كانت روح تتحدث مع بعض الأشخاص في مكتبها، واشتعلت غضبًا من حديثهم فقالت:
- اسمحوا لي بتذكيركم.. لا أحد يمكنه أن يلعب بي، أنا التي ألعب وأنا التي أتحدث، وأتحدث فقط عن الأشياء التي أريدها، لأن معظم الأشياء الأخرى لا تستحق وقتي الثمين، قد لا أتحدث كثيراً ولكن بوسعي رؤية كل شيء، فقد منحني الله لسانا واحدًا وعينين، لذلك أردت استخدام عيني أكثر من لساني، أراقب عن كثب وأبقى صامتة، لأني أعرف متى يجب عليَّ التحرك بحركتي الأولى، وأنتظر الوقت المناسب، إذا كنتم تحاولون خداعي فنصيحتي ألا تضيعوا وقتكم ولا تحاولوا، حتى لا أقلب الطاولة عليكم، أنتم تخدعون أنفسكم ليس إلا، أعتقد أنكم تنظرون إلى أوراقكم الآن وتفكرون أي واحدة سوف تهزمني، ولكنكم نسيتم أنكم تتعاملون مع ورقة نادرة ورابحة دومًا لا يمكن هزيمتها.
قام أحد الأشخاص الموجودين والذي قد يكون زعيمهم بالحديث قائلا:
- هل معنى ذلك أنك لا تخشين العواقب، حسنا راقبي ما سيحدث، احرصي على أن تهزمنا، إلى اللقاء سيدة روح.
بعد ثلاثة شهور في منزل (فريد)
خرجت من غرفتي وانا أركض من هلع الموقف الذي كنت به، كيف يمكنها النجاة بعد ما حدث؟ لقد احترقت السيارة بالكامل.
هل فقدت الوعي؟ ماذا يحدث معي؟ بدأت أصاب بنوبات هلع هذه الفترة، ولا أعلم سببها ويوميا أحلم بها وأحدث نفسي قائلا:
- ماذا يحدث معك يا فريد؟ لا ليس صحيح أنا فقط أتوهم بها، هذه مجرد أحلام لا وجود لروح في الدنيا الآن.
وذهبت إلى غرفة شقيقي كي أنام بجانبه، فعقلي يرفض العودة إلى غرفتي الآن خوفا من رؤية كوابيس روح التي أصبحت معتادة في أحلامي، لا اعلم هل عقلي الباطن يفكر بها كثيرا لذلك أحلم؟ أم هي حقا تأتي في احلامي، لكي تخيفني.
في غرفة شقيقي ياسر، بعد أن دخلت استيقظ إثر إغلاق باب الغرفة، لأن نومه خفيف ونظر لي بترقب وقال:
- لماذا أتيت في وقت متأخر كهذا؟
- أريد أن أمكث معك اليوم في غرفتك.
- ولماذا اليوم بالتحديد؟
- حسنا أشتاق إليك ولدي رغبة أن أنام برفقتك اليوم.
نظر لي بلؤم وكأنه غير مصدق لما أقوله، ولم يعقب على كلامي فقط أفسح المجال وأشار إليّ كي أستريح بجانبه، فألقيت بنفسي على الفراش ونمت في سلام.