لتكون مربي ناجح
كل ما عليك هو اكتساب بعض المهارات
وامتلاك بعض اللأدوات
أعرفكم بنفسي أنا نيهال شخص عادي ..ما كنت أتوقع يومًا أني سأكون معلمة أطفال ولكن كل شئ مكتوب بقدر . ولا أخفي عليكم اني أحببت هذا القدر .
دعوني أخبركم كيف وصل بي الحال لأكون معلمة أطفال ..ولكن قبل أن أخبركم دعوني أرجع بالذاكرة لطفولتي
فتاة ذات ضفيرتين بفستان وفيونكات أضع حولي الدميات وأقوم بتمثيل دور المعلمة .. أشرح باستفاضة كل شئ أعرفه .. اتعامل مع الدميات وكأنهم طلابى الإعزاء استمع لهم بعقلي وأعطيهم كل حبي .. ما كنت أفهم وقتها أني حقًا بحاجه لوجود هذا المعلم بحياتي ..
معلم ذو أثر جميل ..
كبرت وتزوجت وأنجبت وما كان بنيتي أبدًا أن أعمل خارج بيتي .. تعرضت لظروف قاسية منها فقد زوجي في حادث مؤلم ,غير حياتي وبدلها كنت أعتمد عليه في أغلب تفاصيل حياتي وفجأة دون سابق إنظار لم يعد موجود بدنيتنا .. صدمة غيرت شكل الحياة أيام صعبة سمتها الحزن والخوف والتوهان .. ولكنِ كنت أومن أن قدر الله كله خير وأن كل ما علينا هوتقبل القدر والتعايش بمعنى إنا لله وإنا إليه راجعون ثم السعي من جديد ..
ولأنني أم لأطفال فعلي أن أكون قدوة لهم في تحمل هذا الوضع ..
تعايشت تلك الفترة بمعنى عميق كي أستطيع أن أكمل الحياة حتى وأنا متعثرة ألا وهو
إن قامت الساعة في يد أحدكم فسيلة فليغرسها ..
دعوة من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لتعمير الأرض بما نملك حتى آخر لحظة بالعمر , لكل منا دور في الحياة حتى ولو كان بسيط فهو مؤثر .. فلا تستصغر ما تفعل ولا تقلل منه .
كلما تذكرت هذا الحديث حتى ولو كنت متألمة حتى ولو كان قلبي يتعصر من الوجع نهضت وعزمت السعي لأكمل طريقي وأرسم بألواني سعادة أطفالي وطبعًا لن يحدث هذا الا بالاستعانه بالله .
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا
ثرثرة كان لها أثر
وفي مقابلة ذات يوم مع أحدى الصديقات عرضت علي العمل داخل مؤسسة تربويه , ترددت في البداية ولكن قلت لنفسي لما لا .. ماذا سأخسر من التجربة ؟!
أومن تمامًا أن الانسان إذا لم يجرب ويضع نفسه في أماكن جديده فقد حكم على نفسه بالجمود
التجربة
الإستسلام للظروف وعدم السعي والحركة ما هي إلا تدمير للنفس
لا سبيل للخروج إلا بالتجربة
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
السعي = التغيير
بالطبع البداية لم تكن سهلة فطبيعة الحياة كل شيء في بدايته يثير القلق .. طبيعي شيء مبهم لا أعرف نظامه أو تفاصيله أو شكل التعامل والعلاقات .. الخروج من خارج حدود المنزل لمواجهة العالم شيء يستحق القلق .. تمامًا كالسمكة عاشت بحوض ثم ألقت فجأة في المحيط
أحاول أن أخفي أرتعاش جسدي اشعر وكأن العالم كله يسمع دقات قلبي وأنا أسمع تعليمات الإدارة والتوجيهات وأسأل نفسي هل انا جديرة بكل هذا هل يمكنني النجاح في الأمر؟؟
ولكن كل تلك المشاعر تبدلت مع أول نظرة بوجوه الأطفال الصغار.. وجوه بريئة البعض يضحك ويبتسم وبعضهم مثلي عيونهم قلقه مترقبة .. لأول مرة مثلي يخرجوا من بيوتهم لمواجهة العالم .. مشاعرنا واحدة أفهم تمامًا ما يشعرون به ..
لذا كان من السهل علي أن أحتوي لحظات خوفهم .
وهذا أول درس تعلمته في أول لحظة تدريس ألا وهو الرحمة .. الرحمة بأطفال صغار يروا الدنيا بعيون المربي سواء كان أب أو أم أو معلم ..احتواء مشاعر الأطفال برحمة كما كان يفعل نبينا الكريم وهو خير قدوة لنا إذا أقبلنا على خطوة التعليم .
فهم مشاعر الطفل أول خطوات نجاح المعلم
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه ما رأيت أحد كان أرحم بالعيال من رسول الله صل الله عليه وسلم
عندما أخذت الخطوة ما كنت أعرف أن التدريس مسئولية كبيرة وعظيمة , ما عرفت هذا إلا بعد أن تعاملت مع الأطفال الصغار .. وللأسف كثير منا يلجأ لمهنة التدريس ليوفر مصدر دخل مناسب له أو فتيات تردن إشغال الوقت والخروج من المنزل والكثير أيضًا يدخل المهنه بقلب سليم مدرك أنه يعمل عمل عظيم .
ولن أكذب عليكم وأقول أني كنت من هؤلاء العظماء الذين يحملون الرسالة , بل في بداية الأمر كنت أحتاج الى العمل حتى لا أقع في حفرة الأكتئاب بعد فقد زوجي ولأحتياجي أيضًا لراتب شهري ثابت. لكن تحول الأمر وتبدل حين رأيت عيون بريئة تتلقى مني العلم والاخلاق والقيم ..
رأيت فيما رأيت الكثير من الأخلاقيات السيئة وانتشار الأفكار التى تدمرعقول وفطرة الأطفال وغياب المبادئ والقيم ..قليل جدًا من يهتم بغرس القيم وتهذيب الأخلاق , لن ننكر وجودهم ولكنهم قليلون ..
في البداية كنت أخذ جدولي وأحضر الدروس بشكل علمي أفعل ما تطلبه الأدارة مني بشكل روتيني ولحسن الحظ أن الأدارة كانت على قدر من الأخلاق ولديهم رؤية تربوية .. تعلمت منهم الكثير ولن أنكر أنهم من وضعوا قدمي على بداية الطريق .
و لأني كنت أرى الكثير من المواقف السيئة والاخلاقيات الغير محموده كنت أشفق على الأطفال وأحيانًا كنت أذهب للبيت وأنا أبكي من ثقل الأمانة .. نعم هي أمانة يتحملها كل معلم وعليه أن يكون على قدر المسئولية.. أن تكون قدوة في وسط عالم يسلط الأضواء على كل ما هو سيء ليهدم بناء طفل ذو قلب نقي شفاف ..
من المواقف التى أبكتني , فتاة صغيرة ثلاث أعوام ونصف تأتي الى الروضة وهي تضع على وجهها الكثير من المساحيق التجميليه ..دخلت الفصل فوجدتها تغني إحدى الأغنيات الشعبية بكلمات أخجل انا في عمري هذا على قولها.. وعندما تحدثت مع الاهل كان ردهم وما المشكلة في هذا!
حملت على عاتقي التوجيه والنصح حتى ولو لم أجد من الأهل استجابة للأمر .. بدأت أقرأ في التربية وأتعلم أحضر الدورات لأتعرف أكثر على عالم الأطفال .. ويا له من عالم واسع مليء بالألوان ..بالرغم من بهجته الا أنه أحيانًا يطغي عليه لون داكن يحتاج الى كثير من المجهود ليستعيد زهوته .
أكثر ما جذبني وأثار اهتمامي هو " فن غرس القيم " وهذا ما كرثت له وقتي, أتعلم كيفية الغرس وأطبق ما تعلمته على الأطفال .
وهذا العلم خصوصًا جعلني أرى الأطفال بشكل مختلف أنزل معهم بعقلي وأفكر مثلما يفكرون أتعايش معهم بكل مشاعري وقلبي .
أتعلم منهم ويتعلمون مني ..وكان هذا سبب خروجي من قوقعتي المظلمة .
يسألني بعض الناس عن عملي فأقول أعمل في غرس القيم .. يتعجبوا ما هذه المهنة ما سمعنا بها من قبل !
افرح كثيرًا بهذا السؤال لانه يفتح لي المجال للتحدث عن القيم .
بشكل مبسط ومختصر أقول لكم أن القيم هي المحرك..
المبادئ الشخصية التي تحدد للفرد الخطأ والصواب .
ومن المحاضرات الجميلة لدكتور طارق سويدان كان يتكلم فيها عن القيم والأخلاق ..سأل سؤال بسيط أغلب الناس لا يعرف اجابته ألا وهو ما الفرق بين القيم والأخلاق ؟
ببساطة القيم للفرد ..ما يؤمن به الفرد وما يحركه بمعنى إذا كانت قيمة الصدق بداخلي قيمه كبرى فلا شئ على وجه اللأرض يستطيع أن يدفعني للكذب ..اذًا القيم هي المحرك للفرد
أما الاخلاق فهي للمجتمع , مجموعه من القيم يؤمن بها أفراد المجتمع فمثلا نؤمن جميعنا أن الخمر حرام تلك قيمة تحرك كل أفراد المجتمع.
القيم الأخلاق
للفرد للمجتمع
القيم هي المبادئ الشخصية التي تحدد للفرد الخطأ والصواب
أما الأخلاق هي القيم التي يتبناها أغلب الناس في المجتمع
د.طارق سويدان
ومن هنا بدأت رحلتي مع القيم ..منذ بدايتي حتى تلك اللحظه أتقابل مع أطفال من مختلف الجنسيات بشكل فردي أو في مؤسسات تعليميه كل منهم قصة ..كل طفل منهم رحلة أتعلم منهم ويتعلمون مني.. منهم العنيد والمشاكس والمثابر والصبور , مع إختلاف أماكنهم وجنسياتهم الا أنهم جميعًا اشتركوا في حب القيم لأنها تشكل الإنسان.
فلا إنسان بدون قيم
.
إذا كنت مربي أب أو أم أو معلم فعليك بالتفكير ما هي أكثر عشر قيم تهتم بغرسها في نفوس أطفالك؟
رجاءًا لا تتسرع في ملئ الجدول خذ وقتًا في التفكير
1-
2-
3-
4-
5-
6-
7-
8-
9-
10-
والأن بعد أن انتهيت من التدوين يأتي السؤال المهم
" كيف ستغرس تلك القيم في نفوس أطفالك ؟" للقيم صفات يجب أن يتحلى بها المربي ومحاذير يجب تجنبها ووسائل يمكن أستخدامها وأدوات تساعد المربي ..
ملخص الفصل الأول
1- لكل شخص تجربة في الحياة مليئة بالحزن والألم فلا تجعل الألم والحزن عوائق تعترض طريقك وكن على يقين أن هذا الألم هو أكبر معلم لك في الحياة.
" ما خلقنا للسكون علينا الحركة حتى لو كنا نتألم "
إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها.
2- تذكر أن القيم هي المبادئ التي تحدد للفرد الخطأ والصواب.