الإهداء
يا حبيبي يا رسول الله
كلمة وفاء ، وحب ودعاء ، وسيرة نبوية شريفة تعطرت بها الأكوان على مدى الزمان ، عشت فيها بكل وجداني فانتقلت بي إلى عصر النبوة الطاهر ، فاكتحلت عيوني برؤياك، فرأيت الإيمان الصادق والقدوة الحسنة ، والصحبة الوفية ، والحكمة السامية ورأيت الصحابة من حولك يستمعون إليك قلوبهم خاشعة، ونفوسهم صافية متخذينك قدوة لهم.
إليك :
أستأذنك يا حبيبي يا رسول الله في أن أنقل لأحبابي وأبنائي ما رأيت وما سمعت بصدق وأمانة ، لينهلوا من هذا المورد العذب متجهين إلى الله بكل أعمالهم وتصرفاتهم ، متخذين من سيرتك وأعمالك وأحاديثك قدوة للطريق المستقيم .
سـما بي شوق للحبيب شـديد
فـإني محـب والمحب مريــد
احـب رسول الله حبا أخـاله
حنينا وهل بعـد الحنـين مزيد
لقد طال شوقي للحبيـب محمد
وطـال انتظاري والحبيـب بعيد
إليـك رسول الله أشـكو تخلفا
كـأني به عبر الزمــان طريد
أحاول أن أسعى ولـكن حالتي
تعوقني عـما لديــك أريـد
فجد لي بقرب منك سيد الورى
فاشعر أني في الرحـاب سعـيد
مقدمة
أحمدك اللهم حمداً يليق بجلاله اللسان، ويعجز عن قدره القلم، و أستعينك استعانة المفتقر إلى هديك وتوفيقك وتأييدك ، وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائك وصفوة خلقك الذي بعثته رحمة وهدى للعالمين، وشاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. والحمد الله الذي أنعم علي أن اكتب الصفحات التالية عن حياة أعظم رسول أهداه الله إلى البشرية ، وهيهات أن أوفيه بعض حقه، إنما أردت أن أصور قصة إنسان اتسع قلبه لآلام البشر ومشكلاتهم وأحلامهم، وكونت تعاليمه حضارة زاهرة خصبة أغنت وجدان العالم كله لقرون طويلة ، واكتشفت آفاقا من طبيعة الحياة و الناس. فسيرة رسول الله وما يتصل بالدعوة والجهاد والتشريع، أو يتصل بشخصه العظيم وخلقه الرفيع بحر زاخر لا تنفذ جواهره وكنز حافل لا تنتهي ذخائره. فقد كانت حياه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه وشمائله على مر الزمان قدوة حسنة لكل مسلم. قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فهو دائما للأمة رحمة ورفق ورأفة، لا يذم أحدا ولا يعيبه أي عيب ، ويعفوا ويصفح حتي عن أعداءه ، وسوف تتضح رحمته بأصحابه و تفانيه في إبلاغ عقيدة الإسلام.
ويهدف هذا البحث إلى تحقيق النواحي الآتية:
أولا: بيان السيرة النبوية الشريفة وتحليلها تحليلا علميا ، وعرضها بأسلوب شيق وسهل وواضح ، وبيان ما فيها من رحمة للعالمين، وحسن معاملة مع مختلف الشعوب والأمم، و توجه عام للأمة في الدعوة للإسلام.
ثانيا : ما يتصل بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ودحض الأكاذيب حول السيرة النبوية المطهرة بالأسانيد الصحيحة ، وإبراز الحقائق التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
ثالثا : كان الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة و لابد لنا من أن ندعم ونرسخ اقتداء الأمة في حياتها بنبيها في سيرته التي نجد فيها حلا لكل مشكلات العصر.
ولبيان هذه الأهداف من خلال معاملة الرسول لغير المسلمين في العهد النبوي ، ونظرا لكثرة ما جمع وألف في السيرة وتجنبا للتكرار والإطالة، فقد كان لابد من سرد أحداثها في العهد النبوي في مكة والمدينة حيث تجلت قدوة الرسول ورحمته وسماحته في كل موقف وفي كل حدث. وأخيرا اللهم اجعل عملي في هذا البحث صالحا وأجعله، لوجهك خالصا، وارزقني به حب نبيك وشفاعته في النجاة من النار واللحاق بمنازل الأبرار مع الرفيق الأعلى يا ذا الجلال والإكرام. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.