📝 آياكم والكلمة 📝

تمر بنا الأيام بين صراعا متغير لأمواج الحياة المتلاطمة العاتية؛ لتهدهدنا لفترة طويلة كانت أو فالأغلب تكون قصيرة؛ ثم تغرقنا في غيباتها العميقة ؛ لنبتلع الجراح ونجتر الظلم والحزن ؛ وتبقي شظايا جروحنا تؤلمنا لأبد الأبدين نتيجة مواقف من أشخاص آخرين أما تم إيذائنا من قبلهم بموقف أو كلمة تكون بمثابة سكين ذو نصل حاد يذبح ولا يلين ؛ لتمزق أرواحنا وتفتتها لقطع صغيرة قد لا نستطيع أعادتها لسابق عهدها فأحيانا يكون ما تبقي من أعمارنا لا يكفي لألتئام تلك الجروح .
وقد حذرنا الله ورسوله الكريم الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم من أثر الكلمة خاصة السيئة منها فهي كالشجرة الخبيثة وأن تسبب أي أحد في أذية الآخر ولو بكلمة قد تكسر بخاطره وقد توجعه لباقي العمر أو تجعله يبتهل إلي الله بعيونه الدامعة وهو يوكل الله أمره فيمن ظلمه ووجعه ولا يغفر له ليوم الدين ؛ وما أشقي من يظلم أحد ولا يجاهد لطلب السماح والغفران منه قبل يوم الدين والحساب علي مرأي من خلق الله رب العالمين ؛ فالله يغفر كل الذنوب جميعها إلا ذنوب المرء تجاه غيره يوم المشهد العظيم وقد لا يغفر من تم ظلمه ويلقي الظالم في النار لفترة لا يحددها إلا عدل رب العالمين.
فأياكم وظلم الناس وكسركم لخاطرهم تحت دعوى المصارحة وأن من المصارحة والصدق مكاشفة الغير بآرائكم التي في اعتقادكم انها صحيحة ؛ وهي فالحقيقة سهام نافذة تقتل دون أراقة للدماء ظاهرا ولكنها تتسبب في نزيف الروح والنفس باطنا؛ إياكم وصمت أنين مكسور الخاطر فهي ليست سفن من خشب هش تكسر بل هي أرواح تقتل ولازال بها نبض القلب ولكنهم احياء ظاهريا وأموات داخليا .
وفي هذا الموضوع استحضرت بذاكرتي الراحل الأديب والشاعر العظيم الراحل / عبد الرحمن الشرقاوي وباستعراض نبذة بسيطة عن من هو لمن لا يعرفه حيث
يعتبر عبد الرحمن الشرقاوي  الأديب والشاعر والصحفي والمؤلف المسرحي رائد الفكر الإسلامي ورائد الشعر الحر.
ولد الشرقاوي بقرية الدلاتون بالمنوفية، بدأ تعليمه في كُتاب القرية وانتقل إلى المدارس الحكومية ثم التحق بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول وتخرج عام 1943م.
لم يرد الشرقاوي أن يعمل بالمحاماة وذلك لعشقه بالكتابة فعمل صحفيًا بمجلة الطليعة ثم الفجر، وبعد ثورة يوليو، عمل بصحيفة الشعب ثم الجمهورية ثم أصبح رئيس تحرير روزاليوسف ثم عمل بعدها بجريدة الأهرام.
ولعل أبلغ ما يعبر عن مقالتي هو ... 
من أجواء القصيدة للراحل المبدع / عبد الرحمن الشرقاوي :- «قصيدة الكلمة»
قصيدة الكلمة للإمام الحسين عليه السلام التي اوردها عبد الرحمن الشرقاوى في كتابه الذي تم تحويله إلى مسرحية ” الحسين ثائراً الحسين شهيدا ” 

مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
...
الكلمة نور ..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
بقلم / رشا سالم
rashasalem58@gmail.com



مشاركة:
فيسبوك تويتر بنترست واتساب لينكدان

0 تعليقات

اكتب تعليق

مقالات متعلقة

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.