Noorismail

شارك على مواقع التواصل

"خلينا واقفين ويا بعض كمان شويه وسبيني مع نفسي النهارده اتخيلك
ده انا كل وقت بتيجي وبتتقابلي بيا بحتاج يا دوب سنتين تلاته اتأملك"
يزورني طيفك فأشتاقك لحد الوله و الجنون للحد الذي يجعل أذني لا تطرب لحديث سوا حديثك للحد الذي يجعلني انتظر خلف النوافذ مترقبا متلهفا مشتاقا
اتمنى انغلاق المسافات و لقياك اتمنى ان اسكن بين ضلوعك بعيد عن همهمات البشر حتى تختلط مع ضلوعي و عندما اسمع نبضات القلب لا أعلم أهي دقات قلبي أم قلبك
رفقا بي يا وجعي و لاعزاء للغياب...
يديها الرقيقتان تتحسس كفه وهو راقد هكذا وتترقب صمته ونومه بلاقوة، اما هو ف شعر بوجودها وملامستها لاول مره حاول ان يتمسك بأصابعها وبتشبث بهم وهو فى عالم آخر من الغيب غير عالمها..
رآها تقف امامه بجمالها كالمعتاد وفستاتها القصير وجهها كالقمر الذى تعشقه تحدق به بمقلتيها العميقتين، حاول ان يلامسها ابتعدت.. ابتعدت خطوات حتى غابت!
_لو سمحتِ يا آنسة ممكن تتفضلى هو محتاج يرتاح شوية

قالتها إحدى فتيات طاقم التمريض فنهضت'سچى' من جانب فراش جواد ورحلت..

*قبل الحادث*
مجموعه من الكتب، كان يضعهم جواد ب صندوق من الكارتون وأخذ يرتب رفوف خزانته العلويه وينفض عنها الغبار حتى وجد صورة فوتوغرافية قديمه العهد ل والده!
هبط من أعلى المقعد ممسك بها يحدق مطولاً، وترجل نحو غرفه والدته اثناء مشاهدتها للتلفاز وبجانبها شقيقته يشاهدان فيلما للراحل_إسماعيل يس_ ويتضاحكان

_ماما، أنا لاقيت الصورة دى لبابا وسط حجاتى والكتب اللى كانت مركونة

لم تعيره الأم اهتمام وتحدثت وهى على نظرتها للتلفاز
_ماشى ياجواد هعمل ايه خليها معاك

جلس جواد بجانبها بالفراش وأردف ومازالت الصورة بيده
_استغربت لما لاقيت له صورة هنا، تقريباً أنت ِشيلتى كل الصور هنا ومفيش ولا صورة له مع حد او متشاله فحته

تركت والدته ريموت التلفاز ونظرت له بحده وأردفت
_باباكم كل واجبه ناحيتى دلوقت ادعيله بالرحمه، وبالنسبة لكم فهو هيفضل باباكم لحد م تموتوا
تنهد جواد كعادتها، كلماتها لاتريحه ابداً ولكنه يؤثر الصمت..
دلف إلى غرفته فتبعته نيللى وهو تتحدث له
_لاقيت صورة بابا فين ي جواد
_هنا

أعطاها إياها وعاد لما كان يفعل قبل أن يذهب إلى والدته فراقبته وأكملت تساؤلاتها التى ليس لها حدود
حب إستطلاعها وفضولها يقودها دائماً
_هو عن ايه كل الكتب دى ي جواد،. غير بتوع دراستك طبعاً بس كل أما اجى اسألك أنسى

كانت تناوله رواية _أسطورة أرض أخرى_يضعهم معهم ف أردف لها
_دى كتب وروايات اتكلمت عن الأكوان المتوازيه
_يعنى إيه الأكوان المتوازية

قالتها فاغره فاهها وتنظر له كالبلهاء فهبط من على مقعده وقام بلطم وجنتها بعفوية مضحكه
_حمارة زيك لازم تسأل يعنى ايه اكوان متوازيه
تبسمت نيللى وأردفت له ضاحكه
_ياعم إخلص انت هتتنطط عليّا، يعنى عملت إيه بدراستك وكتبك ما انت متلقح فمدرسة إعدادى بنين
إخصائى إجتماعى لشوية عيال بتشد كولا وبتسرق فلوس اهاليها وتروح تلعب بلايستيشن

امتعض جواد بشفتيه على ماقالته شقيقته للتو وأردف لها بنبرة ساخره
_خلصتِ ردح! الاكوان المتوازية دا موضوع الناس كلها بتتكلم عنه من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم دى حتى مذكورة فالقرآن، ربنا سبحانه وتعالى قال فكتابه العزيز
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا"
يعنى فيه كون تانى غير الكون بتاعنا دا، وفيه ناس وحياة بس لسه العلماء موصلتش له،فيه اشباههنا بس عايشين عيشه غير بتاعتنا دى بشكل تانى واسماء تانيه.. فاهمه حاجه؟

على هيئتها نيللى فاغره فاهها لاتفقه شيئاً ف أكمل هو
_طبعاً معزة ولا فاهمه حاجه، اللى عاوز اقوله لك انى بحب البحث فالموضوع دا بالذات وانى اطلع برة روحى وعيشتى دى لعيشه تانيه فالخيال وياترى الشخص اللى شبههى دى فالكون التانى بيعمل ايه
واسمه ايه وياترى ايه حياتى لو كنت فعالم تانى غير العالم بتاعى

نهضت نيللى من مكانها واردفت
_انا قريت عن اعلان لعيادة صحة نفسية يا جواد عالفيس بوك، هشوفلك ميعاد قريب عشان اخويا بيضيع منى
_طب امشى اطلعى برة

دفعها خارجاً وأكمل ما كان يفعله، وحينما إنتهى تسكع إلى مكانه المحبب أمام النيل حتى وجد "الملّوح" صديقه الاستاذ إسماعيل ف جلس بجانبه
_زهقان؟!

نظر إليه جواد وأومأ برأسه ايجاباً، ف أمسك اسماعيل بيده وأنهضه من مكانه
_تعالا معايا

أخذه اسماعيل دون أن يتفوه بالرفض أو الايجاب، سارا طريق ليس ببعيد حتى وصلا إلى غرفه تقبع خلف درج قديم بمبنى سكنى قديم متهالك.. أخرج إسماعيل مفتاحاً من جيبه وفتح الباب
دلف منه ودعا جواد للدخول.
ولج جواد ينظر فى أرجاء المكان، مكان غريب يشبه بمكان لتحضير الجان أو الاختراعات العبقرية المخبولة
وقف مكانه مشدوهاً ينظر هنا وهناك حتى قاطع نظراته صوت إسماعيل
_مالك؟
_ايه المكان دا

إبتسم إسماعيل، وأردف له
_دا المكان السرى بتاعى، محدش يعرف عنه شئ أنت وبس دلوقت اللى تعرفه غيرى
انا فيوم من الايام كنت مدرس أول فيزياء، وبعدها بقيت موجه للماده
مكنتش بشتغل عشان شوغلانه والسلام زى م أنت عامل فحياتك، انا كنت حابب اللى انا فيه وعاوزه
كنت بقرا هنا وهنا، اى ورقه تقع قدامى اقراها وافصصها واحللها.. وبسبب الفيزياء ونظرياتها
عملت حجات كتيره متصدقهاش، أنت أو غيرك

تبسم جزء من ثغر جواد بتعجب وأردف
_إختراعات يعنى؟!
يظل المرء مهابا حتى يتحدث، فإذا تحدث إما أن تعلو هيبته وإما أن تسقط!

أمسك إسماعيل بشيء من اشياءه وأردف إلى جواد
_سميها زى م تحب، المهم ان المكان دا اكتر مكان بحبه وبرتاح فيه فحياتى
وبسببه انعزلت عن العالم، واللى حواليا بقوا حاسين انى مناخوليا بسببه

قالها ضاحكاً ف إبتسم جواد وترجل خطوات متباطئه يوزع نظراته بين اشياء هذا الغريب، ولكن ما الذى سيخسره جواد اذا صدقه، هو بحاجه إلى رجل كهذا بحياته
يجعله يترك عالمه لعالم آخر، ومن يعلم!

_قولى يا جواد، إيه أحلى هديه جاتلك فعيد ميلادك؟

سؤال إسماعيل قطع شرود جواد إثرتجوله بين الأشياء العجيبة هذه، ف أردف إليه
_مش حاجه معينه، انا عندى معارف كتير لكن صحاب مفيش ممكن يكون قجراً ليا صديق اسمه حسن ظروفه غير شوية ويمكن دا سبب معرفتنا ببعض، كان كل عيد ميلاد ليا يجيب لى تى شيرت مثلا علم الاهلى عشان انا بشجع الاهلى تذكرة لحفلة لهشام الجخ عشان بحب الشعر بتاعه
رشا البنت اللى كنت بحبها كانت تهاجينى هدايا البنات الرقيقه دى، مج وعليه صورتنا سوا
قلوب ودباديب مع ان غُلبت اقولها دى مش هدايا شباب، نيللى اختى فعيد ميلادى بتاخد منى فلوس
كأنه عقاب أنى اتولدت اليوم دا عشان تقلبنى

قالها ضاحكاً ف أردف له إسماعيل
_طب لو قولتلك ايه الأمنيه اللى نفسك تتحقق لو اتمنتها تحصلك عيد ميلادك دا

شرد جواد مطولاً،السؤال اتاه على حين غره والمتعارف لدى البشر أن حينما تواجهه بسؤال ماذا تريد او ماهى امنيتك يتعطل المخ تماماً عن التفكير او عن إسعافك فى هذه اللحظه.
فهناك برأسه احلام بمذاق الغروب، مابين الاصفر والرمادى يكون هو هناك
بالمنتصف بقايا امله يكاد يكون معدوم، لخط فى منتصف عمره المهدور.
رفع رأسه الى إسماعيل وأردف
_عاوز اشوف بابا واسأله عمل ايه فوالدتى تخليه بعد كل العشق الل عشقته له تمحيه من جواها ب استيكه كدا بعد وفاته، عاوز اسأل رشا ليه مستنتش نكون سوا وعاوز أعرف هل وجودها جمبي كان هيبقى افضل ولا اللى هى فيه دلوقت أفضل
عاوز أسال زميلى اللى دخل الكليه اللى كنت عاوزها واشتغل الشوغلانه اللى كنت بحبها هل مبسوط وإيه احساسه فيها، هل هيكون زى م كنت هحس كما لو كنت مكانه!

نفسي ابطل تفكير فاللى جاى هيكون إيه واللى فات حصل ليه؟ مش ليا بس لكل اللى حواليا ايه الحكمه فكدا وليه..

هز إسماعيل رأسه متفهماً وربت على أحد كتفى جواد ونظر أمامه إلى اشياءه.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.