المرأةُ من بدايةِ أن خلقَها اللهُ وهي مطيعةٌ بطبعِها وممتثلةٌ للأوامرِ... والمرأةُ أوَّلُ هديةٍ يحصلُ عليها الرجلُ في حياتهِ فهي تتعودُ على الخدْمةِ والطَّاعةِ مُنذُ صِغَرِهَا بدايةً بالأبِ والأمِّ ثُمَّ الأخواتِ ثُمَّ الَّزوجِ ثُمَّ الأولادِ، ومعظمُ الوقتِ تخدمُ جميعَ من سبقَ في وقتٍ واحدٍ، وهي خصائصُ من الصَّعْبِ على الرجلِ أن يتكيفَ معها، و ما تريدُهُ في المقابلِ عكسُ ما يريدُهُ الرجلُ، المرأةُ تريدُ الاستماعَ إليها والعطفَ والحنانَ والأمانَ، أمَّا الرجلُ فهو يُريدُ الشعورَ بقوتهِ والحاجةَ إليه و المالَ والنفوذَ، وتظهر عنده مشاكلُ عديدةٌ غيرُ ذلك...إنَّ امتلاكَ الرجلِ للمرأةِ نهايةُ الحبِّ، أمَّا امتلاكُ المرأةِ للرجلِ فهو بدايةُ الحبِّ... والمرأةُ في نظرِ معظمِ الرجالِ لها أدوارٌ محددةٌ و واجهةٌ اجتماعيةٌ يمنحها لها مجتمع الرجال، بينما الرجلُ في المجتمعِ يمتلكُ زوجةً وأولادًا ولا يهتمُّ بما تريدُهُ المرأةُ و ما تشعرُ به .
أردتُ أن أعرفَ المرأةَ عنْ قربٍ، وكيف يواجه هذا المخلوقُ الضعيفُ الدنيا؟ وما هي أكثرُ مشاكلِها؟ ومن تغلَّبَ عليها؟ وكيف؟!
المرأةُ نصفُ المجتمعٍ ومسئولة عن تربيةِ النصفِ الآخرِ، هل الرجلُ هو السببُ الرئيسيُّ في مشاكلِها أم أن هناكَ مشاكلَ أُخري "!؟ مهما قرأتَ وبحثتَ ليس كما ستواجهُ قصصًا من الواقعِ.
أول امرأةٍ في حياتي هي أمي التي كنتُ أراها تُضحِّي بكلِّ شيءٍ من أجلنا، كلُّ ما أراه منها هو ابتسامتُها وخوفُها وقلقُها علينا، ولكنْ لا أعرفُ مما تعاني بداخلِها من مشاكلَ نفسيةٍ أو غيرِهِ، . الجميعُ يعرفُ دورَ الأُمِّ وفضلَها، ولكنْ ما مشاكلُها قبلَ أن تصبحَ أُمًّا؟! هذا هو السؤالُ، فكما اعتدنا أن مشاكلَ الأمِّ فقط هي الأولادُ والزوجُ، فهل هُناكَ مشاكلُ أُخري؟؟!!
أنا دُكتور خالد متخصصٌ في علاجِ الأمراضِ النفسيةِ، وكما يقولونَ فاتني قطارُ الزواجِ، طوالَ حياتي وهدفي أن أعالجَ الحالاتِ النفسيةِ وأجعلَها تصلُ لبرِّ الأمانِ، أمتلكُ منتجعًا خاصًا لعلاجِ الأمراضِ النفسيةِ، ولكنْ في البدايةِ سأقومُ بتعريفِ الأمراضِ النَّفْسِيَّةِ سريعًا : هي مِثلُ أيِّ مرضٍ يبدأُ بأعراضٍ محددةٍ، وإذا تراكمتْ أصبحَ الأمرُ في غايةِ الخطورةِ، وهي اضطراباتٌ تؤثرُ علي السلوكِ أو التفكيرِ أو المَزاجِ سواءً على الرجالِ أو السيداتِ، وفي الغالبِ لا يعرفُ المريضُ أنَّه يعاني من شيءٍ ..تحدثُ له تراكماتٌ نفسيةٌ عديدةٌ وتَكْبُرُ معه دونَ أن يشعرَ بذلك.
الاضطرابُ النفسيُّ هو نمطٌ سيكولوجيٌّ أو سلوكيٌّ ينتجُ عن الشعورِ بالضيقِ أو العجزِ الذي يصيبُ الفردَ ولا يُعَدُّ جزءًا من النموِّ الطبيعيِّ للمهاراتِ العقليةِ أو الثقافيةِ. وقدْ تغيرتْ أساليبُ إدراكِ وفهمِ حالاتِ الصحةِ النفسيةِ على مرِّ الأزمانِ وعبرَ الثقافاتِ، وما زالتْ هناكَ اختلافاتٌ في تصنيفِ الاضطراباتِ النفسيةِ وتعريفِها وتقييمِها. ذلكَ على الرغمِ مِنْ أن المعاييرَ الإرشاديةَ القياسيةَ مقبولةٌ على نطاقٍ واسعٍ.
تصيبُ معظمُ حالاتِ الاضطراباتِ النفسيةِ الأفرادَ البالغينَ مِنْ الرابعةِ والعشرين فما فوق، على الرغمِ من أنَّها قدْ تحدثُ لدَى جميعِ الفئاتِ العُمريةِ منذُ الصغرِ أيضًا، وفي الحقيقةِ يمكنُ أن تؤثرَ في أيٍّ مِنْ الأفرادِ دونَ تفريقٍ، بِغَضِّ النَّظرِ عن العُمرِ والجنسِ والعرقِ والهُويَّةِ أو الحالةِ الاجتماعيةِ والدينيةِ، وتتفاوتُ شدةُ هذه الاضطراباتِ من الخفيفِ الذي لا يؤثرُ كثيرًا في الحياةِ اليوميةِ كما هو الحالُ في بعضِ الأنواعِ إلى الشديدِ الذي قدْ يحتاجُ إلى دخولِ المستشفى للعلاجِ كذلكَ الأمرُ فإنَّ بعضَ الحالاتِ قد تحدثُ بشكلٍ عَرَضيٍّ ومتقطعٍ، والبعضُ الآخرُ قد يكونُ مزمنًا لدى العديدِ من الحالاتِ التي كانتْ تحتاجُ إلى وقتٍ لفَهمِها و لكيفيةِ التعاملِ معها وجعلِها تحاولُ أن تواجهَ مخاوفَها.
واليومَ سأذكرُ بعضَ الحالاتِ من السيداتِ اللاتي يعانين من حالاتٍ نفسيةٍ و فُقدانٍ للحبَّ والأمانِ، وهي حالاتٌ وقصصٌ واقعيةٌ .
هلْ تستطيعُ عزيزي القارئَ أن تخبرني بالحلِّ من وجهةِ نظرِك!؟
بالبحثِ – خاصةً – عن المرأةِ وأدقِّ تفاصيلها منذُ بدايةِ ولادتِها ستظلُّ طوالَ حياتِكَ تقومُ بهذا البحثِ ولن تصلَ إلى كلِّ شيءٍ، فهي بحرٌ عميقٌ و غامضٌ لِمَنْ لا يعرفُ كيفَ يسبحُ فيه . عبقريةُ المرأةِ في قلبِها إذا وصلْتَ إليه عرفْتَ جزءاً كبيرًا منها.. مهما قرأتُ لن أجدَ ما ابحثُ عنهُ في هذهِ المذكراتِ الخاصةِ بي وبالحالاتِ وخاصةً المرأةَ . أريدُ مِمَنْ يقرؤون هذه المذكراتِ أن يفهمُوا المشاكلَ التي تمرُّ بها المرأةُ، وبذلك نتجنبُ الكثيرَ من المشاكلِ النفسيةِ التي تواجهُهَا، لأن المرأةَ نصفُ المجتمعِ ومسئولةٌ عنْ تربيةِ وتنشئةِ النصفِ الآخرِ .
هذه ملفاتٌ لحالاتٍ لديَّ، وكانتْ مليئةً بالكثيرِ من المشاكلِ النفسيةِ؛ بعضٌ منها بسببِ المجتمعِ والبعضُ الآخرُ بسببِ الرجلِ وأحيانًا بسببِ نفسِ الجنسِ ..
المرأةُ تحديدًا يظلُّ ما بداخلِها سرًّا لا يعرفهُ أحدٌ، وأتمنى أن أصلَ إلى حلِّ لُغْزِ هذا المخلوقِ الذي كانَ دورُه في السابقِ يقتصرُ على المنزلِ والزوجِ والأولادِ، ولكنْ أصبحَ الآنَ دورُها بارزًا في كلِّ شيءٍ، و وصلَ إلى أن تجدَها أُمًّا وأُختًا وصديقةً وناجحةً في عملِها، بل وتكونُ مديرةً ورئيسةً على الكثيرِ من الرجالِ.. اليومَ سأذكرُ الحالاتِ من النساءِ فقط . وكعادتي في الليلِ أجلسُ في مكتبي الخاصِ لأتفحصَ ملفاتِ الحالاتِ وأقومُ بدراستها جيدًا حتَّى أقومَ بتشخيصِها والوصولِ إلى علاجٍ جِذريٍّ لهذه الحالاتِ..