mnhalsid

شارك على مواقع التواصل

"وللحب رأي آخر"

"الفصل الخامس"

"دعنا نمحو ما مضي، ابدا معك بداية جديدة، نرسم خطوطها معاً"

بعد مرو اسبوع، اعلنت  رؤية موافتها بالجواز من جاسر، غمرت الفرحة الكل وتم تحديد يوم المقرر للذهاب لانتقاء الشبكة والمفترض غدا..

دلف ياسر المنزل بخطي حانقة، صرع الباب خلفه  بقوة، علي ذا الحال منذ رفض لينا الجواز به، حدثها ميرار وتكرار طول  الاسبوع  ردها الدائم  ليست موافقة علي هذا الجواز..

ضحكت مليكة ولينا بصوت خافت، هتفت مليكة بتشفي /والله يستاهل الي بتعمليه، دا استوي علي نار هاديه..

ضحكت لينا وهتفت بحب/فعلا، الحمد لله انا كدا اتاكدت انه بيحبني...

تحركت نحو غرفة ياسر، الاخري ترمقها بذهول..

طرقت الباب بخفة، سمعت اذن الدخول، دلفت للغرفة وجدته جالس علي طرف الفراش بشرود وضيق بادئ لمن يراه وينظر للجهة الاخري، لم يرفع راسه ليراها، هتف بشرود /عاوزه حاجه يا مليكة..

لم تنطق لا تعرف لماذا فرت الكلمات من علي لسانها، طال صمتها، رفع بصره ليري لماذا لا تجيب، وجد من احبها، هتف بضيق منها /عاوزة حاجة يا لينا..

هتفت بصوت خافت وبتوتر/ياسر أنا موافقة اننا نتجوز..

اقترب منها بسرعة لا يصدق ما سمعه منها..

هتف بعدم تصديق /لينا انتي موافقة بجد..

ابتسمت بخجل واخفضت نظرها للاسفل /ايوة..

حملها بين ذراعيها ادار بها كالمجنون من الفرحة،  لا يصدق انها وافقت..

هتف بسعادة رفع صوته  وما زال يدور بها /اخيرا..

شعرت بنفسها تحلق في الهواء بين ذراعيه، لفت يديها حول رقبتها، تخاف ان تقع، قشعريرة سرت في  جسدها بسبب يديه المحيطة بخصرها..

توجهت لغرفة اخيها بعد سماع صراخة، صدمت مما يفعله..

عاد جاسر من عمله ودلف للشقة، وجد باب غرفة اخيه مفتوح، دلف للداخل وجد اخيه يحمل لينا ويدور بها كالمجنون، مليكة تشاهدهم وعلي وجهها علامات الذهول....

هتف بحدة/اي الي بيحصل هنا..

انتبه ياسر لفعلته توقف عن الدوران وضعها ارضا وهتف بسعادة /لينا وافقت نتجوز..

نظر اليها بحب وجدها تنظر للارض بخجل من فعلته..

هتف جاسر بذهول/ولم هي وافقت مكلبش فيها وبدور حواليك زي المجانين..

ابتسم علي فعلته وقال/ما اعرفش عملت كدا ازاي، انا من فرحتي محستش بنفسي..

هتف جاسر بحب وفرحة لاخيه/مبارك ليكو، من بكرا هتنزلوا معانا نجيب الشبكة...

نظر للينا بفرحة وهتف بتسأل /ولا اي رايك يا عروسة..

رفعت راسها وهتفت بخجل /ان شآء الله..

هتفت مليكة الصامتة بفرحة/مبارك يا ياسر، ولا خلاص بقا عندنا خطوبتين مش خطوبه واحدة..

هتف ياسر بحنان اخوي/عبالك يا مليكة يارب..

ابتسمت مليكة بخفوت وقالت/ان شآء الله...

_______________________

"داخل محل الصاغة "

بدأ جاسر ورؤية بانتقاء الشبكة الخاصة بهم، والجميع في سعادة...

اختار جاسر دبلة ذهبية رقيقة جدا، هتف باقتراح /اي رأيك في الدبلة دي حاسس انها هتبقي حلو علي ايدك..

تناولت الدبلة من يديه جربتها وجدتها جميلة جدا، هتفت باعجاب وخجل/حلو قوي..

ابتسم بحنان وقال/مبارك عليكي، كملي ام نختار بقيه الشبكة...

ابتسمت بخجل واختارت معه سلسلة رقيقة بها رسمة فراشة، وانسيال بسيط...

جلس الثنائي الحبيب ياسر ولينا، بداو في الاختيار  ياسر يشعر بالسعادة وهو يختار شبكة حبيبته..

انتقت لينا دبلة سميكة بها خطوط من الفضة، احبتها كثيرا واعجبت ياسر، اكملوا انتقاء الشبكة...

انتقوا ما يريدون وسط مباركات  الجميع، ركبوا السيارة وتحركوا نحو مطعم علي النيل للاحتفال بتلك المناسبة وارتداء الشبكة، لم يقوموا بعمل حفلة خطوبة، اكتفوا بعشاء بسيط وارتداء الشبكة الدبل فقط..

_________________

جلسوا علي الطاولة، كل واحد منهم بجانب خطبيتة الان، جلست ريم جانب مليكة، جاء النادل املوه ما يريدون، احضر النادل العشاء الذي طلبوة، اقترحت مليكة ان يبداو بارتداء الدبل....

ابتسم ياسر بسعادة حمل يد لينا الذي توردت خدودها  لا تصدق انها سترتدي دبلت حبيبها،، البسها الدبلة ببطء قشعريرة تسري في جسدها، وجهها يزداد حمرة، اقترب من اذنها وهمس بحب /مبارك علينا يا حبيبتي..

تورد خديها، ولم تنطق من الخجل..

هتفت مليكة بمكر/كنت بتقلها اي في ودانها..

هتف بخبث/مش قايلك، اسرار يا حشرية..

هتفت مليكة بوعيد /ماشي..

مدت رؤية يديها بانامل مرتشعة، التقطها جاسر بهدوء والبسها الدبلة بسرعة، رغم طباع جاسر الحادة لكنه يخجل، رغم ان سبق له الزواج لكن خجله دائما يطغي عليه..

هتف ببسمة بسيطة/مبارك لينا..

هتفت بخفوت وخجل /الله يبارك فيك..

تحركت ريم نحو جاسر وهتفت بسعادة /مبارك يا جاسر عليك ماما..

ابتسم بحنان وحب قبل خديها وقال/مبارك علي بنتي الجديدة..

ابتسمت بسعادة وهتفت بطفولية/يعني انت بقيت بابا..

ابتسم بحب  وقال /ايوة هبقا بابا، ممكن بقي تبطلي تقوليلي جاسر، وتقولي بابا جاسر، عشان نفسي اسمعها منك...

نظرت لامها بتردد، اؤمت براسها بحنان وحب، ابتسمت وهتفت بطفولية/حاضر من النهاردة انت بابا جاسر وبس...

شعر بالسعادة داخله يشتاق لتلك الكلمة منذ زمن، احتضنها بقوة، ادمعت عينيه وقال/اجمل واحلا بابا سمعتها...

ادمعت اعينهم وهم يرون ذلك المشهد، حب بدأ ينمو داخل قلب رؤية نحو جاسر،  اكتشفت فيه اشياء لا تعرفها، رجل حنون، يعشق ريم ويحبها كابنته واكثر...

تناولوا طعامهم  يتناولون اطراف الحديث بينهم، ضحكات وابتسامات بين الحين والاخر،  يستمعون لمواضيع ريم الطفولية...

______________________

هتفت ريم ببراءة/طنط مليكة ممكن تساعديني اروح الحمام..

ابتسمت مليكة وقالت بحنان /حاضر يا حبيبتي..

تحركت مليكة نحو الحمام  تتمسك بيد ريم، تركوا جاسر برفقة رؤية ، ام الثنائي الرومانسي فذهبوا ليتمشوا قليلا علي بعد مسافة قصيرة من المطعم...

________________________

ابتسم جاسر وهتف بتردد/رؤية انتي فرحانة بخطوبتنا، اقصد يعني إنك..

قطعت الحوار وهتفت بابتسامة ودودة/جاسر انا مبسوطة جدا، انت اثبتلي إنك هتبقي جوز مناسب  ليا واب مثالي لريم، الي بتعملوا لريم هو احد اهم الاسباب الي خلتني اوافق عليك...

هتف جاسر بلهفة /يعني انتي وافقتي عشان انا هكون اب مناسب لريم..

هتفت بمطنق /اكيد دا سبب بس عندي اسباب تانيه، علي فكرة الي خلاك تتقدملي ريم بردوا..

هتف بتسأل /ازاي..

هتفت بتفكير/انت وافقت تتجوزني عشان ريم، ريم حسستك باحساس الابوة الي انحرمت منه، انت بتعوضها بفقدان بابها، هكذا السبب بالنسبالي، انت اب مثالي لريم..

كشفته،  قدم لطلب الزواج من اجل ريم فقط، لا ينكر انه معجبا بها لكن لا يحبها...

هتف بحزن /الواضح انك فهماني..

ابتسمت بتكلف/اكيد..

هتف باقتراح /انا منكرش اعجابي بيكي، علشان كدا حابب ادي نفسي فرصة واكمل حياتي معاكي..

خجلت من كلامه الاخير وهتفت بدعاء/ان شآء الله، وانا كذلك...

_________________

انتظرت مليكة ريم امام باب الحمام، خرجت ريم وهتفت ببراءة/طنط مليكة انا خلصت..

تمسكت بيديها وخرجوا من الحمام تحركوا نحو الطاولة، اصتدم شاب يتحدث في الهاتف وغير منتبة، هتف باعتذاز سريعا، لم ينظر اليهم وتحرك بسرعة /اسف..

استدارات مليكة للخلف بسرعة،لا تصدق صوت سهيل،دق قلبها بعنف اصابها الذهول،دموع بدأت بالسقوط،  لم تنسا صوته مطلقا، أنه  حبيبها الغائب منذ سنوات، أنه  الكاذب، المحتال الذي لعب بها اوهمها بحبه ورحل يوم زفافهم، رحل وترك قلبلا ً مازال يعاني أثر الحب إلي الان، قلبي لم يشفي ومازال يحبه رغم ما حدث...

هزتها ريم من طرف فستانها هتفت بانزعاج من وقوفها /طنط مليكة انتي واقفة ليه..

انتبهت مليكة، جففت دموعها، حاولت الابتسام هتفت ببسمة بسيطة/يلا يا حبيبتي...

توجهو نحو الترابيزة، بداوا بالكلام  لم تكن معهم،  بعالم آخر،حيث حبيها والجرح المكلوم الذي لم يندمل....

__________________

يتمشي الاثنان بخطي هادئة بطيئة..
هتف ياسر بسعادة /تعرفي أول مرة امشي مع بنت لوحدنا غير مليكة أختي..

نظرت اليها وهتفت بخجل/وأنا كمان..

هتف بحب/تعرفي أنا سعيدة جداً، لا هطير من الفرحة، مش مصدق حرفيا أنك بقيتي خطيبتي ودبلتي في ايدك..

تحسيت الدبلة بيديها وهتفت بسعادة /ولا أنا..

هتف بحنان /اوعدك إني هحبك علي طول وهكون جوز مطيع  لاجمل بنت في الدنيا كلها...

ابتسمت بخجل وهتفت بتسأل/بجد يا ياسر..

هتف بحب/إن شآء الله يا حبيبتي..

رن هاتفة، رد على المكالمة جاسر يحثة على العودة للمطعم لانهم سيعودون للمنزل...

هتف بضيق/يلا بينا نرجع المطعم عشان هنروح..

تحركت بجانبه، السعادة تغمرها، كيف انقلبت حياتها هكذا  بالامس كانت تعاني من زوج امها ثم وفاة امها والان  خطيبت ياسر، حمدت ربها على تلك النعمة...

______________________

"اليوم التالي"

عادت الحياة لطبيعتها توجه ثلاثتهم للعمل، لينا التي تمكس في المنزل برفقة ريم ، لان جاسر بدأ يعمل في الصباح.....

_____________________

جلس سهيل يتابع أوراق الشركة حوله مهاب الذي يلقي عليه كل جديد، سهيل يمتلك نصف الشركة..

هتف مهاب بتفكير/أعمل أي يا صاحب اطلب ايدها دلوقتي ولا لا..

هتف سهيل بتشجيع/أنت متردد ليه قلها وشوف رايها وخلينا نفرح بيك..

ابتسم مهاب وقال/خلاص أنا هستديعها دلوقتي واسالها واشوف رايها..

هتف سهيل بغمزة/ماشي يا عم، أنا هعمل مكالمة ورجاعلك..

غادر سهيل المكتب، هاتف مهاب السكرتيرة يطالبها بحضور  المهندسة ملك..

اغلقت السكرتيرة المكالمة وهتفت باندهاش/ملك مين مفيش حد في الشركة اسمه ملك، ثم تذكرت /اه يقصد مليكة..

هاتفتها، اسرعت مليكة بالتحرك نحو مكتب المدير، طرقت الباب سمح لها بالدخول، دلفت للغرفة، هتفت بتسأل /حضرتك طلبتني..

اشار اليها بالجلوس، نظرت  بتسأل، حممم وقال ببسمة /انسة ملك.. ثم صمت..

همست باستغراب /ملك ما علينا..

شجع نفسه وقال بابتسامة/انسة ملك من غير لف ودوران، أنا عاوز اطلب ايدك للجواز..

صمت يري تعابير وجهها، صدمت مليكة من طلبة  لا تعرف ما تجيب..

هتف مهاب  يري ملامح الصدمة والاندهاش على وجهها /أنتي ليه مصدومة للدرجادي..

هتفت برفض/اسفه يا مستر مهاب،  أنا في حد في حياتي، طلبك مرفوض..

استقامت من جلستها، هتف بعملية وابتسامة مصتنعة /مفيش أي مشكلة، ممكن تتفضلي..

غادرت الغرفة عائده لمكتبها، انهي سهيل المكالمة التي يجريها، توجه لغرفة مهاب ، لمحها  مليكة وقف مصدوم يستوعب أن من تمر امامة  مليكة حبيبته التي تركها وهاجر، لعنه الحب التي اصابت حياته جعلته غير قادر على رؤية امراة غيرها،
لاحظ ملامح وجهها المتعصبة، حلل الموقف،  داخل الغرفة مع مهاب، ايمكن أن تكون هي الفتاة التي يريد مهاب التقدم اليها؟

مهاب قال له انه لم يعثر عليها، كيف و تعمل في الشركة معه، يريد الجواز منها؟،

عند تلك الفكرة، اقتحم الغرفة بعصبية، اقترب من مهاب الذي  استقام متفاجأ  علي صوت  صرع الباب بقوة، هتف بتفاجا/في أي..

امسكة سهيل من ياقة ملابسة، بدا بضربة بقوة بل أخرج كل غضبه عليه وذلك المسكين لا يعلم السبب؟..

هتف مهاب بألم  يحاول الدفاع عن نفسه/مالك أنا عملت أي..

هتف سهيل بعصبية ومازال يضربة بقوة/بتضحك عليا يا مهاب، اقلك دور علي مليكة وتقول مش  لاقيها، اكتشف انها شغاله في الشركة،  وكمان أنت عاوز تتجوزها، دانا هخلص عليك بايدي...

ضربة مجددا، لكمة مهاب باقصي ما لديه ارتمي سهيل أرضا اعتدل مهاب بسرعة وهتف بعد فهم/أنت تقصد مين، مفيش حد في الشركة اسمه مليكة، الي عاوز اتجوزها اسمها ملك..

اعتدل سهيل ومسح بطرف كمه الدم الذي ينزل من أنفه وهتف بسخرية/إلي لسه خارجه من عندك مليكة حبيبتي يا مجنون..

هتف بذهول/أي ازاي،  صدقني والله ما أعرف إن هي ممكن اكون سمعت اسمها غلط ، أنت تظن فيا الظن السيء دا، أنا صاحبك.

جلس سهيل وهتف بهدوء نسبي/أنا أول ما شفتها اتجننت قلت أكيد صاحبي عمره ما يعمل كدا ويكدب عليا...

وضع مهاب يده على وجهه الذي يؤلمة هتف بألم /منك لله يا سهيل وعلي إلي عملته فيا، جلس علي الكرسي المقابل له وهتف بتسأل والم/هتعمل أي..

هتف سهيل باعتذار/اسف يا صاحبي، اتعصبت عليك من غير ما اسمع منك، ثم هتف بتفكير/أنا عاوز اعرف كل المعلومات عن مليكة...

هتف مهاب بهدوء/مليكة شغالة مشرفة في قسم الديكورات  وبقالها حوالي تلات سنين، اكمل باعجاب/مشرفة شاطره جداً أنا حرفيا بحسدك عليها..

هتف سهيل بغيرة وتحذير/مهاب  بلاش نظره الاعجاب، لاقلعلك عينيك..

ضحك مهاب لتتالم عظام وجهه وقال بألم /بلاش كفاية إلي عملتوا فيه لحد دلوقتي، تعال نفكر هترجعلها ازاي..

___________________

انهت عملها، حملت اغراضها وغادرت الشركة شعرت ببعض الضيق قررت أن تتمشي إلي منزلها المسافة نصف ساعة لا اكثر، تحركت بخطي بطيئة وشرود  تفكر في عرض المدير التي رفضته في لحظتها،  لا تريد إن تظلم أحد معها،  مازالت تحب سهيل، لا تريد رجلا سواءه،

تسأل نفسها هل هي حمقاء لتلك الدرجة لتعشق أحداً خانها وتركها ليلة زفافهم ولم يهتم بها ولا لمشاعرها؟..

شخص محتال، كاذب، مخادع، ابتسمت باستخفاف، تتسأل هل لو عاد مجددا وطلب منها الجواز هل ستوافق؟

ربما تعود له مرة اخري او ترحل للابد..

هل ستعود  بكل تلك البساطة؟..  بعد رحيله كل تلك السنوات، العذاب الذي تعيش فيه منذ رحيله، ربما لا...

يسير خلفها ببطء يري شرودها لم تنتبة ان احد يراقبها ويمشي خلفها...

هتف سهيل باسمها  بصوت عالي /مليكة.

سمعت اسمها احدهم ينادي، توقفت مكانها بل تصمنت،  صوته،  تحلم او تتوهم بالتأكيد، اغمضت عينيها لعل هذا حلم وتفيق منه،  سمعت صوته بالأمس وتسمعه اليوم، يمكن إن تكون هلاوس، همت بالتحرك.

اقترب منها بسرعه ونادها مجددا بنبرة اعلي /مليكة..

تلك المرة توقفت استدارت للخلف ببطء، اقترب منها بل أصبح خلفها، استدارات وجدته امامها لم تنطق  دموعها التي نطقت،  حقيقة أنها لا تتوهم ولا تهلوس، زادت دموعها، نظر اليها بحزن  سبب تلك الدموع، دق قلبه بفرحة داخلية لرؤيتها بعد كل تلك الاعوام، هتف بحنين وحزن  ينظر داخل عينيها /وحشتيني.....

_______________

"وما كان لك أن تعود، كيف تريد مني أن يعود الميت للحياة مرة آخري"

سمعت صوته الدافئ الحنون  يهتف: وحشتيني،

لا تعلم ماذا تفعل؟، اتقول  اشتاقت إليه ام تساله لماذا عاد مجددا؟، محاولة التعافي منه أصبحت صعبة جداً، مازالت تسقط دموعها إلي الآن، تسقط الماً وفرحتا لعودته..

لم تدرك كيف فعلتها؟، صفعة مدوية صفعت بها خديه الايمن بقوة، صفعة حملت معاناة وحزن وعذاب تلك السنوات منذ رحيلة، فاقت لفعلتها الشنيعة، ماذا فعلت؟ لقد صفعته، نظر إليها بذهول من فعلتها لم ينطق من أثر الصدمة، فضلت الصمت لغة العيون التي بدأت تتكلم، شعر بألم يغزو قلبه  يضع يديه على مكان الصفعة،   لا يعاتبها، نظراته لا تنطق بهذا، حاولت التحدث لتلقي كلمة تشفي وترحل /تستاهل..

غادرت المكان  أسرعت تركض باقصي سرعة تفر منه  مازال ينظر لطيفها الذي يركض بذهول هتف داخله /أنا فعلاً استاهل...

______________

علي العشاء انتبه جاسر لشرود مليكة تعبث في الطبق ولا تآكل...

هتف باندهاش وقلق/مليكة مبتكليش ليه..

فاقت من شرودها وذكرياتها على صوته، هتفه ببسمة شاحبة/مليش نفس أكل..

هتف جاسر بتسأل /مليكة مالك..

تلك الكلمة  لامست وترا حساسا في القلب، ليست بخير تعاني تعاني وتكتم بداخلها ولا يعلم أحد حالها أبدآ...

هتفت بصوت متحشرج  تحاول كتم غصاتها/مفيش أنا بخير، عن اذنكوا داخله انام..

فرت للغرفة اغلقت الباب وارتمت علي السرير تبكي...

هتف جاسر بقلق مريب/مليكة مالها يا لينا..

هتفت لينا باندهاش لحالها،  منذ جاءت  صامتة وشاحبه/معرفش يا أبيه أنا لحظت علي وشها أثر دموع أول ما جت ومتكلمتش معايا ولا كلمة دخلت اوضتها علي طوال..

هتف ياسر بخوف علي أخته/ ملاحظ سكوتها من أول ما قعدنا...

استقام جاسر وهتف بقلق /هدخل الاوضة اطمن عليها وانتوا كملوا أكل...

تقدم للغرفة، طرق الباب لم يسمع اجابتها، فتح الباب وجدها متمدة على السرير وظهرها اليه صوت نحيب وبكاء مكتوم...

اقترب منها بقلق وخوف، جلس على طرف الفراش، اشاح شعرها الذي يغطي وجهها وجدها تبكي، وجهها محمر من أثر البكاء وعيونها منتفخة، نظرت إليه بنجاة، فتح ذراعيه، اعتدلت وارتمت داخل احضانه تلك العادة يفعلها  عندما كانت تبكي منذ الصغر،بكت وكانها لم تبكي من قبل تزيل جبلا من الهموم المتكومة على صدرها، شهقت  تحاول أخذ نسبه كفاية من الاكسجين عندما تبكي بقوة لا تستطيع التنفس، ربت على كتفيها بحنان، لم ينطق يعلم انها ستتكلم وتخرج ما في داخلها..

هتفت بنبرة مهتزة وشهقات متتالية /سهيل سهيل رجع، شفته النهاردة وقف معايا، أنا أنا معملتش حاجه غير إني عيطت هو منطقش غير كلمة واحدة إني وحشته ، أنا رديت عليه ضربته بالقلم على وشه، وسبته ومشيت، مش ندمانه إني ضربته يستاهل، بس بس أنا زعلانه علي نفسي إني لسه بحبه بعد كله إلي عمله فيا، مش قادره أكره يا جاسر مش قادره،..
انهت حديثها وزادت في البكاء، طوق ذراعه حولها بقوة يبث فيها الامان، دخل ياسر الغرفة بعدما راقب الموقف من أمام الباب...

جلس بجانب جاسر وفك العناق نظر اليها ببسمة مطمءنة يبث فيها الأمل والحياة، هتف بتسأل /مليكة  عارفه أنتي ليه حتي الآن لسه بتحبي سهيل ومش قادره تنسية...

اشارت براسها بلا...

هتف بهدوء وابتسامة/لانه أول واحد في حياتك، أول تجربة كانت معاه، أول حب واول شخص حبيته، ودا مكنش غلطك، كان غلطه لانه طلع كداب..

سقطت دموعها  تمسح الدموع من علي وجهها، قالت بتسأل وامل/تب  رجع ليه..

هتف بحب  يزيل اثر دموعها يضع يديه علي وجهها /ندمان، راجع ندمان، أنه معرفش يلاقي زيك، وإن لعبته قلبت ضده بدل ما يمثل الحب ويوقعك لا وقع  معاكي...

هتفت برجاء/تب أنا هعمل اي معاه...

هتف بحنان وبنصح/نلاعبه زي ما لاعبنا، مهما حاول ياثر عليكي متتاثريش، بينيلوا العكس إنك مش بتحبيه ومش بتفكري فيه خالص، كوني قويه عشان يعرف قيمتك يا مليكة يعرف إنك مبقتيش سهلة وانه هيحفا عليكي وفي الآخر مهيطلكيش، فهمتي يا حبيبتي..

طبع قبله حانيه علي جبينها هتف بنبرة مرحة كي يخفف عنها /بعدين يا أختي دنا متخانق مع جاسر من الصبح إنك هتسكني معايا في الشقه هنا ومش راضي، شفتي بقا متمكسك بيكي ازاي..

ارتمت داخل احضانه وهتفت ببراءة وبسمة/ما هو بردوا جاسر الكبير ولازم نسمع كلامه..

هتف بوعيد ومرح /طوال عمرك واطيه وبتبعيني في أول المشوار يا ألفت...

هتفت ضاحكة  تقترب  تحتضن جاسر  /اكيد عشان جاسر ابيع الدنيا كلها..

تصنع البكاء والضيق وقال/تب ياسر الغلبان، مفيش ليه أي حاجه...

هتفت بحب اخوي / في زي ياسر، دا العشق كله..

رفع حاجبيه وقال/ماشي، ثبتيني كدا..

فتح جاسر ذراعيه علي وسعهم، ارتمي كلاهما داخل احضانه يضمهم  كالام التي تحمي أولادها..

هتف بحنان اخوي وحب/ربنا يديم فرحتكوا يا حبيبي ونفضل مع بعض ديما...

هتف كلاهما /آمين..

جففت لينا  دموعها التي سقطت ثاثر بالموفق دعت لهم بان يظلوا سويا معا،  نعم الاخوة....

_____________________

"صباحاً"

دلفت للمكتب بخطيء هادئة، ما زال الوقت مبكراً ولم يحضر أحد حتي الآن من زملائها، اقتربت من المكتب وضعت حقيبتها، لمحت بوكية ورد أحمر على مكتبها، اقتربت منه حملته واشتمت رائحته، هتفت باستغراب واندهاش/لمين دا وليه علي مكتبي...

بحثت عن أي كارت داخله، وجدت كارت ابيض اللون، قرات بصوت منخفض/صباح الخير على أجمل بنت في الكون، بتمنا يعجبك الورد يا أجمل من الورد، اكيد عرفت مين صاحب البوكية من ريحت الكارت المميزة..

قربت الكارت من انفها واشتمت الرائحة، صدمت  رائحة برفان سهيل المميزة، لطالما عشقت تلك الرائحة،  اشترت زجاجة برفان نفس الرائحة واحتفظت بها في غرفتها، كلما  اشتاقت إليه بخت  حوالها لتشعر بوجودة...

تذكرت حديث ياسر، يجب أن تبقي قوية ولا تضعف وتتاثر بتلك الخرافات التي يفعلها، يجب أن تذيقة من نفس الكأس  يستحق بجدارة...

القت البوكية والكارت داخل سلة القمامة، جلست على مكتبها تتابع عملها.....

شعر بالحزن لفعلتها  يراقبها من خلف شاشة الكمبيوتر في مكتبة داخل الشركة، يبدو إن الطريق للوصول اليها أصبح شاق وصعب للغاية.... 

________________

طيلت اليوم يراقبها من خلف الشاشة، يراقب حركاتها، خفتها، ابتسامتها التي طالما وقع في عشقها...

شاهد شاب يقترب منها يبتسم لها و تبادله الابتسامة بخجل، دار بخلده ماذا قال لها كي تخجل هكذا؟.. انتبه انه ملاصق للشاشة، استقام سريعا وغادر الغرفة توجه لمكتبها،، اقترب من المكتب، انتبهت لوجود احد امامها.،

رفعت نظرها وجدته امامها، دق قلبها وتصنعت الضيق وقالت/نعم..

هتف بغيرة ونبرة  صوت مكتومة بالغضب/ممكن افهم كنتي واقفة مع الشاب من شويه ليه، هتف بتريقة /ليه اتكسفتي ووشك أحمر وهو بيكلمك..

هتفت باندهاش وحده لعلمه /أنت بتراقبني...

هتف بغضب وغيرة/ايوة براقبك ممكن تقوليلي مين دا..

هتفت بانزعاج لتدخله/أنت مالك، اقف مع مين ميخصكش، بيني وبينك اي عشان تتدخل..

هتف بضيق/لا مالي ونص، حبيبتي وبغير عليها، بيني وبينك كتير انا وأنتي بنحب بعض..

هتفت بتافف/كنا يا حبيبي وخلص يلا هوينا...

وصل الغضب زروته قال ويستشيط غضبا/اتعدلي معايا احسنلك..

أمسك معصمها بقوة جرها خلفه كالشاة، تحرك بسرعة وهي خلفه تتعثر في خطواتها تحاول فك يديها من يده المطبقة عليها باحكام، والجميع ينظر اليهم بتسأل واندهاش لما يفعله...

هتف بغضب ونبرة عالية لفعلته/سيب ايدي أنت اتجننت..

وقف اقترب منها بشدة هتف بعصبية شديدة ومازال ممسك بمعصمها /ايوة اتجننت ام اشوفك واقفة مع واحد وبتضحكي معاه وانا شايفك وساكت...

فكت معصمها من يديه وهتفت بحدة واندفاع/اولآ ملكش دعوة بيا، قصتنا خلاص انتهت، خلاص بالنسبالي انتهيت، الشخص الي كان واقف معايا، طالب ايدي للجواز وانا وافقت ، متقلقش هعزمك على خطوبتي، سلام يا سهيل...

القت جملتها الاخيرة بسخرية، تحركت بغضب وضيق من فعلته...

نظر ليطفها بغضب يدمر أي أحد يقف امامه هتف لنفسه بوعيد/مش هسمحلك تكوني لحد غيري يا مليكة ولو فيها موتي......

_______________

دلفت للشقة نظرت امامها بصدمة للشقة الخالية ، الصالة خاليه من الأساس، توجهت لغرفتها لم تجد بها أي شئ ملابسها، سريرها، اغراضها، لطمت علي خديها وهتفت بنحيب /اتسرقنا..

جرت على غرفة اخويها لم تجد أحد منهم الغرف خاوية، تحركت نحو الصالة وجدت سجادة مطوية، اقتربت منها وهتفت بياس/يعني الحرامي سرق الشقة كلها وسبلنا دي، ما كان خدها بالمرة، ياللهوي، اتسرقنا وجوز التريان كانوا فين، لينا يا انهار مش معدي،

تحركت نحو شقة رؤية، طرقت الباب بحدة، فتحت لها رؤية وهتفت باندهاش/في أي...

هتفت مليكة  تشاور لشقتهم المسروقة باستياء/شقتنا اتسرقت، مشفتش حد من اخواتي ولا لمحتي الي سرق....

هتفت رؤية بضحك/اتسرقت أي يا بنتي، اهدي كدا، اخواتك باعوا العفش،  ادخلي اخواتك جوا..

دلفت معها للداخل، وجدت اخويها   ، يجلسون على الاريكة في الصالة،يحتسون الشاي...

اقتربت منهم وهتفت بحدة/اي الي هببتوه دا، بعتوا العفش كمان هدومي وحاجاتي  يا جذم...

هتف ياسر بضيق/ما تقعدي يا بنتي احنا هنفهمك...

ارتمت علي الاريكة تمددت عليها اسندت قدميها علي أرجل ياسر، هتفت و تشعر بالراحة اثر نومتها/فهمني يا كبير..

هتف بقرف  يزيح قدميها أرضا /أي القرف دا، شيلي رجلك...

ازاحت قدميها، هتف ياسر بامتعاض/بعنا العفش عشان نختار غيرة لشقتي وبعدين احنا هنقعد هنا في شقة جاسر علي ام اوضب شقتي وبعدين ننقل...

هتفت بتسأل / جاسر اشتري شقة رؤية..

اشار براسه بنعم،

غمزت لجاسر وهتفت بمرح/حمش ياض، قلت بردوا جاسر ميعقدش   في شقة مش ملكة...

حرك رأسه بياس علي افعالها، هتفت لينا بحماس/لينا عاوزاكي تسعديني في الديكورات..

هتفت مليكة بغرور مصتنع/مين الي هيحاسبني..

هتف جاسر بصوت عالي معترضا/يحاسب مين،انا مش دافع ولا مليم..

هتفت مليكة بقرف/طوال عمرك بخيل ونتن، بس يلا اخويا ولازم اخدمه، عد الحمايل يا كبير، بقلكوا اي اكلوني لاكلكوا....

اشارت ريم لجاسر انحني قليلا لتهمس  في اذنه بامتعاض/ اختك دي مجنونه، انا فكرتها بنوته كيوت...

ضحك جاسر علي كلامها همس بسخرية ومزاح  / دي كويت، دا عم عبده البواب كيوت عنها   ...

ضحك الاثنان بصوت منخفض، هتفت مليكة  تغمض عينيها وتراقبهم بشك/بتقولوا لبعض اي، ضحكوني معاكوا..

كتمت ريم ضحكتها وهتف بمرح/كنا بنقول عنك كيوت يا طنط..

اعدلت مليكة ياقة ملابسها بحركة دراميه وهتفت بفخر/اقل ما عندي يا حبيبتي...

رن جرس الباب، تحركت ريم بسرعة نحو الباب وجدت شاب امامها، هتفت ريم بتسأل طفولي/مين حضرتك..

هتف بهدوء وتساءل/كنت حابب اسال مش  دى شقة استاذ جاسر، اشار للشقة التي امامهم...

هتفت ببراءة/انت عاوز بابا جاسر، ايوة دي شقة عمو ياسر اخو بابا، اتفضل هو جوة...

هتف جاسر بتسأل /مين يا ريم...

هتفت ريم بنبرة عالية/واحد عاوزك يا بابا...

هتف جاسر بهدوء/خليه يتفضل، اشار الي البنات التوجه للغرفة...

دلفت الفتيات للداخل بدان حديثهم المعتاد، عن الشقة والاساس والديكورات...

دلف للداخل بخطي هادئة خوف وترقب حل به...

استقام جاسر ليسلم على الضيف، مد يديه وصافحة نظر لوجهه، صدمة احلت به قال بصدمة واندهاش/سهيل الي جايبك هنا، ثم هتف بعصبية  يصغط على يديها بقوة/اي البجاحة دي يا اخي مش كفاك الي عملته جاي تعمل اي تاني...

اقترب ياسر يحل بينهم، امسك جاسر بياقه ملابسه ولكمه بوجهه، هتف سهيل بسرعة وبدفاع /اسمعني الاول وبعدين احكم...

هتف جاسر بنبرة عاليه /نسمعك، مش مضطرين نسمعك، اتفضل اطلع برا...

امسك ياسر جاسر باحكام وهتف بهدوء /ممكن نقعد ونسمع هو عاوز اي ولو مش عجبنا الكلام يمشي..

فكر جاسر قليلا هتف بضيق يحاول إخفاءه/ادينا اقعدنا قول الي عندك...

جلس سهيل هتف بهدوء وخوف مما يطلبه/عاوز اطلب ايد مليكة...

تلك المرة تحرك ياسر و امسكة  من ملابسه جعله يستقيم ولكمة بقوة اطاحت به ارضا، كل هذا تحت مراقبة الفتيات من خلف الباب، هتف ياسر بحدة وعصبية/تطلب ايد مين يا روح امك، ايد مليكة، انت مفكرنا هنعمل نفس الغلطة الي حصلت زمان، انت متستهلش ضفرها اصلا، واحد زبالة زيك ميستحقش واحدة زي مليكة، امشي اطلع برا ويكون تتعرض لاختي...

راقبوا الفتيات دموع مليكة التي تتساقط على ما يحدث،  لا يستطيعون مواساتها....

استقام سهيل وهتف باصرار ونبرة عالية /مليكة، اعرفي أنك ملكي ومحدش يقدر يمنعني عنك حتي لو اخواتك، لو اضريت احارب الدنيا كلها عشانك هحارب..

غادر يجر ازيال خيبته ام تلك المسكينة فزاد بكاءها والحميع يحاول تهداتها...

_______________

هتفت بعصبية وحده /سهيل رجع للبت مليكة، انا مش عاوزة دا يحصل، يومين وتنفذ الي قلتلك عليه خلينا نقتلها الاول وبعدين نخلص علي سهيل وننهي قصتهم للابد...

ابتسمت بانتصار لمخططها....

___________________

"مع تحيات /اوركيدا 🍁."
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.