، وعن القوى الفاعلة والمؤثرة فيه، سواء كانت تلك القوى دينية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية .. إلخ.
إنَّ العَلاقةَ الوثيقةَ بين المجتمع – أيّ مجتمع – وبين التربية الموجودة فيه علاقة تبادليّة كما سبق القول؛ حيث أنَّ المجتمعَ يمدُّ المؤسساتِ التربويةَ بكلِّ ما تحتاجُ إليه من إمكانات ماديّة وبشريّة، كما أنَّه لا يبخلُ في الإنفاقِ عليها –هكذا المجتمعاتُ الواعية- وهو في نفس الوقت الذي يفعلُ فيه ذلك ينتظر من هذه التربيةِ أنْ تقومَ برسالةٍ معينة وأَنْ تتحملَ مسوؤلياتِها المحددةَ في إعداد أفراده وتوعيتهم وتدربيهم ويصبحَ بعدَ ذلكَ دعمُ المجتمعِ للمؤسسات التربوية فيه مرهونًا بآدائها لوظائفها على الوجه الأكمل( )
ماذا يقصد بالمشكلة المجتمعية؟
يمكنُ تعريف المشكلة المجتمعية بأنها القضية أو الموضوع الذي يؤثر سلبا في غالبية أفراد المجتمع بشتى مستوياته وفئاته، وتظهرُ المشكلةُ المجتمعية بشكل جلي عندما يحدثُ تعارضٌ بين ما هو واقع وموجود بالفعل في المجتمع وبين ما يعتقدُ الناسُ أنه ينبغي أنْ يكون( ).
أو هي خروجُ فرد أو مجموعة من الأفراد على المتعارف عليه من العادات والأعراف وأنماط السلوك السوي جماعيا واجتماعيا، أو هي انحرافات أو حالة أو موقف غير مرغوب فيه.
ولكن في جميع الظروف والأحوالِ فإنّ المشكلات تختلف من مجتمع لآخر حسب تطور المجتمع ودرجة نموه، وكذلك قد تختلف المشكلات داخل المجتمع الواحد من مجتمع لآخر حسب نوع المشكلة ومدى تأثيرها على فئة معينة من فئات المجتمع دون فئات أخرى.
أسباب المشكلة الاجتماعية:
تتعدد مشكلات المجتمع وتختلفُ من وقتٍ إلى وقتٍ آخرَ، ولا يمكنُ بأي حال من الأحوال إرجاع المشكلات إلى أسباب بعينها، ولكن الأسباب تتعددُ وتتنوع ولا شك في أنَّ ذلك يرجع لتشابك العلاقات بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع الواحد.
ويرجع البعضُ أسباب المشكلات الاجتماعية إلى عدم الوفاء بمتطلبات واحتياجات الأفراد، سواء كانت احتياجات اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية وما إلى ذلك، ويمكنُ تصنيف العوامل التي تؤدي إلى مشكلاتٍ مجتمعيةٍ كما يلي( ):
1. عوامل فردية، أي ترجع إلى الفرد ذاته في المجتمع.
2. عوامل تتعلقُ بالأسرة: وتأتي نتيجة للضغوط الاقتصادية أو قد تأتي نتيجة لانشغال المرأة بالعمل (المرأة العاملة)، أو نتيجة لغياب الأب عن المنزل سواء للعمل أو للسفر خارج البلاد أو لعدمِ إحساسه بالمسئولية تجاه الأسرة.
3. عوامل اجتماعية: تنشأ من خلال العلاقات الاجتماعية بين الجماعات أو المؤسسات داخل المجتمع.
4. عوامل بيئية: وقد تنشأ نتيجة للهجرة السكانية من الريف إلى الحضر، أو نتيجة للإخلال بالتوازن البيئي مما ينتج عنه ما يسمى بالتلوث البيئي مثل: تلوث الهواء، تلوث التربة الزراعية، التلوث السمعي وما إلى ذلك...
5. عوامل مجتمعية: وهذه ترجع إلى ظروف المجتمع الذي قد يعاني من كثافة سكانية عالية، وما يتبعها من مشكلات صحية وتعليمية وثقافية.
6. التفاوت في سرعة التغير والتغيير الاجتماعي والثقافي، كأنْ يسيرَ الجانب المادي للثقافة بسرعة أكبر من وتيرة الجانب المعنوي للثقافة فتحدث فجوة ثقافية كبيرة، مما يصيب أفراد المجتمع بالتخلف الثقافي.
7. مشكلات تحدث نتيجة اهتزاز واختلال القيم الأخلاقية في المجتمع.
8. انتشار التقنية والتكنولوجيا الحديثة التي أدت إلى تكاسل الفرد واعتماده على الآلة أكثر من اعتماده على قدراته البدنية والعقلية، ويرجع ذلك إلى النقل غير الواعي لأساليب التقنية الحديثة، والذي قد لا يتناسب مع أساليب حياة بعض المجتمعات نتيجة لاختلاف القيم والعادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع.
9. ضعف الوازع الديني والضمير الإنساني لدى بعض أفراد المجتمع.
10. عدم تفهم المجتمعات لحاجات ومتطلبات الشباب بصفة خاصة، في الوقت الذي يعد فيه الشباب هم رصيد المجتمع ومستقبله الذي لا ينضب.


0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.