darbovar

شارك على مواقع التواصل

أتمنى أن يكون فقدان الشغف الذي أُعاني منه الآن مجرد فترةٍ عابرةٍ تنتهي مع الوقت، أتمنى ألَّا يطول الأمر فأنا لا أملك الشغف؛ حتى لأبسط الأعمال اليومية، الضغوطاتُ، والإلتزامات، والحياةُ كلها أشياءً تسير بسرعةٍ جنونية، وأنا أعلم جيدًا أنَّ فقداني للشغف سيكلفني الكثير، والكثير، أنا لا أملك شغفًا للعمل، أو للدراسة، أشعر بالملل من القراءة، ومن مشاهدة الأفلام، والمسلسلات، لا أتحمل الجلوس، أو التحدث مع أحد لفترةٍ طويلة، لا أُطيق المناقشات، ولا شيء يثير إعجابي، أتجنب أبسط المحادثات، وأرُد بأبسط الكلمات المُمكنة، أبدو سخيفًا أحيانًا، لكن كل هذا يحدث رغمًا عني، أنا لا أملك شغفًا للنهوض من على سريري من الأساس، أتمنى أن تكون مجرد فترةٍ عابرةٍ.

الكاتبة / رانيا علي

" لَرُبـَما تَغيـرت "

كُل إنسان تأتيهِ فترة يتغير فيها كـ تغير عَقلي، يصبحُ أكثر نُضجًا من السابق، يصبحُ مُدركًا للحياة أكثر من السابق وهكذا، أنا أعلم أنني أتغير أو لرُبما أصبحُ شخصًا آخر، أصبحُ شخصًا أكثرَ عقليةً، أكثر نُضجًا، ولكن لدي جُزء واحد لا يتغير وهو قلبي، قلبي لا يتغير كعاطفتهِ، يحدثُ بأنّ أسلوبي، وسلوكي يتغير إلى نُضجٍ أكثر، تأتيني فترة أكُون بمفردي مُبتعد عن الأشخاص، أُحادثُ نفسي، أجمع أخطائي، وأبدأ بمعالجتها، أُفَكرُ بكُل ما يجري حولي، وأتخذه بقرار عقلي فقط، لربما بتُّ أتبع عقلي، وأبعد قلبي عن أمور الأكثَر اتخاذًا في الحياة، حينما يَحدثُ تغير بي يبدأ تدريجيًا حَتى أُصبح شخصًا آخر، لم أعد مِثل السابق حينما تقعون بي، وأصبح كذلك اعلموا بأنّ إذا وقع تغير؛ فلتبتعد؛ لأني سأصبحُ شخصًا أكثر وعيًا من السابق، وأكثر حرصًا على حياتهِ.
الكاتبة / رانيا علي

يَومًا مَا سَتدركُ أَنّكَ لا شيء في حياةِ الآخرين، لا أحد يَهْتم لحالك أو يُرثي لألامِك، لا أحد يُرهق نفسه في التكفير، لما آلت بك الحال إلى مثل هذا اليأس، وانعدام الثقة، والرغبة في أي شيء، لا أحد يعرف، أو يريد أن يعرف أين توارت ضحكتك البريئة؛ التي كانت تملئ المحيط بهجة، وتفاؤل، شهور من الوحدة والمحاولات البائسة؛ لتعيد نفسك إليك، أو علّك تجد من يمسك يدك؛ ليمضي بها إلى الآمان مرة آخري، ولكن لا أحد ولا شيء، فقط أنت وآلامك تغرقان معًا في بحر اليأس والإنكسار.

الكاتبة / رانيا علي

الـ 17من أكتوبر لعام 2022

لا أعرفُ لم شعرتُ بالحُزنِ فجأةً اليوم، وكأَننِي فقدتُ عزيزًا علَيّ، وتركت العنان لِدموعي كَي تهبط مِثلمَا تَشاءْ؛ فحاولت مسحِها مِرارًا ولكن لمْ أستطِع، أعتقِد أنّ حزني كان فائقًا لقُدرتي، لا زِلتُ أتسَائل هَل أحزن لِكثرة الفراق التي أُعانيه بِحياتي؟
أمْ لِعدم إيجاد ما يخفف عَنِّي وَطأة الفِراق!
أعرف بأننا في دنيا فَانية، ولكننِي بحاجةٍ لِرفيقٍ يُونسُني، لِصحبةٍ تُروّح عنّي شَقَاء تَفكِيري، تعوِّضني عَن شُهورِ وِحدَتي، لمْ أعد أعِي كيفَ بإمكاني الحَديثَ مَع شَخصٍ أُحِبه، أصبحتُ صَامتَة أغلب سَاعاتِ نهاري، وفِي الليل تصاحبُني دمُوعي، فصارت جزءًا لا ينفصل عني، وصاحبتُ قلمي الذِي لاَ أتركه مِن يدي، فهو بارعٌ في وصفِ مَا بِجُعبتي وكأنه يزيح من على عاتِقي ثِقلَ حُزني.
فَلا أحمل هَم وَصفي، كل يَوم أعدنِي بأَنني سأتَجاوزُ كُل هذا، وسأبدأُ من جديد وبقلبٍ جديد؛ ولكنني أفشَلُ فِي كُل مرة، ولكِني عازِمة على النجاح الليلة، وسأتجاوزُ كل ما أشعرُ به، ومن ثم أتجِهُ لحياتي وحدي، ولكن هُناك فارقٌ وحيد بين وِحدتي أمس ووِحدَتِي اليوم، هو أنني أحببتها وصاحبتها.

الكاتبة / رانيا علي

لا أعرف هل سأنسى حزني؟

وشعوري بالحزن، وتساقط دمع عيني، ورجائي أن يعود إليّ كل ليلة، هل أتخطى الخوف، والذبول، والرغبة في ترك كل شيء خلفي، والهرب حيث لا أعود أبدًا؟
هل سأنسى ساعات التفكير؛ التي غرقت بها وحدي، محاولةً إيجاد جواب لسؤال ما؟
هل أنا حقًا بهذا السوء حتى يتم التخلي عني هكذا؟!
حتمًا ستكون الإجابة ليتك أسرعت، وانقذتني قبل أن أصبح ما أنا عليه اليوم، فقد أصبحت شخصًا كنت أهرب منه دومًا، أصبحت لا أصلح لك، أو حتى للحياة، ولكن أردت أن أخبرك أني لم أعشق أحد مثلما عشقتك، ليتك لا تعود أبدًا
الكاتبة / رانيا علي

إلي أين؟!

لا أعرف، فقط أريد الرحيل، أريد الهرب، سئمت السعي إلى الآمان، أصبحتُ أخشى الإقتراب من الجميع، تعرضتُ للإنكسار عشرات المرات، فقد أصبح قلبي يخشى الشعور بالفرح، فهو يعلم مدى الحزن بداخلي، لذلك سأرحل إلى مكان، علني أجد فيه نفسي مرة آخرى، مكان أجدد فيه كل شيء انطفئ بداخلي، لا أعرف متي؟
أو أين؟
أو كيف ؟
حتى ولكني متيقنة أني سأفعلها، ففي النهاية لابد أن أنتصر، أن أثبت أني استطعتُ فعلها وحدي،
فقط أطلب منك انتظاري حتى أثبت لك قبل الجميع أنني فعلتها، أنني نسيتك، وبدأت من جديد، فرغم كل هذا أنا أستحق ولو قليل من السعادة.
الكاتبة / رانيا علي

كيف يشتاقُ الإنسان لِنفسه؟

لطالما سئمتُ الوحدة وسئمتني، فما كان مني إلّا أن أبوحُ بما كتمته نفسي التي أشتاقها منذُ مدة بعيدة، أخذتُ القلم لِلمرة الألف محاولةً إسقاطُ الأفكار التي داهمتني في مذكرتي الورقية، فأبحثُ عني في نصوصي القديمةُ، كيف كُنت أراهن علىٰ إنهاء صفحات كتابيَ المفضل؟ ولو في ساعة مُتأخرة من الليل، أشتاق؛ لأيامٍ كانت أكبر أحلامي بأن ألحقُ ببائع غزل البنات ثمّ ما لبثتُ أن سرقتني مني الحياة، فأصبحتُ جديّة بِشكل مفرط، لم أعد أتقِن فنّ الهروب والتّحايل مِن كل عائقٍ يحيط بي، أشتاق لِنفسي في كل مرة لا أنجح بوصف شعورٍ غريب يجتاحُ كياني، في حين لم يعد النوم مَلجأي الوحيد بل أصبح عملًا شاق مِن المفترض أن نقوم بهِ، أمست أحلامي كَحضارة قديمة تذهلني كما يُذهل السائح الغريب بِها، وتبقىٰ هذه الأحلام مجهولة الزمان والهُويَّة. أصبحتُ فكرةٌ مشردة أبحثُ عن نصٍّ يأويني، يُقلقني ذلك الشتاتُ المختبئ بين تفاصيلي، يرعبني الحديثُ العالق في أعماقي ولا أبرعُ في ترجمتهِ.
أن يصابُ الإنسان بكمٍّ هائل مِن الوعي، فيتحسسُ من أمور الحياة التافهةِ ويتوه عن مسؤولية نفسهِ، فيصبح بحاجةٍ؛ ليجالس نسخةُ عن نفسهِ لعلها تدركُ وتعي ما يشعرُ بهِ.

الكاتبة / رنا عثمان

هل يحتوينا الحب أم نحن من نحتويهِ؟!

لطالما عَجزنا عن الإجابة، وربما وجدتُ الجواب الصحيحُ أمام ناظري، في حين كانت جدتي تقضي أيامها الأخيرةُ بين آلات مُتطورةٌ بوجع قديم، تتنفسُ عبر أنابيب إصطناعيةً القوة التي رافقتها في صِباها وتغفو فوق سريرُ رغم أنه مُجهز بجميع أنواع الراحةِ إلا أنّها لم تعرف السكينة قطّ، تارة تبكي مِن ألم مرضها وتارة من رجفةُ الشوق في روحها، تذرفُ دموع اللهفةِ فوق وجنتيها المرسومة بتجاعيدُ الحب، بدأت ترندحُ أغنية فيروز"سلملي عليه" بصوت امتزج بأنّات الألم، علّها تخفف وعكةُ الحنين التي أصابتها وأصابتْ محمودها، كان جدي يأبىٰ الذهاب لِزيارتها، كيف يمكنه أن يرىٰ محبوبةُ قلبه سجينة الداء والدواء؟ لا هربٍ من ألمها بل مِن ألم الشوق والعجزُ الذي أصاب وريدهُ. حين يذهبُ يتشبث بيديّ عزيزته وكأنها جميع ما يملكُ، وهي كذلك في عينهِ وأعيننا.
أتىٰ اليوم الموعود وصعدتُ الروح لبارئها، وجدي يبكي كطِفل صغير فقد أمه. أيطيبُ العيش دونها؟ وهل يحلو للقلبُ أن يدق بعد أن غادرتّ رفيقة دربهِ
ذِكراها سرقت النوم مِن بين جفونهُ، أصبح الأرق أنيسِ ليله، لا تطيبُ الروح سوىٰ في لِقياها، يستوحشُ البيت الذي لَطالما كان مأمنه والآن أصبحُ سِجنه، يعتلي صوتهُ غصة تعالت في حنجرتهِ، بعد جدتي لم يعُد جدي كما كان.
هنا أدركتُ أنّ الحب هو مَن يحتوينا وليسَ نحن، بأن نكونُ قبل كل شيءٍ أهلاً له. علىٰ الوفاء الذي هو عامودِ الهُيام أن يبقىٰ الرفيقُ الصفيّ بين العلاقات.
الكاتبة / رنا عثمان
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.