مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أصبحت متخمة بكمية معلومات مغلوطة وخاطئة في شتى المجالات حتى في الطب والهندسة والفلك...
أما أكثر المجالات التي تضررت بالشائعات هو مجال العلوم الإنسانية من علوم الشريعة حتى الفكر والفلسفة مرورا بالتاريخ والسياسة والآداب والفنون إلخ...
واللغز الحقيقي يتمثل في أن المعلومة الخرافية أو الخاطئة تنتشر انتشارا رهيبا، بينما التصحيح العلمي للمعلومة يظل أثره محدودا؛ وهذا بسبب (حُمَى الشهرة) التي تدفع رواد التواصل الاجتماعي لنشر غرائب المعلومات والخرافات طمعا في التميز، ولا تتحمل مواقع التواصل الاجتماعي الذنب كله، بل إن الكارثة عميقة الجذور منذ مدة حيث احتوت الكتب الثقافية وبعض كتب المناهج الدراسية على أخطاء تاريخية فادحة...
وجاءت أفلام السينما وأعمال الدراما لتساهم بشكل سلبي كبير في نشر هذه المعلومات أيضا
وانضم لعوامل انتشار المشكلة، عامل آخر أشد ضررا وهو شيوع الاستهانة بمبادئ البحث العلمي وذكر المصادر الصحيحة في كل مجال، بل إن التزوير والفهم الخاطئ تعدى إلى تزوير المصادر ذاتها اعتمادا على كثرة التفاصيل وعلو لغة التخصص في مجال البحث العلمي
لذلك فالحل الحقيقي يكمن في كتب تبسيط العلوم، والكتابات التي تشرح القضايا العلمية المختلفة بلغة المثقفين لا لغة المتخصصين، بشرط أن تكون هذه الكتابات شاملة للمبادئ الأساسية في علوم التاريخ والآداب والعلوم الاجتماعية لكي يتمكن القارئ من تمييز المصدر السليم والمصدر غير المعتمد.
وهذا الكتاب محاولة على هذا الطريق حيث حرصت فيه على تحديد أشد القضايا والأسئلة الأكثر إثارة للجدل والإجابة عليها بشرح مبادئ العلم نفسه ثم الدخول في التفاصيل وذلك ليستوعب القارئ من أين أتت المعلومات المغلوطة وما هو التصحيح الواجب لها
والكتاب يحتوي على قضايا ثقافية منوعة في الدين والتاريخ والثقافة العامة والآداب بحيث يمثل وجبة ثقافية متكاملة، نتمنى أن تفيد القارئ
مع الاعتذار عن أي تقصير