darbovar

شارك على مواقع التواصل

قبل أن تقرأوا أود أن أقول لكم الآتي:- حروف هذا المقال ربما تكون موجعة، ولكن الأكيد بأنها أخذت مني طاقة جبارة من روحي؛ أكتب هذا المقال ليس بصفتي كاتب محتوى، ولكن بصفة الإنسانية .
إنسان رأى الحُزن يخيم سماء الطبيعة، ورأى البؤس في عيون أبنائها، ورأى الطيبة تُحلِق بعيدًا عن قلوب سكانها.
سعيت جاهدا لترجمة كل هذا في مقالي هذا؛ لمواساة أهل هذا الكوكب وقد أيقنت أنني أحزن وأصيب بأشد آلام الحزن، وانتهاكات الروح أثناء كتابتي لمواجع البشر؛ فالكتابة دائمًا مصدر خلود للوجع والمقالات تبقى تحت شعار "ولنا في المقالات حياة".
تتذكر تلك الليلة التي بكيت فيها منفردًا على صوت الناي الحزين، وهمست بداخلك قائلًا: ما أشبه صوت هذا الناي بصوت أوجاعي، تشاهد كل يوم ما يكفي من ملئ بطون الأحزان ولا تشبع!
هل الحزن وحده يكفي لموت البشر؟! أم أن الأمر ذو مرارة قاسية نتجرع مرارتها، ولا ندري من أين تأتي منابعها!
حقيقة الأمر ليس الحزن وحده ولا الألم بمفرده، ولا أيضًا مذابح الاكتئاب الفتاكة، ولا بسيوف الوحدة القتالة، إذا أردنا أن نتحدث عن كل هذا دعونا نرحب بأهم جزء بشري خُلق على الأرض؛ العقل.
لكل بيت باب، ولكل باب مفتاح؛ ومفتاح كوكبنا عقولنا، ومن ثم أفكارنا، ومن ثم كل هذا الهراء والخراب المبتذل!
أفكارنا ثيابًا للنظارين إلينا؛ فإذا أحسنّْا اختيارها كان لنا شطيرة من الهدوء، وإن فشلنا فلنا باقي أجزاء الشطيرة من هموم! وإحقاقًا للحق نحن مصابون بلعنة بالغة تُدعى؛ فرط التفكير.
أسوأ ما في الوضع؛ بأن تكون مجبرًا على تحمل الوضع.. ليس فقط التحمل هو الأسوأ بل الأسوأ من هذا أن يصبح الوضع ساري في مجاري الدم يبث سمومه في خلايا العقل؛ الوضع أشبه بإدمان لا يمكنك التحكم فيه...
خروج عن السيطرة كسقوط طائرة جوية في مثلث برمودا اللعين!
التفكير في المآسي وإن صح القول التفكير في أوضاع الحياة بين صدمات الماضي، وخذلان الحاضر، وغيوم المستقبل؛ أمرًا يجعلنا بحالة من حالات المرض النفسي؛ جميعنا مرضى نفسين، ولكن بدرجات متفاوتة!
الذي يجعلنا نُفكر دون أن نُفكر هو التفكير ذاته؛ كأنه شيطانًا لعينًا يأبى أن نعيش في سلام! التفكير وحده هو القادر على ملاحقة الزمن، والتفوق عليه؛ أن ترى الشباب كهولًا في سن العشرين؛ فهذا من وحي الواقع من وحل التفكير المفرط.
خدعوكَ فقالوا: ليس هناك مشكلة إلا وكان لها حلًا؛ ألم يدركوا بأن التفكير الزائد سهامهُ سامة!
فرط التفكير يأتي من مرض التكفير؛ أن تكون غير قادر على تكفير علاقاتك المؤلمة، أن تكون قادر على تكفير أخطائك السابقة، أن تكون غير قادر على تكفير اختياراتك الخاطئة، أن تكون..... والتكفير هنا يعني الصلاح والإصلاح؛ فالتكفير عن أخطاء النفس خير توبة لفلاحها!
والآن نسأل سؤال مقالي هذا؛ لماذا نعاني من فرط التفكير؟!
سهام العشم الوابية سقطت على قلوبنا وجرحت عقولنا؛ فأصبحنا نخاف الخوف من الفشل في العلاقات، ومن ثم نُفكر تفكيرًا مرهقًا قبل كل علاقة!
الوحدة القتالة التي تسكن أرواحنا تجعلنا نفكر بصوت أوجاعنا، ونقول وماذا بعد كل هذا؟!
الخوف الزائد من الفشل المستمر، التوتر المرعب من ملاقاة الغد، الهلع النفسي من سوء الظن، الاكتئاب القاسي بين ضحايا اليوم، وضحايا الأمس، وإذا سألت عن الضحايا؛ انظر في المرآة!
الحديث بيننا قد يطول أكثر وأكثر؛ فنحن أمام مشكلة إجبارية ، وليست اختيارية لا علاج لها؛ حتى الطبيب النفسي يعاني منها؛ وهذا لكونها طبيعة بشرية بين كافة البشر.. كل ما علينا فعله أن نبقى مع الله خالق كل شيء، مدبر الأمر، وحده فقط اعلم بنا؛ وحده فقط يقدم لنا الحلول بعد أن ظننها همومًا!
***
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.