ذَلِك المَلَاك يَخرُج مِن مَنزِله باطلَالَتِه الخَلَّابَة بَينَمَا يَمسِك العَصا الَّذِي يُسَاعِده عَلى السَير
بَدَأ يَقتَرِب بِحَذَر لِعُبُور الطَرِيق
"إحتَرِس كرِيس!!"
~~~~~~~~~~~~
قَلبِي يَخفِق بِسُرعَة رَهِيبَة، تَنهَمِر الدُمُوع مِن عَينَاي بَينَمَا اجلِس عَلَى رُكبَتَاي بِجَانبه عَلَى الأرض بِجَانِب الطَرِيق، كرِيس غَارِق فِي دِمَائِه وَ يَلتَقِط انفَاسه الأخِيرة، لَقَد صَدَمَتهُ سَيَّارة مَارَّة.
بَينَمَا انَا فِي وَسَط إنهِيَارِي رأيت سَيَّارة وَالِدَينَا قَادِمة مِن بَعِيد، رَكَضتُ عَلَيهُم بَينَمَا اصرُخ وَ ابكِي.
حَمَلَهُ وَالِده بِقَلَق تَحت صُرَاخ أمه وَ امِّي.
كَان يَقُود ابِي سَيَّارته بِِأقسَى سُرعَة.
تَجلِس امِّي فِي المَقعَد الأمَامِي بِجَانِب ابِي، وَلِدَيه يَجلِسَان فِي المَقَاعِد الخَلفِيَّة وَ انا بِجَانِبهم.
نَائم كرِيس بَينَمَا امِّه تُعَانِقه بِشِدَّة وَ لَا تَتَوَقَّف دُمُوعَهَا عَن النُزُول كَونِه إبنَهَا الوَحِيد.
بَعد عَشر دَقَائِق وَصَلنَا إلى المستشفى.
حَمَلَت السَيِّدَة "لُورِين" إبنَهَا وَ رَكَضَت بِه دَاخل قِسم الطَوَارِئ بَينَمَا انَا، ابِيه، ابِي وَ امِّي نَلحَق بِهم.
~~~~~~~~~~~~
دَخَلُوا جَمِيعَهُم إلى غُرفَة الطَوَارِئ مَاعدَا "ستَايسِي"، فَـ هِي لَدَيهَا فُوبيَا مِن اي مِن المُنتَجَات الطِبِّيَّة.
وَقَفتُ امَام البَاب لأسمَع مَا يَقُولُونه لأسمَع الجُملَة الآتِية:
"لَا جَدوَى مِن الإنعَاش."
فَتَحت بَاب المَشفَى بِفَزَع.
امَّه تَبكِي بانهِيَار فِي الزَاوِية بَينَمَا امِّي تُحَاوِل تَهدِئتِها.
الدُمُوع تَنهَمِر مِن عُيُون وَالِد كرِيس وَ ابِي يُرَبِّت عَلَى كَتِفه.
الطَبِيب يُغَطِّي كرِيس بَالقُمَاش الحَرِيرِي الأبيَض.
هَل مَا أرَاه حَقِيقِي؟
هَل مَا سَمِعته حَقِيقِي؟
او إنّه كَابُوس؟
وَ مَا المُذنِب فِي الحَادِث؟
إنَّهَا انا.
لَقَدت دَمَّرت حَياة عَائِلَة كَامِلَة.
انا المُذنِبَة.