tafrabooks

Share to Social Media

(ربي فلتنظرني إلى يوم يبعثون) تلك الكلمات التي توضح مصيرنا والتي كانت سببا في لعنتنا بوجوده بيننا؛إنها لحظة إذلاله الأولى لملك الدنيا والآخرة لحظة إذلاله التي يخفيها تحت تصرفات كبريائه لينشر خبثه ولعنته بين الناس كما كان ذليلًا عند طرده من جنة السماء؛هذا هو الدليل على وجود المدمر الكوني الأعظم وإله العصيان الذي استبدلنا محاربته والتصدي له بالانصياع لأوامره.
أصحوا و اسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو؛فالطفل كما يولد مليئا بالبراءة وصفات الملائكة كما لا يتم تركه حتى يضع الشيطان لعنته وبرغم إدراك عقولنا الغافلة بواقع الأمر تنخدع هذه العقول البسيطة بكل سهولة تنمو لتتشبع بأكاذيب وخرافات لا نفكر بصدقها.
يضع ذلك الذي تم لعنته من رب السماء بركاته على عباده الذين يعيشون الخدعة كاملة ليجعلهم من سكان الجحيم.
فأهلًا بك يا من وافقت على التضحية من أجل الموت في مستنقع الشر الأعظم يا من تريد العيش وسط أحلامك الفانية .... أهلًا بك يا من وافقت على بيع دينك وروحك ودنياك وأخرتك لملك اللعنة والملعونين .
أهلًا بك بيننا؛هنا لن تجد غير أهلك التي ولدت لتنخدع بالدنيا كما حدث معك فيا من حلت عليك نقمة جهنم لتكون بجوار شيطانك يا من تعلمت المبادئ الزائفة لتسير تخدع من حولك بها ....
مرحبًا بك!!
مرحبًا بك بوادي الخيرات المصنوعة من نيران تحرق الأبرياء وادي الفاسدين والفاسقين نار الدنيا ونهاية البداية المكان الذي لا يوجد فيه عقاب سوى للصالحين الذين يريدون الوقوف أمام طوفان الطغيان الأعظم مرحبًا بك في جنة العصاة .
مرحبًا بك في وادي هانووم .....
- نعم يا صديقي ما يدور بعقلك من أحلام الخراب ما هي إلا حقيقة هنا ...هنا ستقابل أبشع مخاوفكَ فلن تجد الأمن والرفاهية التي شعرت بها في منزلك السابق؟!
أعلم أنك لا تعرفني ولكن يمكنك أن تعتبرني كمرشد لك هنا في الوادي؛ أتعلم يمكنك أن تدعوني بالمرشد إذا أحببت؟

المرشد:"أهلًا بك يا صديقي ... سوف أكون معك في رحلتك هنا لاكتشاف ذلك الوادي فلا تقلق من أولئك الناس فهنا الجميع هكذا لن تجد غير الفقر والذل والجوع والحزن والخوف؛فلون المباني أصبح يميل للاحمرار من كثرة سفك الدماء والطرق من حولك ما هي إلا حجارة شاهدة على العذاب بعينه وقبحه الذي يحدث كل يوم بعد ما كانت الطرق نظيفة تميل إلى اللون الأخضر الزاهي من كثرة الأشجار والنباتات والزهور التي كانت تملئ تلك الزوايا التي أصبحت الآن مليئة بجثث ضحايا تلك اللعبة اللعينة؛تلك الزوايا التي تحولت روائح العنبر والمسك القادمة من هناك إلى رائحة العفن تلك القادمة من تلك المنازل التي فيما مضى كانت بيضاء تعكس أشعة الشمس بلمعتها الفضية لتجعل عينك تراها وكأنها قطع من الذهب.
دعنا يا صديقي نذهب من هنا فالوادي كبير علينا وتلك المنطقة مليئة بالذكريات القاسية، ولكن فلتحذر مما هو قادم ففي ذلك الطريق الشرقي ستجد ما لم ترَ سوادا أكثر منه لكننا سوف نذهب إلى هناك في نهاية رحلتنا؛ ههههههه لا تقلق سوف تشبع فضولك ولكن ليس الآن ولكن دعني أحضر لك شيئا لتشربه.
نعم أخي إنها المياه التي تبحث عنها منذ مجيئك هنا لتروي عطشك فمياه الأنهار الصافية تعكرت من ظلم الناس لبعضهم وأصبحت مسممة بدماء الأطفال وذو الشرف والمتدينين فكم كنت أتمنى أن تكون دماء كبار الوادي الذين لا يهتمون بأمر أحد سوى أنفسهم؛ فقط يسخرون منا ببعض العبارات الكاذبة لنصبر على كل ذلك هل أخبرك بشيء فلنكف عن الحديث عن الماضي فلن نتخلص من ذلك العبوس الذي على وجهك بالحديث عن لحظات موجعة أما السعيدة منها بما نراه الآن ستجلب لنا الدموع وكأن قلبك تم طعنه بخنجر الخيانة من أقرب الناس إليك وكأن أذنك لا تسمع غير أخبار فقدان الأحباء وكأن الزمن لا يريد الراحة لنا و الـ..."

شيئا ما وسط الرمال يلمع نتيجة انعكاس ضوء الشمس عليه

المرشد:"ما هذا؟؟ أنظر معي أيها الشيطان الصغير إلى تلك اللوحة؟!
(مرحبًا بك في أرض السلام )
لا تندهش من وجودها وسط القمامة مغطاة بالقذارة والرمال فتلك كانت أول مقولة كاذبة ستجدها على مدخل الوادي كأولى أكاذيب الشيطان يجذبك بها لنعيمه الخادع للعين والعقل يستغل حب قلبك للملذات المحرمة عليك فيتيحها لك بأسباب كثيرة وكأن الغاية تبرر الوسيلة ... كلعبة جديدة تلفت انتباهك لتتمسك بها كالصغير فتتولد بداخلك الرغبة من أجل التجربة وأنت بكل سذاجة توافق على قوانينها وشروطها لتصبح من المدمنين عليها ومن محبين السهر عليها كالعادة لا تكف عن فعلها....
ولكن حتى لا أظلم من كتبها فتلك الكلمات كانت صادقة حتى ظهر ذلك المـ..."
صوت جرس قادم من مبنى متهالك
المرشد خائفا:" هل سمعت ذلك الصوت يجب أن نغادر ذلك المكان في أسرع وقت اعلم انك لا تدرك ما يحدث حولنا كما اعلم دهشتك من شيطاني الصغير ولكن علينا الذهاب الآن"
أصوات أقدام مسرعة
المرشد ينظر حوله في قلق شديد : "إنهم قادمون وكأن جيشا من الأسود الجائعة أتيه للفتك بأي فريسة أمامهم...إذا وقفنا هنا سنموت وأنت جديد في هذا الوادي وستكون فريسة سهلة فلتتبعني إلى تلك العربة .... نعم تلك التي عليها القماش .... أسرع ليس هناك وقت لتسأل ... هيا بنا تحت القماش ولاحقا سأجيبك لكن ليس هناك وقت هيا يا فتى"
رائحة مقززة تصدر من ذاك القماش الأسود يوجد عليه الكثير من البقع الحمراء ويوجد أسفله الكثير من الجثث المتعفنة
المرشد مبتسما:" أعلم أننا مكثنا كثيرا في تلك الرائحة لا تقلق فتلك الأقمشة هي التي يتم استخدامها لدفن الموتى أعلم بأن الوضع كان صعبًا وسط الموتى ولكن هذا هو الحال هنا؛هيا دعنا نغادر الآن ولكن انتظرني هنا ودعني أتأكد من أنه لا أحد بالجوار أولا"
هواء خفيف كالنسيم مصاحب لأصوات أمواج البحر
المرشد :"ما بك أمازلت مندهشا ... ماذا كنت تتوقع أن تكون تلك الأقمشة وهي ملطخة بالدماء ... لا تكن جبأنا وانظر إلى السماء تأمل الليل الجميل وضوء القمر أطلق لقلبك العنان ودعه يخرج كل الغضب بداخلك دعه يكسر حاجز الهدوء الذي مكثت خلفه طويلا فلتلوث جمال الليل فهو دائما يلوثنا بخبثه، يخرج ما بداخلك من الشر وأفكار مظلمة كأنه بوابة لعالم الجحيم تنفتح أمامك وبين يديك لتتفاجئ بجميع الفرص مباحة لك رغم أنه يستر أفعالنا المزعجة إلا أن ضجيجها كالموسيقى العذبة التي تجعل ضميرك يذهب في نوم عميق وكأن ذلك الأسد الزائر المسمى بالضمير أصبح كالقط الأليف ليس له سلطان عليك فتتحول إلى ذلك الشيطان بصفات الجحيم التي تتخلل سكانه..تقف بقدميك النجسة على نعمة الله لنا في تلك الحياة المؤقتة تلك الأرض التي حولتها أنت إلى نقمة يعيشها غيرك بأفعالك القذرة عليها .
في ذلك الوقت الذي يفتح فيه أبواب التوبة و المغفرة والرحمة تأتي الكوارث والذنوب ...و لكن ألست تتمنى حدوث ذلك، ألست من صنعت هذا الثقب الذي يدخل الشيطان إليك منه ؟
فكما يكون الرب موجود دائما للاستجابة لمطالب عباده .. فكما يكون الوسواس الخناس من أجل أتباعه .. يسير بيننا يبحث عن ذلك المستعد بضعفه ليدخل بذنوبه التي مهد لها الشيطان الطريق ليسير عليه حتى يأخذها معه إلى مملكة الجحيم دون عودة ...."
ينظر المرشد مبتسما واضعا يده على كتف الضيف
المرشد:"هل ستظل صامتا ناظرا للقمر فقط ..؟؟؟
لا تنظر لي إني أتفق معك أن القمر هنا هو الأكثر نقاء في ذلك الوقت .... أرجوك؛ فلتكف عن الأسئلة قليلًا عن ما يدور هنا و لتخفض صوتك فالليل هنا ليس كما تعتقد ليس من أجل التفكير والتعمق ليس بساتر على قصص العشاق كل ما تعتقده لا يحدث إلا في الخيال فقط ....إن الإرهاق على وجهك دعنا نسترح ولنجد ملاذًا من غدر هذا الليل ولتبتسم قليلا فغدًا سأجعلك تفهم كل شيء ولكن الآن هو وقت النوم "
يقف المرشد قليلا وسط نسيم الهواء ناظرا إلى أمواج البحر ثم إلى القمر قبل أن يبتعدا ثم ينظر بحدة إلى وجه الضيف
المرشد:"القانون هنا بأن تعيش الحياة وكأنك لن تموت أبدا.. الآن ..هيا قف معي دعنا نجد مكان تنام فيه هيا.... هههههههه... هل سيتغلب عليك النوم هنا ... معك الحق كله فذلك المنظر لا ينقصه إلا الموسيقى ... أتسمعها أتتخيلها؟!.. نعم إن اختيارك للموسيقى رائع وبديع... قد أعجبني حقا وكأنها معزوفة لبيتهوفن"
يبدأ المرشد في تخيل شخص ما يرقص معه
المرشد:"ههههه .. إنها تحركني كما يحرك النسيم أمواج البحر.. أنتي في غاية الجمال محبوبتي ... إن ذوقك رفيع في اختيار ملابسك .... هيا أيها الضيف فلتندمج معي تحت ضوء القمر "

ينظر المرشد بعينين لامعتين إلى ذلك النائم وابتسامة تظهر مدى سعادته ثم يستلقي على الرمال من ناظرا إلى القمر بوجه يملئه الخبث

المرشد:"كالأب الغاضب يعاقب ابنه بأخذ ما يحب وعندما يفعل الصواب تكون مكافئته بأن تعود له أشيائه حتى وإن كانت في أسوأ حالاتها لكن المضحك هنا أن الصواب هو فعل غير الصواب.... المضحك هنا أن الحياة لا تكافئ غير معدومي الضمير... فما الذي ستأخذه الحياة منا كعقاب وما الذي سيعود لنا كمكافئة ؟"




0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.