tafrabooks

Share to Social Media

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم المبعوث رحمةً لكل خَلقه ومُصطفاه وحبيبه من الأولَّين والآخرين.
أمَّا بعد؛
فهذه الرواية تعبِّر عن أحداثٍ رُبَّما واقعية أو شبه واقعية، حيثُ إنَّها تحكي جزءًا من فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وتأثيرها على أُناس وأفراد لم ولن يذكُرهم التاريخ، فهم ليسوا من كُتَّابه ولن يكونوا، وكذلك لن يعيشوا كثيرًا؛ كي يحكوه أو يسجِّلوه.
تدور أحداث روايتنا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، وتأخذنا في بِقاعٍ أخرى من الأراضي والجزائر والمحيطات في أعوام سابقة لعام 1992م.
أرجو أن ينال أسلوب الكتابة وكذلك الخيوط الدرامية والأبعاد النفسية للشخصيات إعجابكم، وللجميع الحق في نقد الرواية كما يشاء بغرض النقد الموضوعي؛ لإفادة كل الأطراف.
هذه الرواية مُهداة لكل الناس في أنحاء الوطن العربي والإسلامي، وأرجو أن يكون بها من الإثارة والمتعة ما يستحقها قارؤنا الكريم.
وشكرًا..
بعد الحرب العالمية الثانية -والتي انتهت بانتصار دول الحلفاء على دول المحور في عام 1945م- خفُتَ نَجم الدول الأوروبية الكُبرى مثل بريطانيا وفرنسا، وألمانيا بالطبع التي انهزمت في الحرب وانقسمت إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، واللتين كانتا يفصلهما جدار برلين الشهير.
كما بزغ نجم الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عُظمى لأول مرة، والتي استمرت كذلك إلى الآن، فلم تكُن أيٌّ من معارك الحربين العالميتين على أرضها ولم يتأثَّر اقتصادها سلبيًّا، بل كسبت كثيرًا من خلال الأسلحة التي تمَّ بيعها إلى الدول المتحاربة سواء أثناء الحربين الأولى والثانية أو بعدها خلال الحرب الباردة.
كانت الولايات المتحدة تمثِّل أقوى نظام رأسمالي في العالم وأكبر سوق اقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن تقريبًا.
لم تكُن تنازعها الزعامة منذُ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلَّا الاتحاد السوفيتي، والذي كان أكبر دولة شيوعية حينئذٍ، واستطاع إنجاح النظام الشيوعي في بعض الدول الآسيوية القوية مثل الصين وكوريا، والتي انقسمت فيما بعد بسنوات قليلة إلى كوريتين شمالية شيوعية وجنوبية رأسمالية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
لذا انقسم العالم حينئذٍ إلى جزئين، الأول: شيوعي يتزعَّمه الاتحاد السوفيتي والثاني رأسمالي تتزعَّمه الولايات المتحدة، وكان الزعيمان يتسابقان في دعم الدول والحكومات التي ترغب في اعتماد النظامين الشيوعي أو الرأسمالي.
نشبت بين الزعيمين حربٌ باردة، لا يستخدم أيٌّ منهما السلاح والذخيرة، بل كانت حربًا أيدولوجيةً وفكرية، والتي ظلَّت قائمةً ومُستعرةً حتى أواخر عام 1991م، حين انهار الاتحاد السوفيتي وتفكَّك إلى مجموعة من الدول، أكبرها وأقواها على الإطلاق روسيا الشيوعية.
أثناء الحرب الباردة تنافس القُطبان الأمريكي والسوفيتي في سِباق التسلُّح النووي وغزو الفضاء، حيثُ أصبح القطبان أكبر قوتين تمتلكان أسلحةً نوويةً في العالم منذُ ذلك الحين وإلى الآن، كما تسابقا في استكشاف الفضاء وإرسال البعثات العلمية إليه والهبوط على القمر، وهذا ما دعا الولايات المتحدة لإنشاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في أوائل الستينيَّات.
قامت الولايات المتحدة بإجراء تجاربها النووية في المحيط الهادي وبالقُرب من بعد الجُزُر مثل جزيرة بيكيني، وهي الجزيرة التي تدمَّرت وتم تهجير سكَّانها إثر هذه التجارب النووية التي تسبَّبت في كثيرٍ من الإصابات التي نالت من سكان الجزيرة من التهابات وحروق وسرطانات وطفح جلدي وتدمير أنسجة العيون، وقد عجزت الولايات المتحدة عن توفير العلاج المناسب والفعَّال لمعالجة كل هذه الإصابات، وهو ما جعلها تلجأ لتهجير سكان الجزيرة وإخلائها تمامًا دون العدول عن استكمال تجاربها النووية.
ظلَّت جزيرة بيكيني غائبةً عن أذهان العالم -وربما إلى الآن لا يعرفها الكثيرون- حتى عام 1992م، حينما وقعت بعض الانفجارات في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء التحقيقات ظهرت على السطح خفايا وأسرار لم يكن يُراد الكشف عنها في هذا الأوان.
وتنطلق روايتنا من هذه الانفجارات التي وقعت عام 1992م بولاية تكساس الأمريكية، وتدور أحداث الرواية كلها في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، والتي من خلالها نكتشف مع الـمُحقِّقين الرابط بين الانفجارات والحرب الباردة والتجارب النووية وقنبلتَي هيروشيما ونجازاكي وجزيرة بيكيني.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.