tafrabooks

Share to Social Media

"وَشت عيناك "

قالت .... أحبك
قلت ... وهل من جديد؟
قالت .. فاض في القلب .. حبك
صَمتُ .... ولم أجب
قالت ... أليس لديك ما تٌزيد؟
نظرتُ للسماء ...وأجبت .. تنهيد
بُح صوتها ... بلبل ناح بعد .. تغريد
وأطرقت برأسها خجلاً ..ومالت بوجهها بعيد
كأنما تَعرت ..في ليلة بردها .. شديد
****
قالت ..ألن تسامح؟ ... لم أعهدك ..عنيد
وكم من مرة عفوت ..وكنت في غضبك .. رشيد
مالي أراك اليوم .. قاسي القلب .. عتيد
****
بيد حانية .. طوقتها .. والتقت أعيننا من جديد
هَمستُ لها بكلمات ..تَبسَمت وقالت .. لا تزد
عيناك قد وشت ... بكل ما أريد
وأنت من القلب ... شريان ووريد
****
معشوقتي أنتِ..وحبكِ بالوجدان.. خلود
روحُ بها أحيا ...آمال وأحلام .. ووجود
غاليت في الأماني ...وحبكِ حلماً بعيد
وغاية ما تمنيت..أن الزمان بكِ يجود


***


"المعذب"

هل من العدل من به ظلم ...يعتــــــــــذر؟
السوط يدمي الجراح .. والجلاد بآلامها ثمل
أنا المتيم بالهوى .. والعذاب ماعدت أحتمل
أنين القلب يقتلني .. لم يعد لي بــــــــه قبلُ
أنا المقتول لا أشكو ..وقاتلُ يدعــــي الثكل
يرميني بظلمه وقسوته.. ويذرف دمع المُقل
قول الآه يطربه ... وفؤادُ مصابـــــــه جلل
يناديني .. رحمة ..في عذابك أصابني الكلل
لا أسمع لك صرخة ..ولاتعب بك أو مـــلل
****
أحبكِ والظلم عقيدتكِ ..و لغفرانكِ ابتهـــــل
آثرت حبكِ و الوله ..فافعلِ ماشئتِ سأحتمل
ظمآن وارتويت ببحركِ .. قبلتي أنتِ والقُبل
أنا المعذب بالعشق .. بكِ الجراح تندمـــــل
لا أبغي عنكِ بديلاً ..ومعكِ الحـــياة أعتزل
عشت بمحرابكِ راهباً ..والعمر فيكِ يُختزل
أنا المدله في حبكِ ..و فــــي عينيكِ أرتحل
القلب بكِ قد اعتل ..والــعقل أصابه الخبل
مابين الجد والهزل ... بكِ اخـــــتال وأذل



*****


"غَربت الشمس "

كم مررتُ بمقابرِ الحــــــي ** أعتدتُها واطمأنتْ بها النفسُ
غدوتٌ وجئتٌ بمنـــــــازلها ** هذا فقيرُ وذاك سيدُ الأمـــسِ
لم أدرِ يوماً سوف يسكُنها ** من كان للروحِ سكناً وأنس
لم تعد كما كنت أعرفُهــــــا ** غامَتْ بعدما غربَتْ الشمسُ
لم أدرك بعدكِ من منازلِهـا ** سوى لحــــدِ موحشِ يبسِ
لم تسكنيه وحدك فهـــــــــو ** لنا موعــــــــــــدُ و قدسُ
معكِ أحيا وإن كنتِ غائـبةً ** وحيد أنا إن عشتُ ..تعـــسُ
لم أدرِ أن للموتِ لوعـةً ** حتى اكتويتُ بفـراقٍ ويأسٍ
الموتُ في صرختهِ مصيبةُ ** كلُ ذي لســــــــــانِ خرس
وحشُ يفوقَ الضــــــواري ** لكل الأحبـــــــــــةِ مفترسُ
إن كشرَ عن أنيابــــــــــــهِ ** أرتعدَ كـــــــلُ جبار شرس
أهلُ وخلانُ وصحبـــــــــةُ ** تبدلَ بُشراهمُ عبــــــــــس
لم يعُد الربيعُ كما أعرفــــه ** أقامَ الحدادَ والســـــوادَ لبسَ
غابَ للدنيا قمـــــــــــــرُها ** وضاعَ الفجــــــرُ والنرجسُ
لحنُ بالأمسِ يطربنــــــــي ** بات شجياً وبالعقــــلِ هوس
كم انتشينا بخمرِ عشـــــــق ** أذاقنا القدرُ مرَ الكــــــــأسِ
قضينا في الحبِ سكـــــرةً ** داهمنا الردى.. ودارَ الرأسُ
رفاتُ... وإن كنت أحـــــيا ** دنيا بلا حبيــــــــب... بؤس
نُعيتَ يومُ ناعي القوم نعاكِ ** لم يدرِ أنكِ لــــــي النفس
كم تمنيتٌ أن يكون كابوساً ** يوقظني طيفُكِ مـــن النعسِ
غير أنى أفقتُ مـــــن غفوةِ ** والقلــــــــبُ منقبضُ وجسُ
همهمةُ هنا وهنــــــــــــــاك ** وحديــــــــــثُ يدورُ همسُ
لــــــــــم أسمعْ سوى نحيبِ ** وعويـــــلِ ..وكلماتِ نحسِ
أسرعتُ اُلقي نظـــــــــــرةَ ** العقلُ غابَ والفكرُ ملتبسُ
أقاموا حول الحبيب حائــلاً ** ونســـــــــاء باكيات حرس
أردتُ نظـــــــــــــرةَ وداعِ ** خاشعُ مــــــن القلبِ التمسُ
تكاثرَ الأصحابُ ورجــــالُ ** عاهدناك ذو عـــــقلِ كيسٍ
آه لو تدرون مابــــــــــــــي ** بعدما الموتُ بالحبيبِ خنسَ
القلبُ نزفَ والروحُ فاضت ** ودمــــــــعُ العينِ قد احتبسَ
زهـــــــــدتُ العيشَ والحياةَ ** وتمنيتُ مـــع الحبيبِ أندسُ
غير أني رضيتُ بالقضــــاءِ ** ويوم اللقاء لنـا ......عُرس
****



"لقاء"

ألتقينا .... وفي لقاءِنا كل ما فينا .. قـــــــــــــــد التقى
العينان .. قبل الشفاهِ ..... مــــــــن الشوقِ تعانقا
ذراعاه .. تُطوقان .. وحـــــــــــــــــــــــــــول الخصرِ.. ألتفتا
همساتُ دافئةُ .. تدغدغُ الوجدانَ... وتسحقُ
شفتاهُ .. تلثمان الخدينَ .. والعينينَ.. وتغدقُ
تلتقيان في قُبلةِ ..حارةِ.... لهيبها ... يحــــــــــــــــــــــــــــــرقُ
اليدان ترجفان..تزحفان...والتضاريسُ تنــطقُ
تلامسُ..الشفتينَ...النهدينَ..وفي الوديانِ تغـــرقُ
يثورُ في الجسدِ بركانُ.....وتفور الحممُ وتشهــــــقُ
التقينا .... وأدركتُ أن كل ما بي ....له يعشـــــــقُ
صُهرنا في بوتقةِ الهوى.... والشوقُ بيننا تدفقَ
دكَ الحصونَ بسيفه .....وأزلتُ لـــــــــــــــــــــه العوائقَ
يرمي سهامه ..وكنت مرماه..والنصر ساحـــــــــــــــــــــــــــق
يجتاحُني..... سحابةُ تروي عطش الــــــــــــــــــــــــــــــــحدائقَ
تصرخُ الأجواءُ ...والآهات... منها الجبالُ تتشققُ
يمتدُ اللقاءُ ..وعالمنا..نشوة ..لا عقل..ولا منطق
نغوصُ في الأعماقِ.. ونحلقُ في الفضاءِ الشاهقِ
ألتقينا وكلما أردنا فراقً..تصدعَ القلبُ..وتمزقَ
ألتقينا.. وكم تمنيتُ أن يكون اللقاءُ بلا مفـــــــرقِ
أسيرةُ لديه...وكم وددتُ ....أن أظل ..ولا أعتق
أواه أواه.. صرت ليلاهُ .... وأغناني عن الخلائقِ
هل تجــــــــــــــــــــــــــــــود الأيامُ بمثله ..حبُ ........في المطلقِ
طوي كتابُ الزمان ..... ولقاءُنا حفظته الوثائقُ






"سقطت الرايات "


قالت ... نظرة .. أو نظرتين..
أخذتني الشجاعة وقلت .. إليكِ ما تريدين ..وأزيد
ثقة من يمتلك في الحروب ... العتاد ..والحديد
جبلُ راسخ الأوتاد ..لا يزعزعه ريح .. شديد
ومن أول نظرة .. تمنيت لو لم أجب ..ما تريد
وأدركت أن تلك العيون.. أصبحت لها أسيرُ ومُريد
أزحت عنها بوجهي .. علني أتحرر من.. القيود
ثارت في الجسد ثورة ..أعقبها زلزال.. شديد
نداءُ .. وصراخُ .. بعنادِ يطلب..المزيد
حاولت المقاومة .. بالترغيب تارة ..والتهديد
نظرات عينيها سهام .. أخترقت كل السدود
دقت في القلب أعلاماً ..عليها شعار الخلود
****
كم تحصنت.. ولبست للأسلحة الدروع
و لم أعِ يوماً "للدمار الشامل "معناً أو خضوع
حتى أصابت نظراتها الأركان مني و الضلوع
تهاويت ورفعت راية استسلام والقلب ..موجوع
استباحت الميدان بخيلها ...وبات الوجدان لها مطيع
****
قَيد بعد حرية تَمَلكني ...عجبت أن القلب به سعيد
وسجان لست أرهبه .. ولا أبغاه عني بعيد
ثائرُ دوماً .. وكم حَملت رايات الوعيد
سقطت الرايات ..وبالأصفاد كُبلت والحديد
إذا انطلقت للحب سهاما .. فكلنا له عبيد
وتسقط الحرية .. وحياة نحياها بلا حبيب
ثائرُ أنا .. حرُ ...و من القيد أنشد المزيد
****

0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.