كنت صغيرًا جدًا عندما ناداني العمدة:
_ أبوي العمدة.
_ تعال يا ولد .. امشِ .. أترسل لخالتك السرة .. عاوزة لها بن من الدكان.
أسرعت إليها فرحًا؛ سخية جدًا هي، أعلم أني في كل مشوارٍ لها سأحصل على شيءٍ مميز؛ حلوى أحبها، زلابية بالسكر، أو عملة حديدية أتباهى بها وسط أقراني.
السرة هي آخر زوجات العمدة وأصغرهن، لم تكن ذات جمالٍ، وقد تعدت قليلًا سن الشباب، لم تجد حظها في زواجٍ آخر فارتضت به.
_ أبوي العمدة!!
_ يا السرة .. يا بنتي .. أهو راجل يسترك.
_ كبير يا أمّا .. ده غير المرض ما عنده شيء.
_ يا بنتي تبقي مَرة العمدة والناس كلها تشيلك فوق راسها. _ سمح يا أمّا.
استكانة ويأس من عنوسة معاشة، وغمزات النسوة مع كل مناسبة زواج لصغيرات الحلة، وأمل في بعض الليالي التي حلمت بها أحيانًا، وزجرت نفسها سريعًا منها.
تعودت أن أبذل جهدي في تلبية كل طلباتها، حتى أصبحت تقضية طلباتها عادة يومية لي، وأحيانًا كنت أذهب إليها حتى دون أن تناديني.
كان أبوي العمدة يتفنن في ترضيتها مغطيًا على تقصيره تجاهها.
_ والله يا آدم يا أخوي لو ما نسواني ديل كبرن وما بقين قادرات يخدمن .. والله ما أداني الجنيات اليخدموني ما كان جبت السرة بت عوض دي في حبالي .. ما عندي لها شيء .. في الأول كنت أبلع في الحبوب علشان تنبسط .. علا البطن ما أستحملنها .. عاد شن بسوي .. يا هو ده اللي الله كاتبه لها.
أسرّ العمدة لأخيه بذلك متحاشيًا أن يرفع عينه ناظرًا إليه؛ وقد شك في حديثٍ يدور بين السرة ونفيسة زوجة أخيه عن ذلك؛ فأراد لأخيه أن يقف إلى جانبه إن حاولت زوجته أن تطلعه على ذلك الحديث.
مرت السنوات وأنا لا زلت أتردد على بيت أبوي العمدة وأقضي كل مراسيل السرة، واستمر كرم السرة وازداد، لكن لم يكن ذلك ما كان يشدني إلى بيت أبوي العمدة.
_ نعمات بنت أختي بدورها تقعد معي يا عمدة، تونسني وتشوفني بدل قعادي براي ده .. وأختي عندها بناتها الآخريات يقعدن معها.
نعمات .. زهرة صغيرة تتفتح بهدوء؛ كلما رأتني لملمت أطراف طرحتها لتغطي شعرها الناعم النائم فوق جبينٍ صغير، وألمح طرف ثدييها الصغيرين وهي تحاول أن تخفي اضطرابها من نظرتي الجريئة لكل تفاصيلها، متلاعبة بالطرحة يمينًا ويسارًا.
كنت على أعتاب الرجولة، وكنت أستدعي نعمات في أحلامي، كنت أتخيل نفسي أقبِّلها وأتلاعب بشعرها وبثدييها الصغيرين اللذيْن كانا لا يبارحان خيالي، لم أكن أطمع في أكثر من ذلك حتى في خيالاتي.
بدأت أتودد لها قليلًا قليلًا، وتحرك حس الأنثى بداخلها فأصبحت تتعمد التلاعب بالطرحة أمامي، وأصبح الاضطراب مفتعلًا. أكثرت من خدماتي للسرة؛ كانت تبعث بنعمات لتناولني ما تجود به، أصبحت أتعمد لمس يدها وهي تناولني الأشياء، وتجرأت يومًا وأحكمت على قبضة يدها؛ فرَمَت بصحن الأرز باللبن وتهشم تمامًا! تنبهت السرة إلى أن هناك شيئًا ما يحدث بيننا لكنها تجاهلت الأمر؛ لأنها كانت لا زالت تراني ذلك الطفل الصغير.
ومع الأيام، اشتعلت الرغبة في جسدي الصغير، وبات كل ما يهمني أن أنفرد بنعمات بعيدًا عن أعين السرة.
ذات يومٍ، تعمدت الحضور متأخرًا؛ كي أجد السرة تأخذ قيلولتها المعتادة، وعقدت العزم على تحقيق حُلمي بالاقتراب من نعمات! وقد كان:
_ سلام عليكم.
مع صفقة خفيفة؛ حتى لا يستيقظ النائمون.
_ وعليكم السلام .. أمي السرة نايمة .. تعال هاك الصحن ده أرسلته لكم أمي.
باغتها عندما فتحت الباب، دفعتها وأغلقت الباب خلفي، وأخذتها في أحضاني، حفظت تمامًا كل تفاصيل مشاهد الفيلم العربي المثيرة، والتي استمتعت بها في حُلمي الليلي.
اضطربت نعمات، لم تستطع حتى أن تقاومني، واستغللت ذلك أنا تمامًا؛ لا أدري ماذا فعلت؟! ولا لكم من الزمن طال ما أفعله؟! توقف كل شيءٍ حولي، لم أفق إلا على يدي السرة وهي تبعدني عن نعمات، لم أكن في حالة تسمح لي أن أعي ما تقوله السرة، كنت أرى فقط تقاسيم وجهها الغاضب، ويأتيني صوتها الحاد وكأني في هوة عميقة، وعندما استطعت أن ألملم نفسي قليلًا انطلقت خارجًا من المنزل تلاحقني لعنات السرة، لم أنتبه حتى لنعمات ولم أفكر فيما ينتظرها من مصيرٍ!!
جلست السرة توبخ نعمات:
_ يا الدلاهة! بتدوري تجيبي لنا الفضيحة؟! ولا يوم تاني ما بتقعدي معي .. ارجعي لبيت أبوكِ خليه هو اللي يلمك .. بري ماك قاعدة معي .. قومي لملمي هديماتك .. أرح النوديك لأمك ونوريها اللي عملته خليها تشوف لها صرفة معك.
_ عليك النبي يا يا أمَّا السرة ما تكلميها .. أبوي بدبحني .. والله أنا ما عملت شيء .. ده هو براه .. والله أنا ولا بعرف لي جنس ده .. عليك الله يا خالتي .. تاني ولا بشوف لي رجل ذاتي .. باب الشارع ده ما بفتحه.
وانخرطت في بكاءٍ مريرٍ وخيالها يصور لها ما سيحدث لو تكلمت السرةإلى والديها؛ حن قلب السرة قليلًا ولانت لبكاء نعمات؛ كانت تعلم في قرارة نفسها بأخلاق وتربية نعمات.
_ خلاص .. قشي دموعك دي .. ما يجي العمدة يشوف عيونك مورمة ويسألني أخبارك .. خلاص ما بكلم أمك .. علا تاني ما عندك قعاد معي .. لملمي هديماتك .. يجي العمدة أوريه وأمشي أرجعك لأمك.
_ نعمات كبرت يا العمدة، وبدور أرجعها لأهلها .. إخواتها جت عرسوهن وأمها بقت براها .. خليها تقعد معاها شوية قبل يعرسوها هي ذاتها.
_ ما تخليها يا السرة تونسك .. وكان جاها العريس أنا بعرس لها وتمرق من بيتي ده.
_ أمها براها وتعبانة .. ما سألتني منها لكن أنا براي قلت أحسن أرجعها.
_ سوي اللي بتسويه يا السرة .. أنا بدور شنو غير راحتك.
كان ذلك هو آخر عهد نعمات ببيت العمدة، تساءلت أخت السرة عن سبب إرجاع نعمات؛ لكن السرة غطت على الأمر: _ ما في شيء .. بس قلت كان خليتها في بيت العمدة العرسان ما بجوها يقولوا دي بقت زي بنت العمدة اللي بودينا عليها شنو؟ ما بدور أقطع نصيبها ساي .. إلا بنت زينة ومكملة وشالتني في عيونها شيل .. ونادرة أنا لعرسها أدق لها غوايش دهب هدية مني لها.
تأوهت السرة في سريرها دون أن تشعر وهي تتذكر ما جرى، أحست بشيءٍ ما يعتصرها وهي تتذكر نعمات وما بدا على وجهها وهي في أحضانه، والقبلات التي كان يمطرها بها تلمست ثديها المترهل وتأوهت، انتبهت لخروج صوتها فتنحنحت حتى لا ينتبه العمدة لها، التفتت تنظر إليه؛ كان نائمًا وصوت شخيره يمد لها لسانه، تحسرت قليلًا ونفضت رأسها وكأنها تنفض تلك الذكرى منه،
توالت الليالي عليها، وأصبحت تفاصيل ذلك المشهد رفيقًا لها في كل الليالي، كانت تتخيل نفسها وكأنها نعمات، وأعجبها ذلك!!
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لم أقترب من بيت العمدة منذ ذلك اليوم، وتحاشيت أن أقابل أبوي العمدة حتى أرسل في طلبي يومًا، توجست خِيفةً وانتابتني الهواجس؛ ذهبت إلى الديوان أقدم رِجْلًا وأؤخر أخرى، انتظرت خارجًا حتى خف المجلس، دخلت مطأطئ الرأس.
_ إي يا أبوي .. العمدة قالوا بتدورني.
حبست أنفاسي تمامًا وأظلم الكون في وجهي، أحسست بأني على وشك الإغماء.
_ وينك أنت يا ولد؟! أخبارك؟ ما بتيجي تقضي لي أمك السرة دي مشاويرها؟
_ آه.
تنفست الصعداء، تلعثمت ولم أقوَ على الرد.
_ امش عليها هسه بدور ترسلك.
عادت الوساوس إلى رأسي حتى أني لبرهة فكرت ألا أذهب إليها، لكني طردت الفكرة من رأسي سريعًا وتوجهت إلى بيت العمدة.
_ السلام عليكم.
جاهدت كي أخفي اضطرابي، عقدت العزم على مواجهة السرة، لن تفضحني أيقنت بذلك عندما لم تخبر أبوي العمدة بشيء.
_ تعال يا ولد، امشِ الدكان جيب لي ...
لم أسمع شيئًا بعد ذلك؛ عندما ظهرت السرة أمامي كانت تلبس فستانًا مكشوفًا يظهر يديها وجزءًا من صدرها، وكان الفستان لا يتعدى الركبة بكثير، لم تكن ذات جمالٍ أخاذ لكني لم أتعود أن أراها هكذا!! طأطأت برأسي تأدبًا:
_ قلتِ بتدوري شنو؟
ناولتني بعض الجنيهات، أخذتها على عجلٍ حتى أنها سقطت على الأرض مني، انحنيت لألتقطها وانحنت هي أيضًا، لامست يدي ما استطعت أن أتخيل حتى أن ذلك كان متعمدًا!! ذهبت سريعًا ارتبكت حتى أني تركت الجنيهات على الأرض ووليت هاربًا!!
تكرر ذهابي لمراسيل السرة، واعتدت رؤيتها بالفستان، وتمالك نفسي عند كل احتكاكٍ معها، مستبعدًا أن يكون ذلك مقصودًا.
لم تكن السرة تقصد في البدء شيئًا معينًا حين رفعت الكلفة أمامي وتعمدت التبسط؛ ربما رغبة خفية بداخلها كانت تحركها دون أن تعي هي بذلك، حتى كان يومًا .. الحُلم الليلي كان مرهقًا جدًا، وما استطاعت تجاوزه عندما استفاقت صباحًا. عقدت النية على شيءٍ ما دون أن ترتب التفاصيل في داخلها، وحتى لا تردعها طبيعتها المحافظة.
_ العمدة هوي .. بدورك تنادي لي الجنا ود إبراهيم يصلح لي المخزن ده .. بقيت ماني قادرة أدخل فيه من الحاجات.
المخزن منعزل بعض الشيء عن المنزل في الجهة الخلفية منه.
_ سمح يا السرة .. هسة برسله لك.
كنت أقرب للطفولة من الرجولة لم أكن حتى قد بلغت الحُلم، لم تكن ثقافتي الجنسية تتعدى حدود ما أشاهده في الأفلام، كان ذروة ما ابتغيته من نعمات لا يتعدى أن أقبِّلها وأتلاعب بشعرها وأعتصر ثدييها، كنت أفهم أن ذلك الانفعال وما يصاحبه من تغيراتٍ في جسدي هو ذروة الأمر.
أنهمكت في ترتيب المخزن ولم أبالِ بالأتربة التي علقت في ملابسي؛ فقد وعدني أبوي العمدة أن يمنحني عشرة جنيهات كاملة إن أحسنت ترتيبه، لم أشعر بالسرة وهي تدخل المخزن، أحسست فقط بظلٍ يغطي الضوء القادم من الباب، رفعت رأسي والتفت لأجد السرة عارية تمامًا كما خلقها الله!! أغمضت عيني دون أن أقصد والتفت إلى الوراء فورًا، توقف تفكيري تمامًا، لم أكن قد رأيت امرأة عارية في حياتي أبدًا، حتى أمي لم يحدث أن رأيتها.
تسارعت أنفاسي وأنا أحس بالظل يزداد قربًا مني، أُسقط تمامًا في يدي عندما شعرت بيديها على كتفي! لم أستطع الالتفات إليها وكنت أرتجف من شدة الانفعال، ما كنت أستطيع أن أسمي شعوري .. أهو خوف؟ .. اضطراب؟ .. وربما كان أكثر من ذلك .. كانت السرة تعرف تمامًا ما تريده .. كانت قوية وجبارة .. استعانت بكل سطوة زوجة العمدة لتنتهك براءتي!! أخذت على عاتقها كسر طفولتي وإدخالي عُنوة في عالم الرجال، لم تكن تتكلم، فعلت كل شيء وحدها استعملتني، لم أكن في حالة تسمح لي بالاعتراض، كنت أتفرج على نفسي مندهشًا مما يحدث لي! وكأنها أوجدت آخر بداخلي في تلك اللحظة، لم أستطع النهوض بعد ذهابها، ولم أهتم حتى باحتمال أن يأتي من يراني عاريًا. عندما استطعت تمالك نفسي والعودة إليها، لملمت ملابسي المبعثرة وانصرفت ناسيًا المخزن وترتيبه .. وحتى العشرة جنيهات!!
في اليوم التالي، تعمدت ألا يراني العمدة، ما استطعت مواجهته والنظر في عينيه، ادعيت المرض؛ كي لا أخرج من المنزل، وربما أصابتني الحمى فعلًا، لم أنهض من فراشي منذ عودتي من بيت العمدة.