Hoda1

شارك على مواقع التواصل

الفصل التاسع و الأخير: الحقيقة المرة - حلم داخل حلم


كان الظلام يحيط بكل شيء، والدماء تغطي الأرض في سكونها العميق. علي وسارة، بعد معركة شرسة ضد الظلال، كانا يحاولان الوقوف، لكن جسديهما كانا مثقلين بالجروح، وأرواحهم محطمة. والدي علي كانا يقفان أمامهم، يراقبون المشهد بعيون حزينة، كأنهما يعرفان أن النهاية تقترب.

في تلك اللحظة، حدث شيء غريب. شعرت سارة بشيء يهتز داخل ذهنها. كان الصوت يزداد في رأسها، وكأن هناك شيئًا ما يحاول إيقاظها من غيبوبتها. كانت أذناها تتسمعان إلى الصوت، وعينيها بدأت تتنقلان بين الظلال والضوء.

الصحوة:

ثم فجأة، اختفى كل شيء. كان المكان الذي كانوا فيه يتلاشى أمامهم، كما لو أنه بدأ يتبخر تدريجياً، وكان الصوت في رأسها يزداد قوة، حتى أصبح الصوت أقوى من الواقع نفسه. شعرت وكأنها كانت تغرق في شيء غير مرئي.

سارة، وهي تصرخ: "علي! أين نحن؟! هل نحن… هل نحن في حلم؟"

ولكن، قبل أن يستطيع علي أن يجيب، وجد نفسه يُسحب فجأة إلى الخارج، إلى مكان مظلم تمامًا. كان المكان الذي كانوا فيه يختفي ببطء، وكأن كل شيء كان يتناثر إلى المجهول.

الصحوة المزدوجة:

فجأة، استفاق علي، وفتح عينيه ليجد نفسه في غرفة مظلمة، على سرير في مستشفى قديم. شعر بالدوار في رأسه، وكان جسده متعبًا. نظر حوله، ليرى الأشياء تبدو مألوفة جدًا، وكأنها جزء من عالم آخر.

علي، وهو يهمس: "ده مش ممكن… دي مش نفس الغرفة اللي كنت فيها… هل أنا… في حلم؟"

ثم، بدأت أصوات أخرى تتسرب إلى أذنه، أصوات غير واضحة، كما لو أنها صادرة من مكان بعيد.

صوت غريب في خلفية العقل: "مرحبًا علي… أتعرف الآن؟ كل شيء كنت تعيشه كان مجرد حلم داخل حلم."

بينما كان علي يحدق في المكان المحيط به، شعر أن كل شيء كان في غير مكانه. تراجع عقله للحظات، ثم بدأ يشعر بشيء أكثر غرابة. بدأ يحس وكأن كل الأحداث التي مر بها، من الظلال إلى العوالم الموازية، كانت مجرد سلسلة من الأحلام المتشابكة. الأحلام التي لا نهاية لها.

التوضيح الصادم:

وبينما كان يحاول فهم ما يحدث، شعر فجأة بشيء ثقيل على صدره. فرفع يده ليجد أنه كان يحمل جهازًا طبيًا متصلًا بأجهزة مراقبة. كانت أصوات الآلات الطبية تُصدر تنبيهات متقطعة، وكانت غرفة المستشفى القديمة تبدو وكأنها مأخوذة من زمن بعيد.

وفي تلك اللحظة، ظهر أمامه شخص غريب، كان يرتدي معطفًا أبيض، وجهه غير واضح ولكن صوته كان هادئًا وعميقًا.

الشخص الغريب: "أنت الآن مستيقظ، ولكن هل فعلاً استيقظت؟ هل أنت متأكد أن ما عشته كان حقيقيًا؟ أم أنك كنت عالقًا في حلقة لا نهائية من الأحلام؟"

علي، بصوت متقطع، موجهًا كلامه إلى الشخص الغريب: "هل هذا… هل كان كل شيء مجرد وهم؟ هل كنا نعيش في حلم داخل حلم؟"

الشخص الغريب، بابتسامة غامضة: "نعم. لكن السؤال الأهم هو: هل يمكنك الآن معرفة ما هو الواقع؟ هل لديك الشجاعة لمواجهة الحقيقة؟"

حلم في حلم:

في تلك اللحظة، شعر علي وكأن عقله قد انفجر. كانت الأحداث التي مر بها، من معركة الظلال، إلى عودة والدته ووالده، وكل الأشياء الغريبة التي حدثت في العوالم الموازية، كلها تتلاشى أمامه كأنها كانت مجرد أشباح.

فجأة، تذكر علي شيئًا غريبًا: حين كان في المعركة الأخيرة، هل شعر حقًا بأن هذه كانت النهاية؟ أم أنه كان يحاول الهروب من شيء أكبر؟ هل كان كل هذا مجرد حلم كان يعيش فيه طوال الوقت؟

اللحظة الفاصلة:

بينما كان يفكر في ذلك، بدأت تظهر أمامه مشاهد متسارعة، مشاهد كان يعتقد أنها قد انتهت. مشاهد من المعركة، وأحاديث مع والدته ووالده، وحتى اللحظات التي كان فيها مع سارة. لكن فجأة، بدأ كل شيء يتلاشى، كما لو كان مجرد وميض في الأفق. بدأ الصوت يختفي تدريجيًا، وبدأت الألوان تتلاشى.

ثم، أدرك علي أنه قد استفاق للتو من حلمه الطويل.

الصحوة النهائية:

عندما استفاق تمامًا، وجد نفسه في غرفة صغيرة، عيونه تغلق وتفتح في محاولة لاستيعاب ما يراه. كان جسده يرتجف، وكان يشعر كأنه يعيش في واقع غريب. وعندما نظر حوله، اكتشف أنه كان في مستشفى، وفي سرير بلا أي آثار تدل على معركة أو عنف. كانت عيناه تتحولان ببطء نحو صورة على الحائط، صورة كانت تظهر له وهو صغير مع والدته ووالده في أيام سعيدة.

كان يحدق في الصورة بحيرة، وتساءل في نفسه: "هل هذا هو الواقع؟ أم أنني ما زلت في حلم؟"

ولكن الحقيقة التي اكتشفها هي أن كل شيء كان مجرد حلم داخل حلم، وأنه لا يعرف إذا ما كان قد استفاق فعلاً أم أنه لا يزال عالقًا في دوامة من الوعي والحلم.

نهاية القصة:
كان علي يعيش في دوامة لا تنتهي من الأحلام والواقع، وكلما اعتقد أنه استفاق، اكتشف أنه لم يفعل. وهكذا، تظل الأسئلة بلا إجابة: هل ما عاشه حقيقي أم كان محض خيال؟ هل استطاع الخروج من دائرة الأحلام؟ أم أنه لا يزال أسيرًا في هذا
العالم؟

كلمات النهاية:

بعد كل ما مر به علي من معارك، أحلام، وتحديات، تظل الحقيقة غامضة كما كانت دائمًا. كان يعتقد أنه استطاع تحرير نفسه من دائرة الأحلام المتشابكة، لكنه اكتشف أن الحلم والواقع لا يفصل بينهما سوى شعرة رقيقة. في النهاية، تظل الأسئلة بلا إجابة: هل ما عاشه كان حقيقيًا؟ هل استفاق بالفعل أم أنه لا يزال عالقًا في عالمٍ من الأوهام؟ ربما تظل تلك الإجابة مخفية في مكان ما عميق داخل عقله، أو ربما تكون مجرد حلم آخر. لكن شيئًا واحدًا مؤكد: رغم كل الظلام والخيال الذي مر به، ظل قلبه متمسكًا بالأمل، لعله يكتشف الحقيقة يومًا ما.

تصنيف الكتاب:
نوع الكتاب: خيال علمي، رعب، أكشن، رومانسية
الفئة المستهدفة: عشاق الخيال الممزوج بالرعب والتشويق، ومحبي القصص التي تدمج بين الواقعية والخيال، وتستكشف أعماق الوعي البشري
            
                                       تأليف: هدى وليد
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.