tafrabooks

Share to Social Media

اَلشُّكْرُ وَالْإِهْدَاءُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . . . اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا مَضَى، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَسْعَى إِلَيْهِ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ فِي اَلسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِين . . اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى جَهْلٍ وَعَلَى عِلْمٍ . .، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ إِنِّي مُسْلِمٌ وَابْنُ اَلْإِسْلَامِ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اَللَّهُ . . . اَلْحَمْدُ اَللَّهُ إِنِّي اِبْنُ اَلرَّجُلِ اَلطَّيِّبِ، اَلْخَلُوقَ، صَفِّي اَلْقَلْبِ، نَقِي اَلرُّوحِ، رَجَبْ مُحَمَّد اَلْجِيزَاوِي .
اَلْحَمْد لِلَّهِ إِنِّي أَخُو مُحَمَّدْ وَرَبِيعْ وَفَارِسِ رَجَبْ اَلْجِيزَاوِي حَفِظَهُمْ اَللَّهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَسُوءٍ .
إِهْدَاءٌ إِلَى صَدِيقَتِي، وَحَبِيبَتِي، وَرَفِيقَتِي، وَرُوح قَلْبِيٌّ، وَكُلَّ حَيَاتِي، إِلَى مَنْ كَانَتْ لِي سِرُّ سَعَادَتِي " أُمِّي " .
أُهْدِي هَذَا اَلْكِتَابِ إِلَى كُلٍّ رَاغِبٍ فِي اَلْعَلَمِ وَكُلِّ بَاحِثٍ عَنْ اَلْمَعْرِفَةِ . . . وَإِلَى كُلِّ أَسَاتِذَتِي وَعُلَمَاء، مِنْ عَلَّمَنِي وَمِنْ سَيَعْلَمُنِي، وَإِلَى كُلِّ مَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَى . . .


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، سُبْحَانَهُ اَلْحَيّ اَلْقَيُّومْ، نُورُ اَلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِينَ، اَلطَّاهِرَ اَلْمُطَهِّرِ، اَلْكَبِيرَ اَلْمُتَعَالْ، عَالَمُ اَلْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفَ اَلْمُرْسَلِينَ، سَيِّدُنَا مُحَمَّدْ اَلنَّبِيِّ اَلصَّادِقْ اَلْأَمِينِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَدْرُ اَلتَّمَامِ وَمِصْبَاحِ اَلظَّلَامِ وَمِفْتَاحِ دَارِ اَلسَّلَامِ وَشَمْسِ دِينِ اَلْإِسْلَامِ، أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْأَنَامِ .
يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سورة ال عمران : 102
يقول الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة النساء: (1)
قال تعالى : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " سورة النساء : 134
يقول سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) " سُورَة اَلْأَحْزَابِ .
أَمَّا بُعْدٌ :
فَإِنَّ أَصْدَقَ اَلْحَدِيثِ كِتَابَ اَللَّهِ، وَخَيْرَ اَلْهَدْيِ هَدْيَ مُحَمَّد صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرِّ اَلْأُمُورِ مُحْدَثَاتِهَا، وَكُلَّ مُحْدِثَةٍ بِدْعَةِ وَكُلَّ بِدْعَةِ ضَلَالَةِ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي اَلنَّارِ... وَبَعْد. فَهَذَا اَلْكِتَابُ كِتَاب [اَلْكَوْنِ وَمَا لَهُ مِنْ أَسْرَارٍ فِي نِطَاقِ اَللَّيْلِ وَالنَّهَارِ]:- وَلَقَدْ شَاءَتْ اَلْإِرَادَةُ اَلْإِلَهِيَّةُ وَالْمَعِيَّةُ اَلرَّبَّانِيَّةُ أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ هَذَا فِي وَمْضِ مِنْ اَللَّحَظَاتِ، وَبَيَانَ مَا تَسْعَى إِلَيْهِ اَلنَّفْسُ اَلْبَشَرِيَّةُ فِي سِرِّ مِنْ اَلْأَسْرَارِ اَلْكَوْنِيَّةِ وَاَللَّهِ اَلْمُسْتَعَانِ. وَالْمَعْنَى اَلْمَرْجُوّ هُوَ أَنَّ اَلْكَوْنَ عَلَى جَانِبَيْهِ اَللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَهُ أَسْرَارٌ قَدْ يَطْرُقُ إِلَيْهَا اَلْإِنْسَانُ وَيَكْتَشِفُهَا وَيَعْلَمُ مَا اَلْمُرَادُ مِنْهَا وَقَدْ لَا!، وَفِي هَذَا اَلْكِتَابِ نَتَحَدَّثُ عَنْ بَعْضِ اَلْخَوَاطِرِ وَالْأَفْكَارِ حَوْلَ اَلْكَوْنِ وَأَسْرَارِهِ، وَنَتَحَدَّثُ عَنْ كَيْفِيَّةِ خَلْقِ اَلْكَوْنِ بِأَكْمَلِهِ، كَيْفَ خَلَقَ اَللَّهُ اَلْأَرْضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ اَلْعُلَى، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ، وَالْجِبَالُ وَالْأَشْجَارُ وَالْبَحَّارُ، وَكَيْفَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ، وَمَتَى بَثَّ اَلدَّوَابَّ فِي اَلْأَرْضِ، وَعَنْ بَعْضِ اَلْأَسْرَارِ اَلْكَوْنِيَّةِ مِنْ قُدْرَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَى قَدْرِ اَللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْ نِعْمَةِ اَلِاخْتِلَافِ، وَالزَّمَانُ وَالْمَكَانُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالنَّفْسُ اَلْقَوِيَّةُ، وَالْقُوَّةُ اَلْغَامِضَةُ، كُلُّ هَذَا وَغَيْرُهُ كَثِيرٌ...! وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ بِالشُّرُوعِ فِي هَذَا اَلْكِتَابِ أَقْدَمَ إِلَيْكُمْ اِعْتِرَافًا:- "اِعْتَرَفَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ أَنَّ مَا أَجْهَلُ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْلَمَ! وَاَللَّهُ وَلِيُّ اَلتَّوْفِيقِ".
فَالْمَخْلُوقُ اَلْوَحِيد اَلَّذِي سَيَّرَ اَلْكَوْنُ كُلُّهُ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ اَلْإِنْسَانُ، فَيَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَ ذَلِكَ فِي حُسْنِ اَلْحُسْبَانِ وَأَنْ يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ اَلنَّفْعِ وَأَنْ يَغْتَنِمَ كُلُّ لَحْظَةٍ وَيَتَعَلَّمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اَللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِي هَذَا اَلْكَوْنِ، وَمِنْ اَلنُّظُمِ اَلَّذِي إِنْشَاءً عَلَيْهِ هَذَا اَلشَّيْءِ فِي ذَاكَ اَلْكَوْنِ؛ لِذَا يَجِبُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلِي وَيَا عَزِيزِي أَنْ تُسَجِّلَ كُلُّ مَعْلُومَةٍ فِي أَرْشِيفِ عَقْلِكَ، وَأَنْ تُسْتَفَادَ مِنْ كُلِّ مَعْلُومَةٍ دُونَ تَفْرِيطٍ، وَصِدْقَ اِبْن اَلْأَثِير حِينَمَا قَالَ:
رَأَيْتُ اَلْعَقْلُ عَقْلَيْنِ * فَمَطْبُوعٌ وَمَـــسْمُوع
فَلَا يَنْفَعُ مَسْمُوعٌ * إِذَا لَمْ يَكُ مَــــــــــطْبُوعٌ
كَمَا لَا تَنْفَعُ اَلشَّمْسُ * وَضَوْءَ اَلْعَيْنِ مَمْنُوعٍ
فَيَجِبُ عَلَيْكَ يَا عَزِيزِي أَنْ تُطَبِّعَ كُلُّ مَعْلُومَةٍ طَيِّبَةٍ جَدِيدَةٍ فِي عَقْلِكَ، وَأَنْ تَعْمَلَ بِهَا، وَأَرْجُو مِنْ اَللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ أَكُونَ قَدْ وَفَّقَتْ فِيمَا كَتَبَتْ، وَاَللَّهُ أَسْأَلْ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ كُلٌّ مُطَّلِعٌ، وَأَنْ يَجْعَلَ هَذَا اَلْعَمَلِ خَالِصًا لِوَجْهِهِ اَلْكَرِيمِ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيع مُجِيب، وَاَللَّهُ نَسْأَلُ أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عُقُولاً، وَلِسَانًا صَدُوقًا، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا وَيُسَدِّدُ عَنَّا هُوَ حَسَبْنَا وَنَعَمْ اَلْوَكِيل.
وَأَخِيرًا أَقُولُ:
رَاجِيًا مِنْ مَـــــــنْ قَرَأَ أَنْ يَكُــونَ دَائِمًا لِي دَاعِيًا
لَعَلَّ اَلْكَرِيمَ أَنْ يَعْفُوَ عَنِّي وَيَغْفِرُ لِــــــــي سُوءُ فَعَالِيَا
وَلَعَلَّ قسْمَيْ بِـــــالْكِرِيمِ فِيــــــهِ اَلرَّجَاءُ وَفِيهِ اَلْعَطَاءُ
وَصَلَ اَلْإِلَهُ عَلَى عَبْدُه مُحَمَّد كَمَا يَشَاءُ رَبَّ اَلسَّمَاءِ
كَــــتَـــبَــــهُ
أَحْوَجُ اَلنَّاسِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ
أَحْمَدْ رَجَب مُحَمَّد اَلْجِيزَاوِي
غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِسَائِرِ اَلْمُسْلِمِينَ
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.