shaban

شارك على مواقع التواصل

كانت تصعد إلى السطح؛ كي تطمئن على الخروفين اللَّذَيْنِ يلهُوان ويلعبان، فيهزَّان السقف الخشب، فينزعج الزوج، ويطلب منها أن تصعد لتراقب ما يحدث..
هذا اليوم انقبض صدرها، فهي لم تسمع الخروفين يلهوان كعادتهما!
فقررت أن تضع على رأسها الإيشارب الزهري ذي الوردات.. وتلبس الشبشب ذي الوردة الحمراء البلاستيكية الذي اشترته منذ أسبوع.. والذي انتشر بين المصريات انتشار النار في الهشيم..
تصعد متثاقلة، قد أرهقتها الحرارة.. تقترب من السطح.. لكنها لا تسمع سوى صوت خروفٍ واحدٍ فقط!
انقبض قلبها أكثر، فأكثر فقررت أن تصعد في سرعة..
وكانت المفاجأة. وجدت الخروف الثاني مُمَدّدًا على الأرض بلا حراك!
تلتف حول رقبته خِرْقة من "الخيش" الذي وضعه زوجها؛ ليقي الخروفين من حرارة الشمس..
لم تصدق عينيها، وأغْمِيَ عليها بجوار الخروف..
كانت ترسل ولدها الأوسط كلّ يوم في العاشرة صباحًا، حينما يقوم من النوم ومعه العلف للخروفين.. الدَّراوة متوفّرة، والبرسيم في موسمه..
يصعد إلى السطح، ويضع لهما الخضرة، فيأكلان في نَهَم، وحبور!
السطح يعجُّ بالدجاجات والدّيكة، تمرح وتقفز في "العِشّة" الخشبية. وتطلق صيحاتها منذ الساعات الأولى للفجر.. يشتكي بعض الجيران من الصوت، فيستسمحهم الزوج..
يضع الولد للدجاجات الذرة المجروشة، مع "العيش المبلول" بعد أن يفرغ الطعام القديم.. الذي وضعه البارحة.. يشمّ الطعام، قبلًا، فيجد بعض العَفَن الناتج عن تحلل الخبز مع تلك " الذرة المجروشة".. يمسك عصا، ويقوم بالتنظيف أوَّلًا مشيحًا بأنفه بعيدًا حتى لا يشم الرائحة!..
ذات مرة صعد الولد بالطعام كالمعتاد، فوجد ثعبانًا طوله حوالي مترًا، فنزل مفزوعًا خائفًا.. وأخبر أمّه في الدكان.. فأعطته خمسة وعشرين قرشًا، وأمرته بالتوجه للعطار ليشتري "شيحًا"، وأخبرته بأن "الشِّيح" يُستخدم لطرد الثعابين من البيوت!
نفَّذ ما طلبته الأم منه. وعاد بالشِّيح، فوضعت منه في صُرَرٍ صغيرة، وثبّتته على شبابيك الحمامات في كلّ دور.. والغريب أن الولد كان يصعد بعدها، فلا يجد أثرًا للثعابين!..
البيض كان كثيرًا، فكان يجمعه، وينزل به للأم، فتضع منه في "النَّمْليّة الخشبية"، فلم يكن لديهم ثلاجة وقتها.. وكانت أمه تهدي منه لعمَّاته، والجيران..
ثم إنه كان لديهم البط، والإوز.. أمه كانت تتولَّى تزغيط البط.. وتضع للإوز العيش المبلول مع الذرة المجروشة الصفراء، أو البيضاء الشامية..
إنها لا تزال مُسَجّاة على الأرض لا تتحرك. صعد الزوج للسطح بالفانلة والشورت الذي يصل لنصف ساقه؛ لما استبطأ نزولها إليه..
وجدها ملقاة بجوار الخروف الميت، فأحضر بعض الماء، ورشّه على وجهها، فأفاقت وظلت تبكي، فهدّأها. وحكت له ما حدث: ذلك أن الخروف أدخل رأسه في المظلة التي صنعها الزوج من "الخيش"، ولما لم يستطع أن يخرج رأسه مرة أخرى اختنق ومات!
استعوض الرجل الخروف عند الله، ونزل بزوجته من على السَّطْح..
عند الظهر، نادى على أحد الجيران. وكان يعمل عربجيًّا، فأحضر الرجل العربة الكارو التي يجرّها الحمار.. وساعد الرجل العربجي في إنزال الخروف ثلاثة طوابق- من السطح، وحتى الأرضي- كان وزن الخروف ثقيلًا يزيد عن الخمسين كيلو جرامًا.. ووضعه الاثنان بمساعدة الأبناء على العربة الكارو، وتوجّه به العربجي لأول كوم زبالة، ورماه هناك...........
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.