قصه قصيرة/بقلم ابوبكر عباس.........عام ٢٠١٦
تحكي نرمين وتقول عرفت معني اليتم عندما مات اخي كنت طفله صغيره في الصف الاول الابتدائي وكان اخي يكبرني بثلاث اعوام معتس (معتز)هكذا قالت من بين الدموع كان نظري ضعيف واسناني مخلوعه فكنت ارتدي نظاره وعندما اضحك يظهر فراغ اسناني فيضحك علي الجميع هكذا ظلت معاناتي اول يوم دراسي والاطفال من حولي يغيظوني حتي بكيت وكرهت المدرسة الى ان دق جرس الفسحه خرج المدرس ودخل معتس وجدني باكيه فعانقني وابتسم وسالني مين من العيال دول دايقك فاشرت له علي ولدين وبنت بجواري فنهرهم وحذرهم فرتعدوا جميعا واعتزرولي فصار اسمي من وقتها نرمين اخت معتز فكف الاولاد والبنات عن مدايقتي وانتبهت لدروسي وكنت اتفوق حتي كان الاستاذ يجعلهم يصفقو لي الا الرسم والخط فكان يرسم لي معتز رسومات جميله تعجب المدرسين والطلاب وكان يكتب لي في وقت فراغه عشر صفحات في كراسه الخط بخطه الجميل وكان التلاميذ تعاقب وانا اجلس كالاميره معززه مكرمة اذكر عندما كنت في الصف الرابع وكان هناك زلزال وصرخ الاطفال والكبار ومن لم ياتي ولي امره يجلس في المدرسه حتي وان هدمت عليه وانا افكر ماذا تعني كلمة زلزال واذا بي ارا نورا كالملائكه يقف علي باب الفصل وينادي نرمين تعالي كان اخي معتز ما تركني للحظه حتي افكر ما هو الزلزال واخذ بيدي وكان خارج المدرسه زملائه فاخذ دراجة احدهم واركبني امامه وفي عشر دقائق وصلت المنزل امي تبكي وانا ابتسم ومعتز عاد الي زملائة وبعد الزلزال وايامه وتوابعه وفي اول العام الخامس من المرحله الابتدائيه بعد انتهاء الحصص وجرس المرواح جلست في انتظار اخي ولم ياتي حتي جوعت ولم ياتي لماذا يا معتز لم تتركني هكذا من قبل فالوقت تاخر وبدأ الجوع وممل الانتظار ينهك قواي فجلست بجوار باب المدرسة اين انت يا اخي لم تنساني من قبل حتي رأيت عم حسن جارنا وصديق والدي فقال لي تعالي اوصلك للمنزل وبالفعل ركبت الموتوسكل خلفه وعندما اقتربت من البيت سمعت صوت صراخ وبكاء وعويل النساء وكلما اقتربت الصوت زاد حتي رأيت عماتي وخالاتي فقلت ابي مات ام امي ام جدتي فكانت الاجابة في عويل يا حبيبي يا معتز صغير يا ابني علي الموت يا حبيبي وما ان استوعبت ان معتز مات حتي سقطت علي الارض واستفقت وعمي وجدتي وخالتي يفوقوني فقلت لهم انا عايزه اروح عند اخويا هاتولي اخوي فقال لي عمي معتز عند ربنا كان بيلعب كوره مع اصحابه وخبطته عربية ومات والدموع استولت علي الرؤيا وما عدت اري فقلت لهم لازم اروح عنده واشوفه وبوست ايد عمي وايد جدتي حتي بكوا واخذني عمي معه الي المستشفي ودخلت لاجد ظهري وسندى (بعد الله ) نائم علي سرير مفتوح الراس مكسور القدم والزراع وعينيه مغلقه ولكنها مبلله بالدمع فعانقته ومسحت التراب عن جبينه وقبلته وكلمته ولكن لم يجيب ووضعت يدي علي بطنه المترب فوجدته فارغا لم يكن رجع البيت وتناول الغدا فاخذني ابي وقال لي ربنا بيحبه وخده عنده تعالي روحي عشان ندفنه فاجبت بسذاجة الاطفال يابابا معتز متغداش هتدفنه وهو جعان فنفجر ابي بالبكاء ولكني من تلك اللحظه تيتمت وكرهت الحياه اخي ابي الصغير
نرمين اخت معتز
ابوبكر عباس المحامى
قصه قصيرة