المرحلة الأولى: الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة و تبدأ من بداية الرسالة وحتى يوم الهجرة ، وأغلب التعامل كان مع المشركين عبدة الأوثان ، وكان التعامل فيه رد فعل لأفعال المشركين سرا ثم جهرا وسط مقاومة عنيفة من مشركي قريش وأعوانهم .
المرحلة الثانية : الفترة من الهجرة إلى المدينة المنورة وحتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان التعامل فيها مع المشركين عبدة الأوثان ، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وشمل أيضا هذا التعامل جوانب الحياة المختلفة إداريا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا واقتصاديا .
أيضا امتد التعامل مع الدول المجاورة حيث أن الدولة الإسلامية نشأت تحت حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فكان لابد من تعاملات مع الدولة الرومانية ، الفارسية ، و دوله الحبشة وقد كان ذلك في الهجرة الأولى من مكة وأيضا تعامل الرسول مع أقباط مصر.
وتتميز الفترة الثانية بإقامة الدولة و تأسيسها ، ثم الجهاد المتواصل وانتصار الرسالة حتى وفاة الرسول . اتسم التعامل مع غير المسلمين سواء كانوا عبدة أوثان أو يهود أو نصارى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها.
فقد بعثة الله رحمة للعالمين ، وقدوة للأمه في فعل الخير والإحسان إلى الخلق أجمعين ومحبته لهم، فكانت صفاته شاملة لجميع جوانب حياته سواء في علاقته بالله أو بالناس جميعا على تفاوت أعمارهم واختلاف أجناسهم ، وهكذا شمل الرسول العالم كله حبا ، ورحمه وتواضعا، وزهدا ،وعم صدقة وأمانته أرجاء الدنيا. فقد تعامل مع الجميع بشجاعة المؤمن ، وتواضع الزاهد عزوفا عن كل ما يشين وقدوة للعالمين . وكانت سيرته مثالا لشرف النفس ، وعلو الهمه ، والبعد عن السفاسف ، والإخلاص والعفاف والصدق وكرم الأخلاق ، والجود والحلم والشجاعة والتواضع ، فلم تحفظ عليه هفوه ، ولم تحص عليه زله حتى بلغ الأربعين فكان الوحي .