Za7makotab

شارك على مواقع التواصل

الربيبة

أثناء تواجدي في محل عملي أتصلت بي صديقتي، وأخبرتني أنها تريدني لأمر هام جدا. وحقيقة لم أتوقع أن الأمر بهذه الأهمية، أو بالأحرى لم يخطر ببالي مطلقا أن أسمع ما سمعت.
فأنظرتها إلي أن أتت، كانت مرتبكة بعض الشيء، وكانت منزعجة، وليست مثلما كنت أراها قبل ذلك. هدئت من روعها، حاولت أن نشرب شيئا سويا فرفضت،
قالت: أريد أحدثك في أمر لا أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتصرف؟
أجبتها: تفضلي، قالت لي أن زوجها الشاب والذي تقيم معهم بناتها وألادها قام بتقبيل أبنتها والتي هي ربيبته في فمها وتحرش بها، كما يتحرش الرجال عديمي الأخلاق بالنساء. وصراحة في البداية ما عرفت ماذا أقول ولا ماذا أفعل.
وأكملت حديثها أنها تريد مني رفع دعوي تطليق، فهي لا تستطيع أن تعيش مع ذلك الرجل.
في البداية نصحتها بالتروي، وأنه يجب عليها أن تبعد البنات عن ذلك الرجل وأن تظل بناتها دوما تحت عينيها، وسألتها هل هو عرف أنك عرفتي؟
فقالت: نعم لقد تشاجرت معه ولم ينكر،
وكل ما قاله أن ما فعله شيئا عاديا فهي مثل أبنته، وبالطبع كان كاذبا وقلت لها أتركيني فترة أفكر وسأقول لك ماذا تفعلي. وعدت إلي المنزل وطوال الطريق وأنا أفكر. كيف فعل هذ الجبان ذلك ولماذا فعله.
وتعجبت لأمر هذه الصديقة. فهي دائما في مشاكل، تزوجت في سن صغير من شخص من جنسية خليجية، وهي في سن الخامسة عشر. ثم طلبت الطلاق منه بعد زواجه عليها من أبنة خالته.
وعادت إلي بلدها لتكون مع والدها والذي هو منفصل عن والدتها منذ سنوات، ووالدتها كانت متزوجة من شخص آخر ولكن ظلت محتفظة بالبنات من زوجها الأول، وكانوا يقيمون جميعا مع زوج الأم.
وتلك الصديقة بعد أن انفصلت من الزوج الأول، تزوجت بزوج آخر هو والد الفتاة محل الحادثة.
وقد كانت الأم كانت تزور والدتها (جدة البنت في أحدي دول الخليج، حيث تقيم والدتها وتعمل هي وزوجها في هذا البلد العربي.
وأن قصة الأم نفسها بها كثير من المآسي، فقد ثم تقدم لها شخص عربي يكبرها في العمر بحوالي اربعين عاما، بعد طلاقها من الزوج الخليجي الأول. ثم تزوجت هذا الزوج الكبير وعاشت معه فترة أنجبت خلالها بنتين.
ثم طلبت الطلاق وعادت لبلدها للعيش مع والدها وزوجته فلم يسمح لها الزوج بأخذ البنات منه، قال لها أذهبي بمفردك، ونظرا لأنها كانت تعاني كثيرا في حياتها معه، فقد تركت البنات وعادت لبلدها بفردها.
وعاشت في منزل والدها وزجته. وأثناء إقامتها تعرف عليها شاب يصغرها بعدة أعوام، وقال لها أنه يحبها وظل يطاردها بمشاعره، ويحاصرها بكلماته، حتي تناست ما رأته من مشاكل وتزوجته.
وانجبت منه ولدين. ثم حدث ما حدث في بلدها بعد أن عصفت ثورات الربيع العربي أو الخريف العربي وهو الاسم الصحيح. ودمرت البلدان، وهدمت المنازل، وقفلت أبواب المصانع والمتاجر، ولم تجد هي وزوجها الشاب وولديهما أي مصدر للرزق في بلدهم، ولا حتي الجلوس في أمان.
فما كان منها إلا أن طلبت من والد بناتها أن يساعدها في وجود فرصة عمل لزوجها وأن تأتي للخليج حيث الأمان.
وجاءت للخليج مع ولديها وزوجها، وطلبت من والد بناتها أن يعطيها البنات لتربيهن مع اخوانهن، وانهن ستكونان قريبات منه وتزرنه دوما وفي أي وقت، ووافق والد الفتيات الخليجي علي ذلك بل وساعد زوجها في الحصول علي فرصة عمل.
وعاشت هذه الام مع بناتها واولادها وزوجها الجديد. وطبعا لم تفكر يوما أن يحدث شيئا من هذا القبيل.
لم تفكر أبدا أن زوجها سينظر إلي أبنتها، والتي عمرها خمسة عشر عاما تلك النظرة البهيمية، فلديه زوجه جميلة تهتم به وبنفسها، وبالطبع لن يكون غرضه الزواج من البنت لأنها محرمة عليه تحريما دائما بزواجه من أمها.
ولا أدري ماذا أراد بهذا السلوك الشائن، أين كان عقله؟ فهل كان يظن أن البنت لن تخبر أمها؟ أو أنها ستحبه؟
فحتي لو أحبته الفتاة لن تتزوجه، ولو كرهته فلن تستطيع التعامل معه، لماذا توقع أن الفتاة لن تخبر أمها؟
أما الأسوأ أن أمها علمت بذلك فكيف ستعيش مع هذا الشخص، جاءت بكل حزنها وألمها وطلبت مني المشورة، ولكن للأسف ما عرفت ماذا أقول لها، فالمفروض أن تطلب الطلاق،
وفي تلك الحالة الأولاد الصغار من حق الأب في الحضانة طبقا للقانون وحسب سنهما، وسوف يصمم علي أخذهم ضغطا علي الأم ويعود بهما إلي بلده حيث الدمار وعدم الاستقرار. ولو قالت لأهل البنت عما حدث وعرف أهل البنت لأخرجوا زوج الأم من البلدة، وعاد إلي بلده وسوف يصمم علي أخذ الولدين معه أيضا،
فقلت لها أتركي البنات مع والدهم ويتزاورون معك، فقالت أنها تخاف عليهم وتريدهم بالقرب منها، حيث أنهن في سن المراهقة، ولا تدري ماذا يحدث وهم بعيدين عنها لو تركتهما.
وأنا أري أن وجود البنات بعيدا عن ذلك الرجل أفضل، ولكن الآن ما شغلني فعلا كيف تتعامل الأم مع هذا الزوج الذي أراد تدمير أبنتها؟؟؟؟؟؟
وما أريد قوله إن الحرص في كل الأمور واجب، وحتي مع وجود الثقة. فتلك القصة أهديها لكل أم لتقترب من بناتها أكثر ولتعرف مشاكلهن. وغالبا ما يأتي الخطر من مأمنه.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.