كن كالسماء صفاء كلها نور وغرد بروحك مثل تغريد الطيور
وأسمو بحبك لله الغفور
الباب الأول " السماء الصافية "
فترة طويلة مرت على لم أكتب شيءاً وما ذلك لأني لم أجد ما أكتبه بل إن هناك من الأمور الكثير يمكن أن أكتب فيها ويجرى بها قلمي حتى إن رأسي تكاد تنفجر في بعض الأحيان من كثرة الأفكار والمعاني التي تغلى وتفور بها، حتى إني قد حاولت في بعض الأحيان أن لا أفكر في شيء حتى تهدأ أفكاري وترتاح نفسي وأسترد طاقتي وعافيتي في الكتابة ثم أعود بعد ذلك بكل قوتي إلى قلمي فالكتابة بالنسبة لي هي أغلى ما أملك، وهى مهجة فؤادي وقرة عيني وغذاء روحي؛ فعندما أبتعد عن الكتابة كثيراً أشعر بنفس الإحساس القاتل الذي يصيب السمك بالموت عندما يخرج من الماء ومثل الطائر الذي يعشق الرحيل والطير والانطلاق والحرية ثم يجد نفسه محبوساً في قفص ضيق صغير يحول بينه وبين ما تصبوا إليه نفسه ويشتاق إليه قلبه وتلح عليه روحه وطبيعته المحلقة المرفرفة عبر الفضاء المحبة للاقتراب إلى السماء، وما يسقط ويهوى على شيء فوق الأرض إلا وهو يطوى جناحيه متحفزاً على الطيران بمجرد أن يقبض هذا الشيء فانه يواصل الطيران والتحليق في الفضاء والسماء
وندع الطائر يطير ويحلق في فضائه ونعود سريعاً إلى فكرتنا حتى لا تطير هي الأخرى ففي إحدى الليالي بعد أن عدت من عملي وتناولت طعام العشاء وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشره وكنت قد أحسست بشيء من الضيق في صدري فتوجهت إلى شرفة منزلي أستنشق الهواء حتى ينشرح به صدري وقلت لنفسي لعل النسيم يتحدث معنا حديثه وهذا ما حدث والله لقد تحدث حديثاَ إلى النفس ما أجمله وأروعه وأحكمه فقد كان الجو مظلماً من حولي ونظرت إلى النيل وهو يجرى في الظلمات كأن أمواجه الهادئة العذبة قطعاً من الليل مظلماً يتهادى في رفق وكأن أمواجه وغديره يسرى في النفس فيرطبها ويغسلها بالماء والبرد والثلج في هذا السكون سكون الليل ثم توجهت بنظري إلى السماء وكانت ليلة هادئة والسماء فيها صافية وما لفت نظرى حقاً هو هذا القمر وجمالة ونوره وإشراقه؛ فكان في هذه الليلة بدراً في تمامه وجمالة وكماله، والنجوم تسطع من حوله والسماء صافية وقد خلت من السحب التي تعكر صفوها
فتذكرتُ قول الله تعالى " سبحان الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً " وتذكرت قول الله تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا "
45 الأحزاب .
وتذكرت قول النبي " إنكم سترون ربكم في الجنة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته " فما أن رأيت هذا المنظر الرائع واللوحة الفنية البديعة صفحة السماء الصافية يسطع فيها القمر ليلة البدر والنجوم تتلألأ بالنور من حوله كقطع اللؤلؤ المتناثرة في السماء قلت يا سبحان الله ما ضر هذا الإنسان الضعيف المسكين لو عاشت روحه كالسماء الصافية انجلى غيمها وسطع فيها قمرها .
إن هذا الكون هو عالم لكل خلق الله أما هذه النفس والروح الإنسانية هي عالم كل إنسان الخاص به والسعيد حقاً من استقر في عالمة الخاص به وحكم عالمه كما يحكم الملك على عرشه يدير شيءون مملكته ولا يغيب عنه صغيرة ولا كبيرة ومن استطاع أن يسيطر على عالمه الخاص به ويصنع لنفسه سماءه الصافية يسطع فيها قمرها وتتلألأ فيها نجومها فقد عاد سيداً لكل ما حوله والشقى حقاً من ضاع في عالمه ولم يستقر في نفسه وروحه ولم يستطع أن يدير شيءون مملكته وينفذ فيها حكمه وأن يصنع لنفسه سماءه الصافية بل سماءه دائماً ملبدة بالغيوم معكر صفوها مشوه جمالها محجوب قمرها ثم تجد صاحب هذا العالم المضطرب من بعد ذلك يتسول على عالم هذا ويسطوا على عالم هذا فصاحب هذا العالم المضطرب الغير مستقر تجده دائماً إما لصاً أو مجرماً أو معانداً أو مكتئباً
إن السماء الصافية التي يسطع فيها قمرها والتي نشير إليها ونتحدث عنها ونهفوا إليها إنما هي الروح الصافية الطاهرة وأما قمرها الذي يسطع فيها إنما هو إيمانه الروحي الصادق المنير والذي يشع بالنور والأمل يملأ بأشعته جنبات روحه وأركانها وهذا ما أردت أن أصل إليه وأتحدث عنه في هذا الموضوع وفى هذه السطور القليلة قوة الروح وسموها ونورها وصفائها وكيف يمكن الوصول إلى هذه المعجزة الروحانية الملائكية النورانية الربانية السماوية المشرقة بالخير والجمال والكمال الإنساني وبراءة الفطرة التي فطر الله الناس عليها
وبمعنى آخر العودة إلى الإيمان الصادق الفطري والاستقاء من النبع الصافي أي الرجوع إلى مائدة كتاب الله وسنة نبيه محمد صلوات ربى وتسليمه عليه كما أنزلت من السماء بدون أن يشوب هذا المنهج العذب شائبة أو يعكر صفوه أي دنس أو اختلاف أو تعقيد ونريد أن نتعرف على لغة السماء التي توافق لغة الفطره حتى يحدث الانسجام الروحي والقوة الروحية والصفاء الإيماني الذي ثمرته الاطمئنان " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ " 27- 28 سورة الرعد
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " سورة الفجر
فالعلم الحقيقي الصادق هو الذي يسموا بهذه الروح الإنسانية ويجعلها تنسجم مع هذا الكون الخاضع لله المسخر له سبحانه وحده
والعلم الحقيقي الذي ثمرته الخشوع والاطمئنان في النفس والعلم النافع هو قال الله أو قال رسوله أو قال الصحابة هذا الذي كان عليه الجيل الأول الجيل الفريد جيل المعجزات وأصحاب الأرواح السماوية القوية الطاهرة المشرقة الذين مكن الله لهم فى مشارق الأرض ومغاربها أما العلم الذي يتحدث عن رأى هذا ورأى ذاك ويعرض عن كتاب الله وسنة رسوله فهذا هو العلم الخبيث الذي يكسر الانسجام الروحي بين الروح والكون والفطرة السليمة .
يقول العلامة بن القيم رحمه الله سألت شيخى بن تيميه عن هؤلاء الصنف من الناس الذين يأخذون بالآراء والاجتهادات ويعرضون عن كتاب الله وسنة رسوله وقول الصحابة فقال شيخى رحمه الله " إن هؤلاء طافوا على أرباب المذاهب ففازوا بأخس المطالب " وان أصحاب رسول الله عندما كانوا يجلسون في مجلس علم لم يكونوا يقولون هذا كلام فلان أو رأى فلان ولكنهم كانوا يتدارسون كتاب الله وسنة رسوله
وأنشد بن القيم رحمه الله
العلم قال الله قال رسوله
*** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
*** بين الرسول وبين قول كل فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها
*** حذراً من التمثيل والتشبيه
" انتهى "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " 58 سورة النساء
ويقول تعالى " مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " 79 سورة النساء
وهناك علم خبيث أخر غير علم الآراء والمذاهب ألا وهو علم الهوى والشهوات وهذا العلم يجب أن يجهل فيه المؤمن بقدر ما يستطيع مثل جهل الأطفال بعلم الشهوات والأهواء وهذا الجهل الذي يعطى الطفل بشاشته الدائمة ولولا هذا الجهل لهلك الأنبياء والعلماء والحكماء غماً وحزناً وكمداً
وكما يقول الرافعى رحمه الله " اجهل جهلك يا صاحبي في هذه الشهوات الخسيسة فإنها العلم الخبيث الذي يفسد الروح وأعرف كيف تقول لروحك الطفلة في ملائكيتها حين تساورك الشهوات "هذا ليس لى هذا لا ينبغى لي "
ويقول: انظر بالروح الشاعرة ترى الكون كله انسجاماً واحداً ليس فيه إلا الجمال والسحر وفتنة الطرب .
وأنظر بالعقل العالم فلن ترى في الكون كله إلا مواد الطبيعة والكيمياء، ومدى الروح جمال الكون كله ومدى العقل قطعة من حجر أو عظمة من حيوان أو نسيجه من نبات أو فلذة من معدن
اجهل جهلك يا صاحبي ففي كل حسن غزل بشرط أن لا تكون العاشق الطامع وإلا أصبت في كل حسن هما ومشغله ( انتهى )
إن روح هذا الإنسان بين روحين روح تعلوها وهى روح سماوية ملائكية وروح أسفل منها وهى روح حيوانية فإذا تعلم الإنسان علم الشهوات الخبيث فان روحه تنزل إلى مرتبة روح الحيوان وإذا جهل في هذا العلم الخبيث وزهد فيه فان روحه ترتفع به وتعلو إلى مرتبة الروح الملائكية النورانية .
وحينئذ لا ترى هذه الروح في الكون إلا الجمال والسحر وفتنة الطرب والإبداع والعظمة الإلهية وحينئذ تقع لهذه الروح من المعجزات ما لا يتخيله بشر وهذه الروح شبيهة بأرواح الأنبياء ومن والاهم وسار على نهجهم وهى درجة إيمانية صافيه سماوية عاليه
إن هذه الروح سر الحياة على وجه الأرض بل في الكون كله وبدونها لا قيمه لهذا الوجود بل يصبح هذا الوجود جامداً ميتاً لا قيمة في بقائه أو ذهابه " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " 84 سورة الإسراء
وهذا بدوره يردنا إلى نقطة البداية، بداية الخليقة عندما خلق الله آدم عليه السلام أبو البشر وسواه سبحانه بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وطرد إبليس بسببه من رحمة الله " ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ " سورة السجدة
فلو تأملنا معا هذه الآيات ومثلها كثير في كتاب الله لوجدنا أن هذه الروح مصدر هاهو رب العالمين جل في علاه تقدس اسمه وجل ثناؤه، وهنا تكمن عظمة هذه الروح وأنها هي اعظم ما في هذا الإنسان وأنه بها وحدها كرمه الله لأنه منعمها ومصدرها رب العالمين لذا فإن الله تبارك وتعالى كرم هذا الإنسان تكريما عظيما وأسجد له الملائكة ورزقه وفضله على كثير ممن خلق الله تفضيلا " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " سورة الإسراء.
إذن فهذه الروح هي أهم ما في هذا الإنسان وأكبر نعم الله عز وجل على هذا المخلوق الضعيف وبدون هذه الروح التي نفخها رب العالمين في هذا الجسد الذي كان من طين يصبح جسد هذا الإنسان كالخشبة أو الحديدة الميتة الجامدة .
لذا فإن الاهتمام بهذه الروح والاعتناء بها وتربيتها علي العلم النافع والمنهج السليم وهو منهج الله الذي نزل من عنده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يجعل هذه الروح تكبر وتعظم وتسموا وتصفوا وتقترب من خالقها وتشتاق إليه وتتحرر من سجنها الضيق في هذا الجسد وكلما اقتربت الروح من خالقها وهو مصدر الحياة بالطاعة له وتغذيتها بالعلم الإيماني الروحاني ارتفعت هذه الروح وخف معها هذا الجسد ودائما تجدها في شوق إلى خالقها حتى تلتحق بالرفيق الأعلى بعد قبضها من جسدها التي هي محبوسة فيه حبس العصفور في قفصه وعند الرفيق الأعلى تخلد هذه الروح فى النعيم واللذة والراحة الابدية الخالدة أما إذا حرمت هذه الروح من غذائها الربانى والعلم الصادق والإيمان الصافى وتحول غذائها إلى شهوات جسديه وراحة دنيوية ونعيم عاجل فان هذه الروح تثقل وتتعلق وترتبط بهذا الجسد وتخلد إلى الأرض وتظل تبتعد عن خالقها حتى تلتحق بالرفيق الأسفل والأدنى عند قبضها.
" إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ" سورة الأعراف
لذا فإن جهنم سميت في كتاب الله أسفل سافلين لأنها تلحق هذه الروح الخبيثة بالرفيق الأسفل لذا تجد جهنم تنحدر إلى أسفل وهذا عقاب الروح التي وسع عليها في شهواتها في الدنيا وعقابها هو عذابها والتضييق عليها في الآخرة " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى " سورة طه
والعكس تماما الذي ضيق على روحه في الدنيا واعرض عن علم الشهوات الخبيث واعتنى بروحه فإنه يرتفق بالرفيق الأعلى ولذا سميت الجنة أعلى عليين " كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ " سورة المصطفين
لذا فإن رسول الله يخبرنا أن "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"(1) وكتاب الله يخبرنا إن الآخرة هي جنة الروح المؤمنة تغرد في روح وريحان وجنة نعيم وهى أي الآخرة سجن للكافر في أسفل سافلين في نار السموم أعاذنا الله منها ومن حرها
وكما يقول بن القيم رحمة الله إن نعيم الروح وشقاؤها خالد أما نعيم الجسد وشقاءه زائل وفانى ومن التراب والى التراب والدود والقبر
(1) صحيح مسلم .
فأشق البدن بنعيم الروح " انتهى "
إن هذه الروح النورانية التي نفخها رب العالمين في هذا الجسد هي بمنزله الملك لبقية أعضاء الجسم وهى مناط التكليف والطاعة والمسئولية وهى في الحقيقة التي تجازى أو تُعاقب وتخلد في النعيم أو تخلد في الشقاء وهى الأنا التي يشعر بها كل إنسان في داخله وهى حقيقة كل إنسان وجوهره ومعناه وذاتيته الخاصة به التي هي
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " سورة الشمس
ولكن كيف نزكى هذه الروح السماوية ونجعلها طاهرة زكيه نقية ملائكية نورانية تضئ بالفضائل شيءاً فشيءاً حتى تشتعل بفضائلها فى السماء وحتى لا يخبوا قبس نورها فضائلها شيءاً فشيءاً حتى تنطفئ من فضائلها وتنطمس فى الرماد والتراب .