Hoda1

شارك على مواقع التواصل

الفصل الثالث: بوابة اللعنة

كانت الليلة شديدة الظلمة، وكل شيء في البيت كان هادئًا بشكل مريب. علي وسلمى قرروا يفتحوا الدفتر الغريب اللي لقوه في الصندوق ويقعدوا يقرأوا فيه بتأني على أمل يلاقوا إجابات.

فتح علي الدفتر على صفحة فيها رسومات قديمة لأبواب وأقفال، وكلمات مكتوبة بخط غريب. كانت سلمى بتراقب الصفحة، وحست إنها بتبدأ تفهم الكلمات رغم إن الخط كان صعب، وكأنها كلمات عايشة فيها طاقة غير طبيعية.

سلمى: "علي، الكلمات دي كأنها بتتحدث ليا… أنا حاسة إنهم بيقولولي شيء."

علي نظر لها بقلق: "إزاي كده؟ إنتِ فاهمة الكلام المكتوب؟"

أومأت سلمى برأسها وقالت بهدوء: "فيه شيء عن باب لازم يفضل مقفول، وعن قوة مدفونة لازم ما تستيقظش. بيقولوا إن اللي فتح الباب في الماضي ما قدرش يقفلوه تاني."

علي حس برعب غريب، وقرر يقلب صفحات أكتر، لحد ما وصلوا لصفحة فيها صورة لأمه، لكن صورتها كانت مظلمة، ووراها فيه ظل غريب كأنه شخص أو شيء غير معروف.

علي: "ده غريب جدًا، إزاي صورة أمي هنا؟ وليه الصورة شكلها كده؟"

وفجأة، بدأت الأصوات ترتفع في البيت، أصوات أشبه بأنين قديم ومخيف. بدأت الأضواء تهتز، وسلمى بدأت تشوف ظلال تتحرك بسرعة على الجدران. سلمى مسكت يد علي بقوة وقالت بخوف: "علي… حاجة هنا بتراقبنا!"

حس علي بقشعريرة في جسمه، وفجأة سمع صوت يهمس في أذنه بصوت يشبه صوت أمه: "علي، لا تفتح الباب… الباب لازم يظل مغلقًا."

علي: "إيه الباب ده؟ فين الباب اللي بيتكلموا عنه؟"

سلمى، بتركيز، أشارت إلى جزء من الرسومات اللي كانت على الحائط في الدفتر، صورة لأحد الأبواب اللي كانت متخفية ورا خزانة قديمة في القبو.

علي: "يبقى لازم ننزل ونشوف المكان ده، مش هنرتاح غير لما نعرف اللي بيحصل."

أخد علي وسلمى بعضهم ونزلوا للقبو. كان المكان دايمًا مضلم ومهجور، وكان كل خطوة بيخدوها، المكان بيزداد برد أكتر. وقفوا قدام خزانة خشبية قديمة، وبدأوا يزقوها بعيد، لحد ما ظهرت قدامهم بوابة حجرية، محفور عليها رموز غريبة.

سلمى، وهي مرعوبة لكن مليانة فضول: "ده هو… الباب اللي اتكلموا عنه في الدفتر."

فجأة، الباب بدأ يهتز، وخرجت منه أنفاس باردة كأنها أرواح ضائعة بتحاول تهرب من مكانها. سمعوا صوت همسات متقطعة تقول: "اللعنة لا تزال موجودة… لا يمكنكم الهروب."

علي بص لسلمى وقال لها: "لازم نهرب من هنا بسرعة قبل ما حاجة سيئة تحصل."

لكن قبل ما يقدروا يتحركوا، ظهر ظل أسود ضخم قدامهم، كأنه كيان غير مرئي لكن في نفس الوقت مرعب. رفع علي يده لحماية سلمى، لكن الظل تقدم ناحية سلمى وهمس لها بصوت مليان حزن: "أنتِ اللي كنتِ المفروض تكوني محبوسة… أنتِ جزء من اللعنة."

سلمى بعيون مليانة خوف: "أنا… إيه علاقتي بكل ده؟!"

علي حاول يشدها بعيد، لكن الظل كان بيزداد قوة كل لحظة، وبقى واضح إنه متمسك بسلمى. علي حط نفسه قدام الظل وقال بصوت مليان تحدي: "مش هسمحلك تقرب منها! أمي ضحت بنفسها علشان تحمينا، وأنا مش هسيبك تأذيها."

وفي اللحظة دي، سمعوا صوت والدتهم يتردد في المكان، كأنها بتخرج من عمق الظلام: "علي… سلمى… سامحوني. اللعنة دي بدأت من زمان، وأنا ضحيت بنفسي عشانها، لكن كان لازم تفضل مغلقة."

سلمى بدأت تبكي وقالت: "ماما، ليه كل ده؟ ليه كنتِ لازم تضحين بينا؟"

رد الصوت بنبرة حزينة: "اللعنة دي قوية، وكل جيل في العائلة لازم يواجهها… لكن أنتِ وعلي أقوى من كده، قوتكم في حبكم لبعض. لو اتحدتوا، تقدروا تقفلوها للأبد."

بكلماتها، علي حس بقوة جديدة جواه، مسك إيد سلمى وقال لها: "هنواجه ده سوا. زي ما ماما قالت، قوتنا في بعض."

وقفوا قدام الباب، سلمى مسكت الدفتر وبدأت تقرأ الكلمات اللي فيه بصوت ثابت، وكانت الحروف كأنها بتتحرك تحت عينيها وتكشف عن طلاسم قديمة. علي وقف جنبها، وحط إيده على الباب مع قوتهم مجتمعة.

وبكل شجاعة، بدأوا يرددوا الكلمات، لحد ما الباب بدأ يغلق ببطء شديد، والظلال بدأت تتلاشى وتختفي في أعماق الظلام، وأخيرًا رجع المكان لهدوءه القديم.

خرجوا من القبو، مرهقين لكن مرتاحين. سلمى بصت لعلي بابتسامة وقالت: "خلصنا، صح؟"

علي ضحك بخفة وقال: "أيوة، دي آخر مرة هنشوف فيها الكابوس ده."

من اللحظة دي، عاشوا حياتهم بهدوء وسلام، وأدركوا إنهم قدروا ينتصروا مش بس على اللعنة، لكن على كل مخاوفهم المشتركة، وعرفوا إنهم دايمًا هيكونوا سند لبعض مهما حصل.


بعد مرور عام على أحداث القبو، عادت الحياة لعلي وسلمى لطبيعتها، لكنهما كانا يشعران دائمًا أن هناك شيئًا لم ينتهِ بعد، وكأن جزءًا من اللعنة ما زال يتربص بهما من الظلال. كانت سلمى قد بدأت تشعر أن شيئًا غريبًا يحدث مجددًا، حيث بدأت ترى أحلامًا مخيفة مليئة برموز غامضة وظلال غريبة تشبه تلك التي واجهتها مع علي.

في إحدى الليالي، وبينما كانت سلمى تغط في نومها، وجدت نفسها في حلم مختلف. كانت واقفة في مكان غريب يشبه القبو، لكنه كان أكبر وأكثر اتساعًا، والجدران مليئة برسومات قديمة وحروف محفورة. ظهر أمامها كيان غريب، ظل أسود على هيئة امرأة، بصوت خافت قالت: "لقد أغلقتم الباب، ولكن الكيان لم ينتهِ… اللعنة ما زالت تنتظركما."

استيقظت سلمى من الحلم وهي ترتجف، وكانت متأكدة أن اللعنة لم تنتهِ تمامًا. في الصباح، ذهبت لأخيها علي، وقالت له: "علي، الحلم تكرر تاني… نفس الظلال والكيان الغريب."

علي حنى رأسه وتفكر قليلاً، ثم قال: "يمكن الموضوع أكبر مما كنا نتخيل، يمكن اللعنة مرتبطة بشيء أعمق في تاريخ عائلتنا. إحنا قدرنا نغلق الباب، لكن يمكن في باب آخر لازم نلاقيه."

بدأ علي وسلمى يبحثان في كل ما يخص تاريخ العائلة، ووجدا دفترًا قديمًا لم يكن قد لاحظاه من قبل، يحتوي على قصص وأسرار تتعلق بالعائلة، ومكتوب بخط اليد: "في كل جيل، هناك شخص مختار يحمل عبء اللعنة، ولديه القدرة على تحرير الأسرة إلى الأبد، أو إبقائها في دائرة الخطر."

أدرك علي أن عليهما البحث عن "المكان" الذي يمكن أن يضع نهاية حقيقية لهذه اللعنة. بدأت رحلتهما
في البحث، وكان كل دليل يقودهما إلى موقعغريب، وكأن اللعنة نفسها كانت تتحكم في كل خطوة يخطوانها. بعد أسابيع من البحث، عثرا على خريطة قديمة مرسومة في الزوايا المظلمة من دفتر العائلة، تشير إلى مكان بعيد جدًا، يقع في عمق الجبال الشمالية. كان هذا المكان يُسمى "الملاذ المظلم"، وهو معلم قديم لم يسمع عنه أحد.

قرر علي وسلمى أن يذهبا معًا في هذه الرحلة، على الرغم من تحذيرات من حولهم. كانت الأرض قاحلة وكلما اقتربا من المكان، كان يشعران بأن الظلال التي كانا يهربان منها تقترب أكثر، وكأنهم يسيرون في عالم بين الحياة والموت.

عندما وصلوا أخيرًا إلى "الملاذ المظلم"، اكتشفوا أن المكان كان مليئًا بأبواب مغلقة وأسطوانات حجرية ضخمة تحمل نقوشًا غريبة. وبينما كان علي يحاول فحص الأسطوانة، ظهرت أمامهم امرأة في الظلال نفسها التي رأتها سلمى في حلمها. قالت بصوت هادئ ومرعب: "اللعنة ليست في المكان، بل في قلوبكم. لقد اخترتم أن تعيشوا في ظلها، ولن تترككم حتى تدفعوا ثمن حرية أسراركم."

كانت كلماتها كالسكاكين التي تغرس في قلبيهما. وقفت سلمى صامتة، وكانت تشعر بقلق عميق، لكن علي، الذي بدا أقوى من قبل، استجمع قوته وقال: "لن نترك أنفسنا للأبد في هذا الظلام. سنكتشف الحقيقة مهما كانت."

وبدأوا في البحث عن مفتاح اللغز.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.