Hoda1

شارك على مواقع التواصل

الفصل السابع: العبور إلى العوالم الموازية

مرت أسابيع على معركة الظلال، ولكن السلام الذي ساد لم يكن سوى هدوء ما قبل العاصفة. علي وسارة، بعد أن مروا بكل تلك التجارب المرعبة، بدأت حياتهم تعود إلى طبيعتها، لكنهما كانا يدركان أن هذا ليس النهاية. فالرعب الذي عاشوه لا يزال يطاردهم في الزوايا المظلمة من أذهانهم.

في الوقت نفسه، بدأ يوسف وسلّمى يكتشفان شيئًا غريبًا. كان يوسف قد تلقى رسالة غامضة على هاتفه، من رقم مجهول، تحتوي على معادلات رياضية معقدة وحروف مشفرة، بدت وكأنها تعود إلى عصر آخر. كانت تلك الرسالة تشير إلى شيء بعيد، إلى عوالم موازية، حيث يمكن للزمان والمكان أن يتلاعبا.

مغامرة غير متوقعة

في إحدى الليالي، بينما كان علي وسارة في منزلهما، تردد صوت غريب في الهواء، شعرت به سارة أكثر من علي. كانت الأضواء تتناثر بشكل غير طبيعي، وكأن الكهرباء كانت تتعرض لانقطاع متكرر. بدأت تتنقل الغرف بين الواقع والخيال، وسمعوا همسات تأتي من الجدران. فجأة، انفتح أمامهم باب غير مرئي في الحائط، وكان الضوء المنبعث من خلفه يبدو غريبًا، كالنجوم التي سقطت على الأرض.

سارة، بنظرة قلقة: "علي، مش حاسة أن ده شيء غريب؟ ده مش طبيعي."

علي، بنبرة واثقة: "أعتقد أن العالم بدأ يتغير من حولنا. ولاحظت أن الحاجات الغريبة دي بتظهر لما نكون بالقرب من مكان معين، زي المعبد."

ولكن ما لم يعرفه علي وسارة هو أن هذا الباب كان يقودهم إلى عالم آخر، عالم موازٍ حيث الزمان والمكان كانا يسيران وفق قوانين مختلفة.

العبور إلى العوالم الموازية

في اللحظة التي عبروا فيها من خلال الباب، وجدوا أنفسهم في مكان شاسع، لم يشهدوه من قبل. كانت السماء تتلون بألوان غريبة، وأرض مغطاة بحقول من الزهور الفوسفورية التي تنبعث منها ضوء غريب. كانت هناك هياكل كبيرة معمارية تطفو في السماء، كما لو أن القانون الجاذبية لم يعد يعمل هناك.

لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن هذا العالم الموازٍ كان يسكنه كائنات غريبة. كانت تلك الكائنات عبارة عن مخلوقات نصف بشرية، ذات أعين متوهجة، تتحرك بخفة شديدة وكأنها قادرة على عبور المسافات في جزء من الثانية.

علي، وهو يراقب المشهد بدهشة: "إيه اللي حصل؟ المكان ده مش زي أي مكان نعرفه. ده مش عالمنا."

سارة، وهي تقبض على يد علي: "إحنا مش لوحدنا هنا. في حاجة تراقبنا."

ظهور المخلوقات

بينما كانوا يتحركون بحذر في هذا العالم الغريب، بدأت المخلوقات تظهر واحدة تلو الأخرى، ثم وقفوا أمامهم في دائرة. كانت العيون الغريبة التي تحملها المخلوقات تراقبهم بحذر، وكل حركة من علي وسارة كانت تجذب انتباههم بشكل أكبر.

أحد المخلوقات، بصوت غير بشري: "أنتما لستم من هذا العالم. كيف عبرتم بين العوالم؟"

علي، وهو يرفع رأسه بثقة: "مش عارفين كيف وصلنا هنا، لكن لازم نعرف ليه جينا."

المخلوق، وقد بدأت نظراته تتحول إلى تهديد: "أنتم من عالم البشر، وأحيانًا تعبرون إلى عالمنا. لكن لا يمكن لكم البقاء هنا. هذا العبور له ثمن، ولن تخرجوا إلا إذا دفعتم الثمن."

لكن قبل أن يستطيع أي منهم الرد، بدأت المخلوقات تتحرك نحوهم بسرعة البرق، وكان علي يعلم أن هذه المخلوقات ليست كما تبدو. بدأ الأدرينالين يضخ في جسده. كان عليه أن يختار بين القتال أو الهروب.

المعركة المشتعلة

في لحظة حاسمة، هاجمت إحدى المخلوقات علي، متجهة إليه بسرعة. لكن قبل أن تلمسه، استخدم علي قوته الخفية، تلك القوة التي كانت جزءًا من اللعنة القديمة، وتفاجأ الجميع حينما أضاء جسده بضوء أبيض. كانت تلك القوة تمثل آخر ما تبقى من المعركة السابقة ضد الظلال.

سارة، التي كانت تحاول الهروب، لاحظت أنه لا مفر لهم إلا بالقوة، فاندفعت باتجاه أحد المخلوقات التي كانت تحاول محاصرتها. كانت عيونها تتوهج بالأمل، بينما استخدمت قوتها الخاصة التي اكتشفتها مؤخرًا، وتخيلت نفسها تسبح في نهر من الطاقة التي كانت موجودة حولها.

يوسف، الذي كان قد انضم إليهم بعد تلقي الرسالة الغامضة، استخدم المهارات التي تعلمها في دراسته للفيزياء الحديثة، حيث بدأ يتلاعب بالمعادلات التي كانت قد ظهرت له على هاتفه، وأخذ ينشئ تموجات زمنية تؤثر على المكان حولهم.

المفاجأة الكبرى

بعد معركة شديدة، وعندما كان الجميع على وشك الاستسلام، ظهر فجأة شخص غريب في السماء، كان يرتدي زيًا يشع بالنور ويملك قدرات خارقة.

الشخص، بصوت هادئ وقوي: "لقد جئتم في الوقت المناسب. أنتم تملكون المفتاح لعلاج هذا العالم، لكن لا تظنوا أن مهمتكم انتهت بعد. الآن تبدأ المعركة الحقيقية."

العودة إلى الحب

بينما كانوا يحاولون فهم من هو هذا الشخص، كانت اللحظات التي تجمع علي وسارة، وسط هذا الفوضى المدمرة، مليئة بالرومانسية. كانا يقفان جنبًا إلى جنب، متحدين ضد كل شيء. في تلك اللحظة، شعر علي بأن الحب هو السلاح الأقوى الذي يملكه، وحينما تبادلوا نظرات العيون المليئة بالثقة، كان قلبهما ينبض معًا في انسجام، كما لو أن لا شيء يمكن أن يهزّهما بعد الآن.

علي، وهو يبتسم لها: "إنتِ وكل شيء معاكِ، هو اللي خلاني قوي. معًا، هنقدر نواجه أي شيء."

سارة، بابتسامة هادئة: "وأنا معاكِ، مش هخاف من أي شيء."

ولكنهم لم يعلموا بعد أن تلك المعركة لم تكن سوى البداية. كل شيء كان يتهيأ لما هو أعظم وأكثر إثارة، عالم موازٍ غريب ينتظرهم، وعالمهم الحقيقي على حافة الانهيار.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.