Nancy Hussain

شارك على مواقع التواصل

شمسٌ_بلا_أصدقاء

في حديقة عامة...
كانت تنظر نحو مجموعة من الأزهار عندما تراهم تشعر بأنك ترى أشخاصاً متحدون مع بعضهم البعض ولا تستطيع أن تفرقهم عن بعض هكذا كانت ترى تلك الأزهار حينها تذكرت أنها كانت تشبه تلك الأزهار في فترة ليست ببعيدة وقد إغرورقت عيناها بالدموع وظلت تبكي في صمت، بينما كان هناك فتاة تُدعى ”حنين“ كانت تتجول في تلك الحديقة وقد لفت إنتباهها دموع ”شمس العُلا“ فإتجهت إليها لكي تسألها عن سبب تلك الدموع قائلة:-أ تسمحين لي بأن أجلس بجانبك؟
ردت عليها شمس وهي تمسح دموعها حتى لا تراها وقالت لها بوجه لا يبالي:-تفضلي إجلسي..
نظرت لها حنين وقالت بوجه مبتسم:-أنا أُدعى حنين وأنتِ؟
ردت عليها شمس وقالت:-وأنا أُدعى شمس العُلا..
قالت لها حنين:-أ تسمحين لي بأن أسألكِ سؤال؟
قالت لها شمس:-حسناً تفضلي إني أسمعكِ..
قالت لها حنين:-لماذا كنت تبكين يا شمس؟
قالت لها شمس وقد بدأت في البُكاء مجدداً:-كنت أتذكر ماحدث منذ فترة وقد أوجعتني الذكرى لذلك بكيت..
قالت لها حنين:-وما الذي حدث؟، أني آسفة لو كنت أزعجتُكِ بأسئلتي الكثيرة..
قالت لها شمس:-لا عليكِ.... لقد كان لي أصدقاء كثيرين وكنت أُحبُّهم كثيراً ومن كل قلبي ولكن بعد فترة ما وبعد أن أصبحنا أصدقاء مقربين جداً إبتعدو عني ولم يتحدثوا معي كما كنت أتحدث معهم من قبل وعندما يروني يتجاهلوني وكأني هواء لا يُرى وكنت أراهم وكان معهم أصدقاء جدد غيري يضحكون ويلعبون ويمرحون معاً ويتجاهلوني حينها أدركت أنني لا أعني لهم شيئاً وإن كل ما عِشتَهُ معهم كان مجرد أوهاماً في عقلي وقلبي، أ تعلمين كلما أراهم أشعر بالحنين والعتاب تجاههم ولكن هل يُجدي العتاب مع من تخلى وهجر؟!، حينها أدركت بأنه كُتب علي أن أبقى وحيدة من دون أصدقاء ولا حتى رفيقة درب...
قالت لها حنين:-يالكِ من فتاة مسكينة حقاً!. لم أكن أعلم أنكِ تحملين كل هذا الحزن بداخلك، أ تعلمين هم الخاسرون لأنهم هجروكِ لو كنت مكانهم لما تركتُكِ أبداً..
ضحكت شمس وقالت:-ههههه أ حقاً كنتِ ستفعلين ذلك؟
قالت لها حنين:-نعم كنت سأفعل ذلك ولو تكرر الأمر لفعلت ذلك مجدداً و مجدداً،... أممم شمس أ تقبيلن أن تكوني صديقتي؟
قالت لها شمس بحذر:-نعم أقبل ولكن هل ستكونين مثلهم؟
قالت لها حنين بوجه بشوش:-لا لن أكون مثلهم ولن أجرح قلب صديقتي...
ومرت الأيام وكانو يتحدثون مع بعض بإستمرار في الصباح وفي المساء وفي كل الأوقات حتى مضت مدة طويلة وهم على ذلك الحال ولكن بدأت شمس تشعُر بأن حنين لم تعد تبالي بصداقتهما وقد إنشغلت كثيراً عنها وعلمت شمس سبب إنشغال حنين عنها وهم أصدقاؤها وظلت تُحدثها كثيراً وتعاتبها حتى بدأ الحديث بينهما يقل وبعدها أدركت شمس أن حنين كانت مثل أصدقائها السابقين وقد خدعتها بعد أن علمت بأن ذلك الشيء يجرحُها وقد فعلته، وعادت شمس كما كانت قبل أن تقابل حنين بل عادت أسوء بكثير من بعد ما حدث حتى في المدرسة كانت لا تتحدث مع أحد كما كانت صامتة طوال الوقت وكانو يُشفقون عليها وحاولو أن يتحدثوا معها ولكن كانت ترفض وإذا ألزم الأمر كانت تتركهم وترحل وهكذا عاشت شمس العُلا بلا أصدقاء وكانت دائماً تقول ”عِش الحياة بدون أصدقاء يرتاح قلبك وعقلك عن التفكير بهم لأنهم مجرد إسمٌ لا أكثر“...
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.