📖 محاولة قتل قاتلة - البارت الثاني (نُسخة مُعدّلة)
مرت أيام، ومرام استمرت في صيد ضحاياها بنفس الطريقة...
لكن هذه المرة، تجاوزت الخطّ.
لم تَعُد تقتل فقط المجرمين الذين يعبرون الطريق المهجور...
بل بدأت تصطاد أشخاصًا عاديين.
كل من يمرّ من هناك... أصبح فريسة محتملة.
الشرطة بدأت تلاحظ تزايد عدد البلاغات عن مفقودين،
لكن لم يكن هناك جثة واحدة.
وكأن الناس... يتبخرون.
**
في الحقيقة، مرام كانت تخزن جثثهم داخل القبو.
مملوء بالثلج، مبني بعناية،
كي لا تتحلل أجسادهم...
كي لا تترك أدلة.
**
وفي ليلة...
كانت مرام تقود سيارتها، تبحث عن فريسة جديدة،
حين أوقفها رجل في منتصف الطريق.
يبدو في منتصف الخمسينات.
وجهه هادئ... صوته مطمئن:
"ممكن توصّليني؟ بيتي مش بعيد من هنا."
ابتسمت مرام بخفة، وأشارت له بالدخول.
بدا عليها الهدوء، فقد اعتقدت أنه مجرد رجل عادي.
الرجل جلس بجانبها، أسند رأسه للخلف، وأغمض عينيه.
مرام شعرت بالاطمئنان،
فهو لم يهددها، لم يُخرج سلاحًا، لم يُشكك فيها.
لكنه فتح عينيه فجأة وقال:
"إحنا ماشيين في طريق غلط."
هنا رأت مرام الفرصة.
**
مدّت يدها إلى حقيبتها، وأخرجت زجاجة عصير.
وضعت بها سائلًا شفافًا، كفيلًا بإفقاد أقوى الرجال وعيهم.
ثم ناولتها له بابتسامة:
"أنا فعلاً لخبطت في الطريق... تفضّل العصير، شكلك تعبان شوية."
أخذ الزجاجة...
ابتسم وقال:
"محتاجها فعلاً."
وبعد رشفة...
سقط بجانبها، فاقدًا للوعي تمامًا.
**
عادت مرام بسرعة إلى منزلها.
ركنت السيارة، وصعدت لتحضر الحبال،
فهي تسكن في الطابق السفلي...
والنزول بالرجل لن يكون صعبًا.
لكن حين عادت إلى السيارة...
لم تجده.
المقعد فارغ.
لا أثر له.
تسارعت أنفاسها.
نظرت حولها، صعدت للسيارة، وبدأت القيادة بجنون.
كل الاتجاهات، كل الزوايا، تبحث عنه...
لكن دون جدوى.
**
شيء واحد جعل الدم يتجمّد في عروقها...
زجاجة العصير،
لا تزال في المقعد الخلفي،
ممتلئة...
لم يشرب منها قط.
**
أدركت مرام الحقيقة...
هو لم يفقد وعيه.
بل كان يراقبها.
**
في الصباح التالي، استيقظت على صوت جرس الباب.
نهضت بخوف، فتحت الباب...
الشرطة.
وبجانبهم... الرجل.
ابتلع وجهها اللون.
لكنها تمالكت نفسها وسألت الشرطي:
"فيه حاجة؟"
رد الشرطي بهدوء:
"معانا أمر باعتقالك."
صرخت مرام:
"ليه؟ أنا ماعملتش حاجة!"
قال الشرطي:
"هتعرفي كل حاجة... في القسم."
**
في غرفة التحقيق، جلس الضابط أمامها،
ووضع أمامها صورًا...
صور وجوه كثيرة...
كلهم... من قتلَتهم مرام.
أنكرت.
أنكرت كل شيء.
حتى دخل الرجل.
نفسه.
ابتسم الشرطي، وقال:
"تعرفي مين ده؟ ده أبوي."
تجمّدت مرام.
**
أكمل الشرطي:
"كنت أراقبك من فترة.
ركّبت كاميرات في الطريق المهجور بنفسي...
بس اللي ما تعرفيهوش، إن الحكومة حطت كاميرات قبلي بكتير، بسبب الحوادث هناك.
وكل فيديوهاتك موجودة.
كلها."
مرام تلعثمت:
"لكن... ليه تبعتلي أبوك؟!
وإزاي عرفت إني القاتلة؟!"
ابتسم الشرطي ببرود وقال:
"في يوم شفتك صدفة،
وانتي مع أحد الضحايا.
شكيت فيكي... لكن تأكدت لما شفت صورته بعدها ضمن المفقودين.
رجعت للكاميرات،
وكل الأدلة كانت واضحة.
بس كنت عايز أتأكد أكتر...
فأرسلتلك أبويا.
وهو شافك وانتي بتحطي السائل في العصير.
تظاهر إنه شربه...
وتظاهر بفقدان الوعي.
وأول ما نزلتي... خرج، واتجه للعربية اللي كنت مستخبي فيها،
ورجعلي بيها."
**
اقترب الشرطي منها، ونظر في عينيها:
"وها أنتِ الآن...
ضحية نفسك.
واللي صادك...
كان فريسة من نوع تاني."
يتبع...