mroanmroan

شارك على مواقع التواصل

في إحدى المدن، كان فيه شاب اسمه يوسف.
شاب هادي بطبعه، غريب شوية… مش بيحب الكلام الكتير، ولا التجمعات.
كان دايمًا يحب يقعد لوحده، وسط سكونه اللي بيطمنه.

في يوم، وهو قاعد على سطح البيت، رفع عينه للسما.
النجوم كانت منوّرة، والقمر عامل ضيّ هادي كأنه بيحكيله أسراره.
ابتسم يوسف وقال بصوت واطي:

> "يارتني كنت عايش فوق… هناك، في السما، بعيد عن دوشة الدنيا دي."



فضل يبص لفوق لحد ما النوم غلبه ونام مكانه.

تاني يوم، كان فيه تجمع عائلي كبير.
يوسف كان متضايق شوية، لأنه مش بيحب الزحمة ولا الكلام الكتير،
بس كان لازم يروح — العيلة كلها رايحة رحلة بحرية،
ورغم إن الفكرة مش مريحة بالنسباله،
إلا إن حاجة جواه كانت حاسة إن اليوم ده… مش عادي. 🌊بعده وصلت العائلة و ركبت السفينه و
ركب يوسف السفينة مع العيلة، وهو حاسس إن اليوم طويل وممل ...
كل الناس كانت مبسوطة، بيضحكوا وبيتصوروا،
بس هو كان واقف بعيد، ماسك السور الحديدي،
وعينه على البحر اللي ماله نهاية.

الميّه كانت هادية، والنسيم خفيف،
بس جواه كانت في دوّشة أفكار مش راضية تسكت.
قال لنفسه بصوت واطي:

> "يمكن البحر هو السما اللي تحتينا…"



فضل ساكت وبيتابع حركة الموج،
لحدّ ما صوت قائد الرحلة قطع تفكيره وهو بيقول بصوت عالي:

> "وصلنا يا جماعة! تحبوا ناكل الأول ولا ننزل نعوم ونغوص شوية؟
ما تقلقوش، في حبل أمان ومرشد هيكون معاكم."



بدأ الكل يتكلم ويتحمس،
لكن المفاجأة كانت لما يوسف قال بصوت عالي وواضح:

> "أنا هنزل البحر!"



الكل اتفاجئ —
أول مرة يشوفوه متحمّس كده،
وأول مرة يتكلم قبل أي حد.

ابتسم أبوه وقال وهو بيهز راسه:

> "مش مشكلة، يلا بينا."



وفعلاً وافقوا كلهم — العم، والخال، والعيلة كلها.
لبسوا بدلات الغوص، وجهّزوا نفسهم للنزول.

يوسف وقف على حافة المركب،
ولسه قبل ما ينزل، وقف لحظة وبصّ على البحر.
كان حاسس إن الموج بيناديه بالاسم…
صوته جواه قال له:

> "انزل… أنا مستنيك."


نزل يوسف الميّه، وكان فاكر إن الموضوع هيبقى صعب،
بس اتفاجئ إن كل حاجة أسهل مما تخيّل.
حسّ إن البحر بيحضنه،
كأنه المكان اللي كان بيدوّر عليه طول عمره.

بدأ يعوم، يتحرك براحة،
ولأول مرة من زمان، حسّ إنه حر فعلاً.
النسيم، الميّه، الأصوات الهادية حواليه…
كل حاجة كانت بتقوله:

> "إنت وصلت، يا يوسف."



العيلة كلها كانت بتتفرج من فوق المركب،
وشايفين الفرحه على وشه،
مستغربين إزاي لأول مرة بيضحك بالشكل ده.

يوسف كان بيجري ورا الأسماك الصغيرة،
يضحك لما واحدة منهم تهرب منه،
ودقات قلبه بتزيد كل ثانية،
مش من الخوف… لكن من الانبهار والسعادة.

وفجأة...
جاء صوت المرشد عبر مكبر الصوت:

> "الكل يطلع فوق دلوقتي! الغدا جاهز!"



وقف يوسف في مكانه،
بص حوالينه في البحر الهادي،
وكأنه مش عايز يسيبه.
ابتسم لنفسه وقال في سِرّه:

> "يارتني أقدر أعيش هنا للأبد…"
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.