#رواية_خيط_ضعيف الحلقة الخامسة
في اليوم الثاني بعد إتفاقي مع وليد علي رفض عملي في الجريدة ، قمت بالاتصال الهاتفي بمدير التحرير والاعتذار له عن قبول الفرصة التي قدمها لي تحججا بظروف تجهيزات الزواج .
لا أستطيع أن أنسي كلمته في تلك المكالمة ( إنتي شاطره يا نغم حرام تدفني تفسك في البيت والجواز طبعا طبيعى كل بنت ليها بيتها بس مينفعش تدفنى نفسك وسط رحلة البيت ، إنتي موهبة نادره عموما دا إختيارك والجريدة مفتوحة ليكي أي وقت )
قد كان حديثه بمثابه نبراس الخطر الثاني بعد حديثي الأخير مع مصطفى كلماته في تلك اللحظة ألمني جعلني أشعر إني اخسر شيئا هاما أحبه في حياتي ولكني أحب وليد أكثر من أي شئ أخر وأعلم جيدا أنه يخاف عليا من كل شئ كما أنه لم بتبقي إلا شهور قليلة علي زواجنا .
في تلك الفترة كان وليد يحاوطني بكل طريقة ممكنة يذهب معي في كل مكان وطوال فتره عمله يتواصل معي هاتفيا او بالرسائل ولقد اصبحت حياتي كلها مركزه عليه فقط وعلي تأسيس شقتنا ،وبعد شهران من خطبتنا سافر وليد خارج مصر لمدة اسبوع من أجل عمله .
تلك الفتره كانت قاسية بالنسبة لي علي الرغم أننا لم نكن تنوقف عن مراسلة بعضنا يوميا إلا ان أحساسي بغيابه وبعده كان يجعلني دائما في حاله توتر وتوهان بدونه .
اتذكر تلك الهدية التي أحضرها لي من الخارج ..فستان الزفاف
وليد : كنت عاوز اجبلك هدية ملقتش احلي من فستان الفرح الي تلبسي ليا في اليوم الي يجمعنا .
أنا : وليد دي أحلي هديه ربنا يخليك ليا دا نفس الي اتخيلته بالضبط .
وليد : عارف ذوقك يا نغم جميل ورقيق زيك.
(أحيانا الحب بيخلينا ننسي حاجات كتير ننسي حتي أحنا كنا مين أو ازاي قبل ما يكون الحب دا في حياتنا) .
ورجعت تاني أشوف وليد كل يوم بحس بيه من غير ما يتكلم حتي لو تعب وهو بعيد عني بحس بيه
مكنتش شايفه غيره في حياتي ولا كنت عاوزة اشوف
الي أن حدث ما لم يكن في حسبان أحد منا ...
في يوم كنا مع بعض جاله رسالة علي الفيس بوك أول لما فتحها طلب مني اني يروحني بدون أسباب وفضل طول الطريق ساكت مش بينطق ولا كلمة.
الكلمه الوحيده الي قالها بعد ما وصلت :
نغم عاوزك تعرفي دائما اني بحبك.
يومها وليد مكلمنيش ولا مرة غير مرة واحدة بس بليل لاقته بيتصل بيا وكان كلامنا
أنا : وليد وحشتني أوي أيه الي حصل النهارده قلقتني عليك .
وليد بصوت مخنوق : نغم أنتي أحلي وانقي حاجة حصلت في حياتي ،معرفتش يعني أكون بني ادم أحب واخاف علي حد غير لما حبيتك .
أنا بنبرة قلقة : وليد مالك .
وليد متنهدا : ولا حاجة كنت محتاج أقولك الكلام دا قبل ما أنام تصبحي علي خير .
أنا : هشوفك بكره طيب
وليد بصوت مكتوم : أه أن شا الله.... تصبحي علي خير يا نغم .
واغلق المكالمة دون حتي انتظار ردا مني .
اتذكر تلك الليلة الأخيرة كم كانت خائفه من احساس مجهول يحاوطني ولكني كذبت علي عقلي وبررت قلقي بأنه ضغط في العمل فقط عند وليد .
وفي اليوم الثاني إستيقظت علي جرس الهاتف في التاسعه صباحا كان وليد هو المتصل
وليد : نغم صباح الخير
أنا : صباح النور نمت كويس
وليد : لا يا نغم منمتش من امبارح أنا تحت بيتك عاوز اتكلم معاكي.
أنا ولقد تسلل الخوف الي دقات روحي : مالك صوتك يا وليد قابضني .
وليد : انزلي يا نغم من فضلك
في أقل من خمس دقائق كنت جالسة بجواره في تلك اللحظه لم يحتضن يداي عندما رأني كما كان يفعل كل مرة ولكن احتفظ بيديه في وضع غريب محتضنا جسده فقط .
لم تغيب عن روحي تلك النظرة في عينيه المدمعة لتصيبني بفزع
انا : مالك يا وليد قلقتني في ايه .
واستمر صمته لدقائق وكأنه يجمع احرف كلماته علي لسانه
لتخرج كلماته في النهاية .... نغم أنا مش عاوز أكمل ..
محاولة استيعاب ما نطق به وليد .... مش عاوز تكمل إيه يا وليد أنا مش فاهمة حاجة.
وليد : أنا مش عاوز أكمل معاكي يا نغم مش هقدر
وقع كلمات وليد علي روحي وكأني شخص غارق بداخل لوح من التلج .
محاولة الضحك والابتسامه من صدمتي .... وليد أنت بتهزر صح اكيد بتهزر أصل إستحاله يكون الي بتقوله بجد .
وليد : أنا اسف اسف بجد .
لم امنع دموعي من النزول في تلك اللحظة بدات في بكاء دون توقف ولا التحدث بكلمة واحدة.
وليد موجها نظراته بعيدا عن وجهى :نغم أرجوكي انا علي أخري مش هستحمل انك تعيطي متوجعيش قلبي .
لتخرج كلماتي من وسط بحر الوجع الذي كنت غارقة فيه تلك اللحظة : وليد انا عملت إيه أنا غلطت في ايه طيب دا أنا سبت كل حاجة علشانك شغلي وأصحابي وحياتي كل حاجة غيرت كل حاجة فيا علشان أرضيك ليه ليه يا وليد أديني سبب واحد طيب إزاي انت لسه إمبارح بتقولي إني احلي حاجة في حياتك صحيت من النوم فجأه كدا قررت أنك مش عاوزني إزاي يا وليد ازاي .
وليد : نغم كدا احسن لينا .
صارخة فيه : أحسن لمين يا وليد ليا ليا إزاي إنت خلقت شخصية تانية جوايا غير نغم الي كل كان يعرفها شخصية ملهاش حاجة في حياتها غيرك روحها إرتبطت بيك فجأه كدا عاوز تنهي كل حاجة ومن غير سبب أنت كدا عارف بتعمل ايه انت بتقتلني يا وليد بتموني ..
وليد : نغم بكره هتنسيني
كان ردي علية الأخير في تلك اللحظة ... أه انساك صح اصلها زرار حبي يا نغم وانسي يا نغم .
وليد إنت الي شدتني ليك من البداية مش أنا إنت الي فضلت تلاحقني بنظراتك وكلامك لحد ما خلتني أحبك إنت مش أنا إنت اللي عملت كل دا جاي النهاردة تقولي كدا من غير سبب طيب وفرحنا وشقتنا وفستان الفرح دا كله خلاص مش موجود أنا أكيد في كابوس صح قولي إني في كابوس .
وليد : نغم كفاية أرجوكي
بانهيار تام : أه صح كفاية فعلا روحني يا وليد لو سمحت ولا اقولك اقف هنا ونزلني .
وليد : نغم مينفعش أقف وانزلك تركبي تاكسي وانتي في حالتك دي .
أنا : مينفعش وهو إيه الي ينفع يا وليد من النهاردة بإنهيار نزلني يا وليد .
وليد : نغم طيب ممكن تهدي.
صارخة فيه : ملكش دعوه بيا خالص أقف هنا
قام وليد بايقاف سيارته وقبل نزولي تذكرت تلك الدبلة التي لم تعد تخصني بعد الأن قومت بخلعها والقائها في وجهه ....دبلتك مش عاوزه اشوف وشك تاني امشي امشي حاجتك كلها هبعتهالك أمشي
قام وليد بالنزول من سيارته للحاق بي فلم أكن أري فعليا أمامي .
..... نغم ارجوكي كفايه اهدي متوجعيش قلبي عليكي
لتخرج أخر كلماتي له ..... امشي يا وليد مش عاوزة اشوفك تاني .
قومت بعدها بايقاف تاكسي ..
سواق التاكسي : مالك يا بنتي بتعيطي ليه كدا
أنا: ولا حاجة
سواق التاكسي : الشاب دا يعرفك دا ماشي ورانا بالعربيه من ساعه ما ركبتي .
أنا: كان خطيبي لسه سايبني حالا .
سواق التاكسي : هقولك علي حاجة يا بنتي واجري علي الله انا معرفش ايه الي حصل ما بنكم بس الي شايفه قلب راجل مكسور مش واحده بيستقوي علي واحده أهدي كدا يمكن شيطان دخل بنكم .
أنا : خلاص يا حج كل حاجة خلصت هو كان بيتسلي .
سواق التاكسي : ربنا يطيب قلبك يا بنتي .
وليد فضل ماشي ورايا لحد ما وصلت البيت ودي كانت أخر مرة اشوف وليد الفترة دي
طلعت البيت بعدها اترمت في حضن ماما وقعدت أعيط بإنهيار من غير ولا كلمة.
ماما : في ايه يا نغم مالك يا بنتي وليد زعلك في حاجة.
بانهيار ردي: وليد سابني يا ماما سابني من غير اي حاجة
ماما : يا حبيتي يا بنتي طيب اهدي أكيد مشكلة بسيطه بنكم .
أنا : لا يا ماما مش مشكلة انا والله ما عملت حاجه
ماما خدتني في حضنها وفضلت أعيط اكتر من 3 ساعات متواصلة
بابا رجع من الشغل ولما عرف الي حصل قال لماما أنه هيكلم وليد يجي ياخد حاجته وهو الي مش عاوزه علشان الي يخلي بنتي تتوجع بالشكل دا ميستهلش تكون معاه مهما كان الخلاف ما بنا .
قعدت أعيط مش عاوزة اشوفه مش عاوزة تاني .
بابا :انتي هتفضلي في اوضتك يا نغم ومش هتشوفي يا بنتي .
بابا اتصل بوليد وبلغه أنه جهزلوا حاجته كلها
وليد جيه بليل .
بابا : بص يا إبني انت لما جيت وطلبت مني تتجوز نغم انا واقفت عليك علشان حست إنك فعلا بتحبها وهتحافظ عليها وعمري ما شوفت بنتي فرحانة زي ما كانت معاك لما رفضت انها تستمر في شغلها وبعدتها عن الناس أنا مكنتش راضي عن دا بس ويوم ما اتكلمت مع نغم قالتلي إنها مكتفية بيك انا برضه معترضش علشان كنت واثق فيك إنك هتشيلها في عنيك ، لكن لما توجع بنتي بالشكل دا أحب أقولك انك خلتني اندم اني حطيت ايدي في ايديك من الاول خد يا بني حاجتك ومش عاوز أسمع أي حاجة عنك تاني .
وليد ونبرة الإنكسار تحتضن صوته: انا اسف يا عمو واسف لوجع نغم انا مش لاقي كلام اقوله .
بابا بحدة: أسفك مرفوض يا بني فارقنا ونغم بنتي قوية هتقدر تعدي اي حاجه .
وليد :أنا مش هاخد حاجة الحاجة دي تخص نغم .
بابا : نغم مش عاوزة منك حاجة
وليد بكسره صوت : أسف لنغم ومشي وساب حاجته .
بعد أن إنتهاء المقابلة بين وليد ووالدي خرجت من غرفتي ممسكة فستان الفرح لأقوم بتمزيقه في حالة إنهيار وصراخ .
وبعد ذلك نوبة من البكاء دون توقف الي أن خلدت الي النوم .
ا(لحياه مبتقفش علي حد بس السؤال بقي انها لما بتمشي هتمشي ازاي ؟؟؟)
وماذا بعد غياب دفء روحك عن دقات أيامي فهل سينجو قلبي في وسط عواصف تلجية تحتاج روحى في كل نفس بدونك ؟؟...
نهايه الحلقه الخامسة
يتبع
#الكاتبة_نور_البشرى
#رواية_خيط_ضعيف