في واحدة من المباريات الفريدة، التي حملت الرقم 50، وفي ختام الموسم الكروي الطويل (1913/ 1914) - برهن المصري الأسطوري حسين حجازي أن بريق موهبته لم يذبل، وأن قدرته على إبهار الجميع (خصومه قبل مشجعيه) لم تخفت أو تضعف.
ثلاث سنوات مرت منذ ظهوره الأول مع فريق دولويتش هاملت؛ لكنه سرعان ما سيغادر إلى وطنه (مصر)، ولن يعود مرة أخرى.
ولقد مثَّل حجازي مع زميله - في فريق دولويتش هاملت - آرثر «بوب» بوبل فريقَ إنجليش واندررز في المباراة الرابعة أثناء جولته القصيرة في إقليم الباسك الإسباني، ولُعبت المباراة ضد فريق راسينج دي إيرون، الذي يعد من أفضل الأندية الإسبانية، وكان على وشك الاندماج مع سبورتنج دي إيرون ليكوِّنا معًا فريق (ريال يونيون).
وفي المقصورة الملكية كان الملك ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا، وزوج حفيدة الملكة فيكتوريا حاضرًا، ذلك العاشق الكبير لكرة القدم، والراعي الملكي لعدد من الأندية الإسبانية بما في ذلك ريال مدريد وريال سوسيداد وريال بيتيس، وقد سُميت على شرفه مسابقة الكأس الكبرى باسم «كأس الملك».
وكتب الصحفيون وهم سعداء عن ضيوفهم:
* يُمثِّل الفريق الإنجليز أحد عشر لاعبًا بارزًا، أحد عشر عجيبة، وبخاصة المصري المتميز في مركز المهاجم الأيمن ( ).
وفي مكان آخر، كتبوا عن اللاعب النجم:
* حسين حجازي العملاق المصري، أكثر لاعب تُحُدِّث عنه في فريق إنجليش واندررز( ).
تفوق فريق العجائب «واندررز » تفوقًا تامًّا على راسينج دي إيرون بأربعة أهداف دون رد، وقدموا دروسًا متقدمة جدًّا في أداء كرة القدم المركبة، وبرزت مهارتا التمرير والتمركز لنخبة هواة إنجلترا بروزًا استثنائيًّا، وأبدع أحد اللاعبين بشكل كبير لدرجة جعلته محط أنظار الجميع.
وقبل عودة الملك ألفونسو إلى مدريد في المساء، التقى باللاعبين الزائرين وقدم لهم ميداليات تذكارية، واصطحب معه حجازي بشكل خاص، وقد ظن أنه إسباني، وحرص على تهنئته على أدائه الرائع، وسأله عن اسمه وعن المقاطعة التي جاء منها، وكان الرد المفاجئ:
* أنا مصري واسمي حسين حجازي( ).
وبعد هذه المفاجأة أعلن الملك ألفونسو أن ما شاهده في المباراة بعد ظهر اليوم كان أداءً متميزًا للغاية، ووصف حسين حجازي بأنه:
* El Rey de Foot-ball
ملك كرة القدم".
إن التفكير في ذلك أمر مدهش، فقبل 100 عام من سماع أي إنسان عن محمد صلاح نجم ليفربول، حفر ملك مصري آخر اسمه في دولويتش هاملت.