تمهيد
"ليس دائمًا أوجاعنا تكن مرضًا، من الممكن أن تكون هبة، ولكن ماذا إذا كانت تلك الهبة نقمة على صاحبها؟!".
بإحدى ليالي ديسمبر الباردة..
في حوش كبير من أحواش المنازل القديمة المتهالكة، يجلس رجل تقَدَّم عمره، غاضب وجهه، تصل لحيته إلى صدره، وأمامه تجلس فتاة وسيدتان غطى الخوف وجوهَهِن وارتجفت عينيهن وإحداهن تتحدث معه ويديهن جميعًا ترتعد في برودة مستمعات لحديثه الذي أصاب أذنهن بالاشمئزاز:
«تَمام، معاكوا شهر.»
ردت سيدة منهن برعشة واضحة في صوتها:
«وقبل كده كمان.»
ابتسم هذا الرجل أسود العينين ذو الملامح المتجمدة ابتسامة صفراء وقال بصوتٍ قوي:
«على الله.»
بعدما انتهى الحديث انصرفن الثلاثة بهدوء وهن يحاولن امتلاك ما تبقى من أعصابهن كي يحملن أقدامهن المتثاقلة ويختفين من هذا المكان المقبض سريعًا.