حلم روسيا العظمى وعودة الإتحاد الروسي، بعد قرار الإتفاق التي أعلنت عنه مصر مع روسيا، اشتعلت الحرب مجددًا، لكن ما يجعلها باردة حتى
الأن هو عدم الإعلان عنها، فقرار اتفاقية تلك الدولتين، مصر وروسيا سري، حتى تسرب الخبر، وظل ينتشر كإشاعة بين الدول، فليس من مصلحة
الأخرين أن تحصل صداقة عسكرية بينهم، ومازالت المؤامرات تحاك بخبث.
........................
في صحراء سينا الشاسعة، في تمام الواحدة ظهرًا من عام الفين واحد
وثلاثون، على بعد خطوات من الجيش المصري.
تحررت من قيودها الإجبارية، بعدما كانت أسيرة لأشخاص لا تعلم غرضهم من حياتها، لا تعلم هل ظلت معهم سنين أم عقود، كل ما تشعر به غير الألم الجسدي أنها أصبحت كاهلة، أم هكذا أصبحت روحها التي لم تجد سوي
الألم، رغم عدم رؤيتها شيء بسبب تلك العصبة على وجهها لكن فور تحرر يدها من قيدها أزاحوا ما كان يمنع الرؤية، قابلت عينيها ضوء الشمس الحارقة، لا تتذكر متى آخر مرة شاهدت ضوئها وشعرت بأشعتها الساخنة على جسدها، كادت أن تقع عندما ابتعد مَن حل قيدها ولكنها تماسكت، نظرت حولها أين هي؟ التفتت لأسيرها الذي ينظر لها ببغض وبيده سلاح قائلًا بإنجليزية مع لكنة غريبة :
- من تظنين في نفسك أنهم سياحموكي هم مصدر الخطر على حياتك .
دفعها الى الوراء بعنف حتى كادت تقع أرضًا، أردف وعلى وجهه ابتسامة خبيثة:
-على بُعد خمس كيلو مترات يقع معسكر للجيش المصري، لذلك سنهديكي محاولة للهرب والوصول لهم .
نظرت للخلف فلم تجد شيء غير رمال الصحراء الشاسعة، أعادت أنظارها له فقال بخبث يظهر في عينيه :
-أمامك خمس دقائق للذهاب وبعدها سنطلق النار على أي شيء في مرمى بصرنا .
مع علمها أنها من الممكن أن تكون مكيدة ولكن لم تبالي، التفتت تركض بكل طاقة لها، لا يهم إن اطلقوا عليها النيران كالجبناء بعد إعطائها الأمل في العودة، ومع وقوعها عدة مرات ونزيف ركبتها وكفيها أثر وقوعها المتكرر لم تستسلم، وواصلت الركض ترى أمامها والدتها وشقيقها فكان الدافع في أن تصل إلى وجهتها، ابتسمت بسعادة وهي ترى العلم المصري يرفرف أمامها، ولكن ما جعلها تتوقف بصدمة وتختفي ابتسامتها هو عندما أطلقوا النيران أسفل قدمها حتى تتوقف عن التقدم نحوهم، كانت ستتحرك مجددًا لكن تحذيرهم التالي جعلها تتوقف متذكرة حديث آخر عن قتلها بيد أبناء وطنها، فقررت الاستسلام باكية، رفعت أيديها لأعلى وصوت نحيبها يعلوا .
...........
ظهر التأهب فجأة في صفوف الجنود بالجيش، أحدهم يرى شخص يتحرك و يدنوا منهم، أخرج جهاز الإرسال يقول بريبة:
-هناك أحد قادم، تأهبوا جميعًا .
مع اقتراب الشخص وجدوا أنها امرأة اعطوا تحذيرين متتاليين، قرر الجندي إرسال آخر ليبلغ القيادة، عن وجود دخيل، اقترب الجنود منها يتوقعوا أن يكون وجود تلك المرأة فخ، فتأهبوا جميعًا كل منهم بسلاحه، استعدادًا لأي حركة غادرة، عند اقتراب ذلك الجندي منها لا تعرف لما شعرت بالتَوَجُّس هل من الممكن أن يأذوها، لكنها معروفة، بتأكيد إن رأى وجهها فسيتعرف عليها، جَهَرَ قائلًا :
-قفي وضعي يدك وراء ظهرك .
فعلت ما يقال لها، نظر لها الجندي بتمعن ببنطالها الأزرق البالي الذي يلتصق بجسدها وتيشيرت بالون الأبيض يظهر منه ذراعيها ومقدمة صدرها، فكان واضح أنها لا تحمل شيء، ولكنه لم يرى وجهها بوضوح لذلك أمرها بصوت غليظ :
-من أنتي؟، ازيحي شعرك ل أرى وجهك .
فعلت مثل ما قال، وعند فعل ذلك كانت تظن أنها ستكون بأمان ولكنها لم تعلم أنها فتحت أبواب الجحيم، فعندما رأى وجهها والجميع فعل اجتمع معظم الجنود وهم يرفعون أسلحتهم وأحدهم يلقي بها أرضًا على وجهها يقيد يديها وراء ظهرها ويتحسس جسدها بغرض التفتيش شعرت بإهانة لفعلته صاحت به :
-ابتعد عني، ماذا تفعل؟، لا تلمسني .
وقف الجندي وهو يؤدي التحية العسكرية قائلًا:
-لا يوجد معها شيء سيدي .
نزل ذلك القائد لمستواها قائلًا بغموض :
-كيف وصلتي إلى هنا ؟، ماذا تخططين بظهورك الأن ؟
نظرت له وكأنه كائن فضائي هل يسألها عن سبب ظهورها كأنها كانت مختبئة وليست مختطفة، قالت بأمل :
-هل تعرفني ؟ .
لا تعرف سبب سؤالها ذلك، قال بجدية وامتعاض :
-وهل هناك من لا يعرفك ؟ .
ظهر الأمل على وجهها هل كانوا يبحثون عنها كل ذلك الوقت، كسر تفائلها عندما أكمل جملته بذم:
-فأنتي إحدى أخطر الإرهابيين المطلوبين دوليًا، يبدو أن ذلك يجعلك فخورة .
شحب وجهها وهي تقول:
- ماذا ؟ .
هذا ما استطاعت نطقه بعد تلك الجملة، هل بعد كل ما فعلته لأجل وطنها يقال عنها في النهاية إرهابية لما، وأيضًا مطلوبة دوليًا، أصابها الجزع قائلة بارتياع:
-أظن أن هناك سوء تفاهم أنا لست إرهابية أنا صحفية بتأكيد تعرفني لقد كنت مخطوفة وهم من أحضروني إلى هنا أرجوك بتأكيد أنت مخطئ .
ظل ينظر لها بشك للحظات ثم أمر الجندي بأن يأتي بها خلفه .
...................
ما حدث تاليًا كان أقرب للجنون، مع إصرارها بأنها نور صحفية مصرية تم اختطافها منذ وقت طويل بعد سفرها لتغطية حادث إرهابي، كانت أسيرة لدى مجهولين، وإصرار ذلك القائد أنها مخادعة، بل يقول أنها إرهابية حتى قرر سجنها مجددًا، كانت نور تشعر بأنها بكابوس فهي حين ظنت أنها تحررت أخيرًا من قيودها، كانت حريتها قيد أخر، أشد صعوبة .
كان يجلس بهدوء خلف مكتبه قبل أن يقتحم صديقه المكان، مخبرًا إياه عن إلقاء القبض على الإرهابية المعروفة "ماريا " وإدعائها بأنها آخرى .
عقد حاجيبه قائلًا بانتباه :
-أين هي ؟.
أجابه الآخر :
-لقد وضعتها بالحجز، بانتظار حضورك، أخشى أنها مكيدة لنا، حتى أنها تدعي أنها الصحفية نور الشاذلي .
انتبه صقر على ذلك الاسم نهض يسبق صديقه قائلًا :
-الحق بي حازم، فأنا أعلم كيف تبدو نور الشاذلي .
تحرك الإثنين وجهتهم تلك التي لا يعلمون على ماذا تنوي .
.................
دخل صقر بخطوات سريعة وخلفه حازم صديقه لذلك السجن الذي توجد بداخله نور، ولكن عند رفع رأسها له عقد حاجبيه، فتلك التي أمامه الإرهابية المعروفة بالفعل، أمر بحدة :
-احضرها للخارج .
..............
-إذن ما الذي تخططي له ؟ .
قالها صقر ينظر لها يحاول سبر أغوارها تحدثت بنفاذ صبر :
-أخبرتكم أنه تم اختطافي عندما كنت أقوم بتغطية حدث إرهابي ولا أعرف لماذا أحضروني إلى هنا، و الأن تقولون أنني إرهابية هذا غير صحيح، أنا نور الشاذلي .
أخرج صقر ملف وجريدة وقذفهم على المكتب الذي أمامه وأمر :
-خذي الملف .
امتدت يدها تأخذه، قرأت ما به كان الملف به صورة لأمرأة أجنبية تدعي ماريا شارلوت ولها العديد من السوابق والجرائم الإرهابية، نظرت له باستفهام ليأمرها بأخذ الجريدة، كانت مفتوحة على تقرير وبنهايته اسمها وصورة لها هتفت :
-هذة أنا، تلك أنا .
نطقت بسعادة عندما وجدت صورتها، صمتت بتفاجئ ترى ما كتب، همست بدهشة:
-ولكن لا أتذكر أنني كتبت ذلك التقرير ! .
عند وقوع نظرها على تاريخ الجريدة تنظر له بصدمة قائلة:
-هذا عدد جديد ؟! .
انحنى للأمام قليلا قائلًا بسخرية :
-هل أصبتي بفقدان ذاكرة نؤخرًا ؟ .
أردف يعود للوراء قائلًا بتقرير :
-أنتي ماريا شالوت وليس نور الشاذلي، لذا كُفي عن ألاعيبك واخبريني
بالمؤامرة التي تخططين لها .
حين نظرت أمامها كان إنعكاس وجهها على زجاج الشرفة، زادت عينيها اتساعًا بصدمة حقيقية لتزداد وتيرة أنفاسها رفعت أيديها تتحسس وجهها تنظر لاناملها وشعرها الأشقر ثم تعود للنظر إلى عينيها الزرقاء، تلك ليست أنا، هكذا فكرت وهكذا نطقت :
-تلك ليست أنا ! .
وكأنها لاحظت صوتها فكان صوت غير صوتها الأصلي صرخت بأعلى صوتها قبل أن يغشي الظلام عينيها وتقع أرضًا .
.............
أفاقت في تلك الغرفة حاولت تحريك يدها اكتشفت أنها مقيدة بأصفاد حديدية، صاحت تسحب يدها لكن دون فائدة، صمتت برجفة أصابت جسدها، ترى من دلف إلى الغرفة بخطوات مهيبة، سحب مقعد يتقدم منها يجلس عليه بشكل عكسي، أستند بذراعيه على ظهر المقعد الذي يواجهه، حرك أصبعه برتابة ينظر لها، أعتدلت بجسدها ثم توقفت حين قال :
-إذن اخبريني من وراء مجيئك الى هنا ؟مممم أو دعينا نقول ما السبب ؟ .
صرخت بوجهه بغضب رغم خوفها وارتعاش صوتها :
-ماذا تقول ؟ .
وجدت صعوبة في تصديق ما يحدث معاها، فلم يكفيهم ما حدث لها على أيادي الأعداء حان الأوان أن تتعذب في وطنها أيضًا، أردفت بغضب وعذاب داخلي، ثم قالت في النهاية بالحيرة :
-لماذا لا يستمع إلي أحد ؟ ،أخبرتكم من قبل، أرجوك صدقني، أنا لا افهم شيء ولا أعرف ماذا حدث لوجهي، حتى صوتي تغير، كأنني لست أنا، ماذا فعلو لي ؟ هل من الممكن أن يغيروا شكلي ولكن كيف ؟ .
أكملت بضياع وتوسل :
-أرجوك ساعدني، لقد قاموا بتسليمي لكم لأنهم على يقين أنكم ستقتلوني .
قاطعها سريعًا بخفوت :
-من هم ؟ من هم الذين قاموا بتسليمك ؟ هل تخلوا عنك ؟ .
قالت بيأس:
-صدقني لا أعرفهم، لا أعرف أحد منهم، لو كنت أعرف لأخبرتك .
بكت مردفه:
-لماذا لا تصدقني ؟ أنا لست تلك، أنا نور اسالوا عني أمي، أخي، زميلاء العمل، أي أحد يعرف نور الشاذلي .
عالى صوته بغضب ونفاذ صبر :
-يكفي ! اسمعي جيدًا، رغم حديثي معك بهدوء، لا تظني بأني أحمق أنا أعلم كل ألعيبكم لذا وأنا ما زلت هادئ، لا تجعليني أغضب، فصدقيني لن يعجبك ما ستريه .
نظرت له بخوف، ماذا يجب أن تقول فهي تخبره الحقيقة، لذلك حاولت الحديث وقالت بهدوء:
-ولكن .
نفض الكرسي بقدمه عند وقوفه سريعًا ليقع ارضًا ويدوي بالغرفة ثم أمسك وجهها بيديه بقوة حتى كادت أسنانها تتحطم يقول بصوت جهوري جعلها تموت رعبًا :
-لا لكن، والأن ستتحدثين فإن لم يكن بهدوء فلنجعله بالقوة، تكلميييي .
ارتعش صوتها تبكي بحرقة مع جسدها قائلة بهسترية وخوف :
-هل ستعذبوني أنتم أيضًا كما فعلو هم ؟ ،ولكن الفرق هنا أن ابناء وطني هم من سيفعلوها .
قام بشد شعرها للوراء بقوة ليظهر وجهها أمامه، كانت تصرخ من ألم رأسها
ظنت أن شعرها خرج من جذوره هتف بها :
-أنتم لا تستحقون غير ذلك مجرد حثاله سيأتي يوم ونزيل أثركم الفاسد وسنقضي على كل عدو، دون أصل مجرد حشرات يستعملوكم للقتل والتدمير .
صرخت بقوة تشعر بوجها يلتفت إلى الجهة الأخرى من شدة الصفعة التي تلقتها على وجنتها مع دخول حازم الغرفة ليجدهم هكذا، تركها صقر بتقزز
قال حازم بملل يراقب وجهها الدامى :
-لم تتحدث ؟ .
صقر بتصميم يتجاهل بكائها :
- ستتحدث ولو بالقوة .
قام بفك قيدها يجذبها بقوة خارج الغرفة يرميها بزنزانة مظلمة، وقعت
أرضًا فحاولت الاعتدال تجده يتقدم منها ويجلس القرفصاء أمامها قائلًا بهدوء :
-سنأتي بمن يجعلك تتحدثي .
نظر للجانب قليلًا يوجه الحديث ل حازم :
- احضرهم ؟ .
نظرت لهم بتوجس قائلة ببكاء :
- أرجوكم صدقوني أنا نور لست تلك ..... .
قاطعها اعتداله في وقوفه يرحل ولكن قبل ذهابه نظر لها قائلًا :
-سأترك لكي هدية صغيرة .
ابتسم بسخرية يختفي من أمامها، بعد دقائق سمع صراخها المرتعب نظر إلى حازم الجالس أمامه قائلًا بسخرية :
- ماذا ؟ لماذا أراك متجهم ؟ .
نظر له حازم بتشتت :
- لا أعلم أشعر انها لا تكذب، لكن ما تقوله أشبه بالافلام الأمريكية .
قال صقر بسخرية :
- تلك أرهابية دولية وبتأكيد تجيد التمثيل، لتصل لتلك المكانة .
وافقه حازم يقنع ذاته ويذكرها بهوية تلك المتلاعبة قائلًا:
-يالهي تلك المرأة ماهرة في التلاعب لقد جعلتني أشك فيما تقوله .
ضحك صقر سرعان ما تجهم وجههم حين سماع حديثها، نظرا لبعضهم البعض، فكانت تقرأ القرأن بصوت مرتعش خائف، قال صقر بأمر :
-أريدك أن تبعث بأحد يراقب نور الشاذلي وتعلم عنها كل شيء .
فحتى وإن شك بأمر كذبها، فهو لن يترك أي أمر دخل به الشكوك والظنون
فالماذا نور الشاذلي تحديدًا من يريدون التشكك بها، توجه صقر بخطوات هادئه وكأنه يريدها أن تتعذب أكثر، فتح باب الزنزانة التي توجد بها، وجدها تقف بزاوية بالغرفة وجسدها يرتعش والثعابين تلتف أسفل قدمها تستمر بقول أيات قرأنيه علها تشعر بالامان وترحل عنها تلك الثعابين، عند دخول صقر أسرع الجندي بإخراج تلك الثعابين، وضع صقر يديه بجيب ملابسه، ينظر لها ببرود قائلًا بسخرية :
"هل أعجبتك الهدية، أم نرسل غيرها ؟ "
عند اقترابة منها تراجعت للوراء بخوف رفع يديه صرخت بفزع تضع يديها على وجهها ظنًا أنه سيصفعها، ولكن بدلا عن ذلك قام بإزاحة شعرها الساقط على وجهها شهقت بخوف تتسمر دون حركة، خوفًا أن يبطش بها، ظل يزيح شعرها براحة يده يتقصد أن يظل أطول فترة ممكنة حتى يصل الخوف لكل جزء منها تحسس وجهها قائلًا بشفقة مصطنعة :
- أشعر بالأسف عليكي، لقد تخلوا عنكي لتتعذبي بمفردك هنا، يجب أن تخبرينا بكل ما تعرفيه عنهم، على الأقل لنصل لهم هذا يعتبر انتقام لكي .
ارتعشت شفاه نور، ليومئ بخفة لها كاتشجيع حتى تتكلم تحدثت بإرتباك وخوف وحروف متبعثرة :
- هم، هم، كانوا ذو لكنة مختلفة، كانوا يتحدثون الإنجليزية ولكن يبدو أنها ليست لغتهم الأصلية .
عقد حاجيبيه بتساؤل وتفكير :
- من هم ؟ .
عادت مرة أخرى للبكاء تقول :
-لا أعلم، صدقني لا أعلم، أنا نور ولست تلك المرأة أقسم .
عندما عادت للبكاء تكرر حديثها، تصاعد الغضب بداخله يصرخ بوجهها يضرب الحائط بجوار رأسها :
-كفى تمثيل يا حقيرة، أخبريني من هم وما السبب وراء ظهورك هنا، ما الذي تخططون لفعله ،تحدثي .
فزعت عند ضرب الحائط بجوارها، سقطت أرضًا تبكي بحرقة، ولكنه يسبقها يحكم بقبضته على كتفيها يرفعها مرة أخرى، ثم يعود للتحقيق معها وعندما وجد أنها لن تتحدث، قام بإحكام قبضته على شعرها يجذبها لخارج الزنزانة، تحدثت بإرتجاف وكلمات متبعثرة :
- صدقني أنا نور، لست إرهابية، أقسم بهذا لست إرهابية .
عندما وجدته لا يبالي بما تقوله حاولت أن تهرب من قبضته، تزمجر به :
- اتركني ارجوك، لم أفعل شيء اتركني .
عند انزعاجه من صراخها ومحاولة هروبها منه قام بسحبها بقوة فكاد أن ينخلع معه شعرها بيده جعلها أمامه ليعالجها بصفعة، فقدت على أثرها الوعي، حملها على ذراعيه يكمل طريقه ناحية إحدى الغرف ثم يضعها بدون اهتمام على إحدى الأسر، تحرك بالغرفة ذهابًا وأيابًا يفكر بما يحدث وعندما لم يجد إجابة على تلك الأسئلة التي تدور برأسه قام بحمل إحدى زجاجات المياة ثم يلقي ما بها على وجه تلك الغافية، شهقت تحاول أن تلتقط أنفاسها الهاربة، عندما أفاقت ووعت لما هي به نظرت له بخوف تتراجع للخلف بجسدها مع اقترابه منها، قبل أن يقوم بمسها بسوء انفتح باب الغرفة ويظهر صديقه الذي تحدث فورا :
- يجب أن نتحدث الأن .
نظر لها بغيظ ثم تركها متوجهًا للخارج و قبل اختفائه خلف الباب المغلق
قال بصوت جاد :
- استغلي ذلك الوقت للتفكير بما ستخبريني به، لأني لن أرحمك المرة القادمة، لو لم أستمع لما أريد ستكون نهايتك، فلن أجعلك حية لتخربي
بلدي .
تنهدت نور بعد خروجه ولكن لم تستمر تلك الراحة لتفكر بحديثه بتوجس تفكر بطريقة لتجعله يصدق حقيقة أنها نور وليست ماريا .
................
في مكان آخر بإحدي منازل القاهرة، كان صوت القرأن يملئ المنزل بالهدوء والسكون بالصباح الباكر، استيقظت امرأة في إحدى الغرف بتأفف تتوجه إلى مرحاضها لتقوم بتجهز ليوم عمل صاخب .
عند خروجها من غرفتها قابلت وجه سيدة حنون تقبلها قائلة:
- لقد أحضرت الفطور، فالتأكلي شيء قبل تذهبي للعمل .
توجهت المرأة لطاولة الإفطار تلتقط كأس العصير تبدأ بشربه، قامت بتوديع والدتها ولكن قبل نزولها تسمع صوت رجولي قوي ولكنه بذات الوقت عطوف :
- ليس لأخاكي صباح الخير ؟! .
عُلى تنفسها عندما حاولت السيطرة عليه تتوجه ناحيته تقوم بضمه تريح رأسها على عنقه، طبع قبلة اخوية على جبهتها، أما هي ظلت تتنفس رائحته بإنتشاء حتى شعر بالغرابة ليبعدها بهدوء قائلًا :
- هل اشتقتي إلي بهذه السرعة ؟ .
نظرت له من أسفل رموشها قائلة :
- دائماً ما أفعل .
ابتسمت الأم بسعادة تراقب أطفالها مقربون لتلك الدرجة فتظل تدعي
ل أطفالها بدوام الحال التفتت المرأة لتغادر هتف اخاها :
- نور لا تتأخرى اليوم، فلتجعلي اليوم مختلف عن العادة .
ابتسمت له ببراءة ثم تلتفت تغادر تاركه شقيقها ووالدتها يأكلون بسلام .