Hoda1

شارك على مواقع التواصل

الفصل السادس: عودة الظلام

بعد انتهاء المعركة مع الظلال القديمة، شعر علي وسلمى وسارة بأنهم قد حرروا أنفسهم من إرث عائلتهم الثقيل، ولكن الحقيقة كانت أن الظلام لم ينتهِ بعد. ففي أعماقهم، كان هناك إحساس غامض بأن المعركة لم تكن سوى بداية لشيء أكبر وأكثر خطورة. لم تكن اللعنة قد اختفت بشكل كامل، بل كانت تتجدد في أشكال جديدة. كانت أرواح الماضي لا تزال تحوم في الظلام، تنتظر الفرصة المناسبة للظهور مجددًا.

العودة إلى المعبد الملعون

مرت أسابيع على المعركة الأخيرة، وكان كل شيء يبدو هادئًا، لكن سلمى كانت تشعر بشيء غريب داخل قلبها. كانت تجلس في غرفتها في الجامعة، تشعر بشيء ثقيل في الهواء. تذكرت كلمات ليلى: "الظلام سيعود، لكن في شكل مختلف. لا تظني أنه انتهى."

في تلك اللحظة، تلقّت سلمى مكالمة هاتفية من علي. كان صوته متوترًا، وكأن شيء خطير قد حدث.

علي: "سلمى، في حاجة غريبة حصلت، مش قادرة أشرحها. البيت… في أصوات، في حركة غريبة في المكان. وكأنهم رجعوا."

سلمى، قلق: "مين اللي رجع؟ علي، إنت فين دلوقتي؟"

علي، بصوت مبحوح: "في المعبد. مفيش مفر، سلمى. لازم نرجع هناك. لازم نواجههم مرة تانية."

سلمى، بقلب يملؤه الخوف: "إزاي؟ إحنا خلاص، كسرنا اللعنة. ما فيش شيء ممكن يرجع تاني."

لكن علي كان يشعر بشيء مختلف، شيء كان يقوده نحو المعبد الملعون مرة أخرى، كما لو أن هناك قوة خارقة كانت تدفعه للعودة. وعرف أنه إذا لم يتوجه هناك، فإن الظلام سيقضي عليهم جميعًا.

اللقاء مع الكائنات القديمة

وصل علي وسارة إلى المعبد المهدم، حيث كانت الأشجار المحيطة به تتمايل كما لو كانت في حوار مع الرياح العاتية. كان المكان غريبًا، مغطى بالغيوم السوداء وكأن السماء تخلت عن نورها. لكن ما زاد قلقه هو تلك الأصوات التي بدأ يسمعها، أصوات همسات قادمة من الزوايا المظلمة. كانت الأرواح العالقة في هذا المكان تحاول إيصال رسالة، لكن الرسالة كانت مشوشة، وكأنها محاصرة بين عوالم.

دخلوا المعبد بحذر، وعيناهما تبحثان في الظلام عن أي حركة. وعندما دخلوا إلى قاعة المعبد الكبرى، شعروا بشيء ضاغط في الهواء. وفجأة، ظهرت شخصية مهيبة في وسط الغرفة، شخص يلبس ثوبًا طويلًا وسميكًا، ووجهه مشوه إلى حد كبير، وعيناه تشعان بالظلام.

الظهور المفاجئ

الشخص، الذي بدا ككائن قديم، بدأ يتحدث بصوت منخفض، يملؤه الغضب: "لقد اعتقدتم أنكم هزمتم اللعنة. لكن اللعنة ليست مجرد روح. أنا هنا لأستعيد ما ضاع مني، وأنا من سيتحكم بكل شيء."

سارة، وهي تبتلع ريقها: "من أنت؟ وأي لعنة تتحدث عنها؟"

الكائن، بابتسامة شيطانية: "أنا من بدأ كل شيء. أنا الشخص الذي منحكم الحياة… وأنا من خلق لعنتكم. كانت عائلتكم تتعاون معي، لكنها خانتني في النهاية. الآن حان الوقت لتدفعوا ثمن خيانتكم."

ثم فجأة، بدأ المعبد يتوهج بأضواء غريبة، والأرض تهتز بشكل مرعب، وكأن المكان نفسه كان يعيش. كانت الجدران تتشقق، وأصوات رعب تملأ الأرجاء، كما لو أن المعبد نفسه كان يستعد للانفجار.

الظلال الحية

بينما كان الجميع يحاول الهروب، ظهر أمامهم كائن آخر، مختلف عن السابق، لكنه كان أكثر فتكًا. كان ظلاً حيًّا، يتخذ شكل رجل ضخم، وعيناه تتوهجان باللون الأحمر. هذا الكائن كان يقترب منهم بسرعة، ويداه تمدّتا نحو علي وسارة.

علي، وهو يحاول صد الظل: "إزاي ده ممكن يحصل؟ إحنا كسرنا اللعنة!"

ليلى، التي كانت قد جاءت في اللحظة الأخيرة، أسرعت لتقف بجانبهم وقالت بصوت مليء بالرهبة: "اللعنة لم تكسر، لقد حاولتم فقط تحجيمها. لكن هذه الظلال هي جزء من عالم آخر. هم لا يموتون أبدًا. هم مجرد تجسيد لخيبة أمل العائلات الملعونة."

وأثناء حديثها، بدا أن الظلال تزداد قوة، مع كل لحظة، وكأنهم يحاولون السيطرة على المعبد، وعلى كل من دخله. كان علي يعلم أنه لن يستطيع الهروب من هذا الواقع.

القرار الحاسم

في لحظة حاسمة، بينما كانت الظلال تقترب منهم، تذكر علي ما أخبرته والدته في رؤياه: "عندما تجد الحقيقة، فقط حينها ستفهم القوة التي تحكمك." كانت تلك الكلمات بمثابة المفتاح. نظر إلى سلمى وسارة، ثم إلى ليلى ويوسف، وقال: "لا نحتاج لمواجهة الظلال بمفردنا. نحن بحاجة لبعضنا البعض. قوتنا معًا هي الوحيدة التي يمكن أن تهزمهم."

فتحوا قلوبهم لبعضهم البعض، وشعروا بالقوة التي لا يمكن تفسيرها. تجمعوا في دائرة، وأمسكوا بأيديهم، بينما كانوا ينطقون كلمات غير مفهومة، كلمات قديمة، كانت موجودة منذ الأزل.

وفي اللحظة التي نطقوا فيها تلك الكلمات، انبعث نور قوي من بين أيديهم، وتوغل في الظلال. كان النور يحرق الظلال ويحرق تلك الكائنات الشريرة، حتى اختفوا في لحظة واحدة، وكأنهم لم يكونوا موجودين.

النهاية المرعبة

لكن الظلام لم يختفِ تمامًا. في اللحظة التي اختفى فيها الكائنات، شعر الجميع ببرودة شديدة، وكأن شيئًا عميقًا كان يراقبهم من بعيد. كان علي يعلم أن الظلام قد خسر معركته هذه المرة، ولكن ربما كان في انتظاره معركة أخرى، لأن الظلال، مهما اختفت، لن يهدأوا أبدًا.

لكنهم قرروا أن يواجهوا أي خطر يأتي، معًا.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.