mroanmroan

شارك على مواقع التواصل

🌊🏖️🏝️🌅

طلع يوسف من الميه، والموج بيتسحب من حواليه بهدوء.
كان واقف على السلم الحديدي، وقطرات الميّه بتنزّل من وشه على البحر تاني،

الهواء كان دافي، والشمس بدأت تميل ناحية الغروب.
كل العيلة قاعدة على المركب بتضحك وبتاكل،
ويوسف قاعد ساكت شوية، بياكل حاجات بسيطة
بس عقله في مكان تاني خالص.

فضل ساكت، وبصّ للبحر اللي بيغمره لون الغروب من نور الشمس،
وقال في نفسه:

> "أنا كنت فاكر البحر بس مكان كبير فيه ميّه…
لكن دلوقتي حاسس إنه عالم كامل…
فيه هدوء، وفيه خوف، وفيه حياة."



قعد جنب أبوه، اللي لاحظ هدوءه وقال له بابتسامة:

> "واضح إن البحر عجبك يا يوسف."



يوسف ردّ بابتسامة خفيفة:

> "أكتر مما كنت متخيل يا بابا…"



وبعد الغدا، لما الشمس بدأت تغيب،
وقف يوسف لوحده في مقدّمة المركب.
كان البحر قدامه، والسماء فوقه،
وللحظة حسّ إنهم الاتنين بقوا واحد.

> "يمكن فعلاً… البحر هو السما اللي تحتينا."

ابتسم لنفسه،
ولأول مرة من زمن
[بعد الرحله]
رجع يوسف من الرحلة،
بس المره دي مش هو نفس الشخص اللي راح بيها.
كان حاسس إن جواه حاجه اتغيّرت،
كأن البحر ساب جواه هدوء غريب مش عايز يسيبه.

قعد في أوضته بالليل،
فتح الشباك، وبصّ للسماء كالعادة،
بس المره دي كان بيشوفها بشكل مختلف.
قال لنفسه بصوت واطي:

> "اللي كنت بدوّر عليه فوق… لقيته تحت."



ابتسم، ومسك ورقة وقلم،
وكتب أول جملة في دفتر جديد:

> “من النهارده، هبدأ أكتشف نفسي…
زي ما اكتشفت البحر.”و هيكون حلمي هو الأمواج و اعيش ديما في البحر. """



من اليوم ده، يوسف بدأ يخرج أكتر،
يبص على الدنيا حوالينه،
يساعد الناس، ويتكلم مع اللي حواليه.
اللي كانوا عارفينه قبل كده استغربوا التغيير،
بس هو كان عارف السبب.

في كل لحظة دوشة،
كان يقفل عينه ويفتكر صوت الموج.
كل ما يتعب أو يضيع،
يتخيل نفسه في الميّه تاني،
بيتنفّس بهدوء، وبيفتكر إن الهدوء جواه هو،
مش في المكان اللي حواليه.

ومع الوقت،
بدأ يوسف يكتب عن تجربته،
ويحكي عن الرحلة اللي غيرت نظرته للحياة.
كأن البحر مش بس رحله يوميه
لكن رجّعت له نفسه اللي كان ناسيها 🌊✨
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.