قبل أن أغوص لأبعد من ذلك تجب الإشارة إلى أن تاريخ ميلاد حسين حجازي وكذلك تاريخ وفاته يحيطهما الكثير من الغموض.
إن عبارة «مُغَلَّف بالأساطير Wrapt Simply in Mystery» قد نُشرت في عمود صحفي عام 1911، وكذلك كانت عنوان المقال الذي نشر عام 1998، الذي اقتبستُ منه فصول كتابي هذا الأولى - هي العبارة الأكثر لوصف تاريخ ميلاد حسين حجازي، فلقد صادفت نصف دستة مختلفة من التواريخ.
فلقد أبلغني خطاب من الاتحاد المصري لكرة القدم أنه ولد في (ديسمبر 1890)، ومع ذلك سجلت سجلات جامعة كوليدج لندن (أكتوبر 1890)، وسجلت كلية سانت كاترين في كامبريدج أن تاريخ ميلاده (14 سبتمبر 1891)، إلى جانب أن اللجنة الأولمبية سجلته (17 أكتوبر 1886) لتضيف مزيدًا من الارتباك.
ومع ذلك، فإن التاريخ في اللجنة الأولمبية يتطابق مع تاريخ آخر مسجل في صحيفة نمساوية نُشرت في يناير 1925، ففي تقرير عن جولة فريق هاكوا فيينا( ) في مصر، نقرأ:
* يبلغ حجازي كابتن الفريق بالفعل 38 عامًا( ).
وكذلك نجد تاريخين إضافيين مستمدين من تقارير الصحف المصرية في الأيام التي أعقبت وفاة حجازي، فقد ذُكِر في نعي أن ولادته في (14 ديسمبر 1889)، بينما جعلها نعي آخر (14 سبتمبر 1881)، والتاريخ الأخير مستبعد جدًّا، فهو يعني أنه ظهر لأول مرة مع دولويتش هاملت قبل أسبوعين من عيد ميلاده الثاني والثلاثين! ولا بد أنه خطأٌ مطبعي.
أما تاريخ وفاته فكان محيرًا بنفس القدر، فقد قدم لي الاتحاد المصري لكرة القدم تاريخ وفاة غير صحيح، بأنه عام 1958، أي قبل وفاته بثلاث سنوات.
ولفترة من الوقت، صار حسين حجازي مثل «ملكي صادق» في يومه الأخير، والذي جاء في وصفه:
* ملكي صادق، ملك ساليم، ... لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ( )
وبعد سلسلة طويلة من الأزقة الضيقة قادتني كلها إلى طرق مسدودة، أضاءت لي في النهاية تقارير صحفية تؤكد أن حسين حجازي توفي في أكتوبر 1961. ومع ذلك، فإن «تاريخ الميلاد» الرسمي لا يزال بعيد المنال. وكل ما يمكنني قوله على وجه اليقين «إن حسين حجازي ظهر لأول مرة مع دولويتش هاملت عندما كان عمره بين 19 و 24 عامًا».