بعد مرور عدة أسابيع من الحدث الأكثر رعبا يمر علي أهل الحارة ؛ ومع أرخاء الليل أستاره الحالكة البالغة السواد ولم يبقي سوي أكتمال القمر ليضيء طرقات الحارة فلقد أنقطع التيار الكهربي عن البيوت الوهنة المسنة بقدم التاريخ ؛ ليحتضن النوم أهل الحارة بعد مشقة نهار مضني من العمل لكسب ما يسد الرمق ؛ ليشق هذا الليل صوت وكأنه صوت تصدع أحد البيوت أو أنذار بأنهياره ففزع الجميع وأضاءوا الكشافات يبحثون عن مصدر الصوت هلعين من انهيار اي عقار علي رؤوس قاطنيه وجاب الرجال والشباب الحارة ولم يجدوا أي مظهر لذلك الأحتمال ؛ وفجأة ... بزغ ضوء مدوي يعمي الأبصار من فوق سطح منزل المغدور " إسماعيل" وليتجمد دماء الجميع داخل الأوردة والشرايين ؛ ليلقي علي المسامع صوت ضحكة هي الأكثر رعبا علي الأطلاق ليطل شبح ليس بأنسان ذو شكل مخيف يسبح محلقا فوق السطح وهو مستمر في ضحكته الشيطانية وبينما ينظر إليه الجميع أذ يروون سقوط مدوي لجسم علي الأرض مع صرخة رعب فتت القلوب رعبا ؛ وتجمد الكل بأماكنهم من هول ما شاهدوه بأعينهم ؛ ليفيقوا مسرعين لرؤية هوية الجسم المرتطم بالأرض ؛ وسلطوا الكشافات التي يحملونها نحوه ؛ ويالهول ما أكتشفوه ...
جثة زوجة المرحوم" أسماعيل" وقد أقتلعت عيونها وأندفاع نزيف لدماءها عوضا عن مكان عيونها المقتلعة ؛ وكان المظهر الأكثر رعبا انتفاض جسدها وكأنما الروح تنازع للصعود لبارئها مع صرخاتها التي مزقت نياط القلوب ؛ وبعد لحظات طالت أم قصرت هدأت صرخاتها الفزعة أيذانا بأعلان وفاتها .
لتصرخ نساء الحارة وأطفالها فزعيين ؛ ليكتب علي تلك الحارة الفزع والرعب والشقاء ؛ وتساءل الجميع من عليه الدور في الموت بتلك البشاعة ..
وأضيفت جثة جديدة لسلسلة الأحداث الغامضة والأكثر رعبا.