mohamedibrahim

شارك على مواقع التواصل

نزيف قلم، يسرد كل ما يجول بخاطرك، وقلبك و عقلك، نسرد بحبر قلم كلمات تشبه النزيف المتساقط، نسرد كلمات تتحدث عن روحنا، كل منا يشعر بحنين، يشعر بتعاطف، يشعرف بحزن، يشعر بسعادة، في هذا الكتاب نجمع كلمات ترى فيها كل شيء، من سعادة و حزن وحنين وتعاطف واشتياق، ترى فيها كل ما تشعر به ولا تعرف أن تبوح به، جعلنا من نزيف قلمنا كلمات من الحنين لكي تحن، كلمات من الإشتياق، كلمات من الحزن، كلمات من الألم، كلمات من الفراق، فاهو متنوع للغاية ترى بداخله ما كتبنا من أجلك.

#إيمان سعد'ست ورد

أحببتُ تلك الوحدة التي أودعتني فيها، أحببتها وكأنها أصبحت ملجائي الوحيد، أهرب إليها من العالم كله وأهرول حتى أصل إلى تلك الغرفة التى تضمني بأركانها، من أين جئت بهذه القسوة؟
وكأن قسوة العالم كله أجتمعت بك، جعلتني أخشى التعامل مع بشر، مؤلم أن توهب حياتك وقلبك إلى حجر، وكيف للحجر أن ينطق أو يشعر؟ لكنني اكتشفت ذلك مؤخرًا، اكتشفته بعدما وقعت في عشقك الذي أصبح لي كالأدمان، لكن مدمن المخدرات سوف يذهب إلى مصحة؛ كي يُعالَج، أما أنا في مصحتي هي عودتي إلى ديارِ حُبك، أخبرني بعد كل الذي فعلته بي كيف أذهب لها كي أتعافى؟ لن تجبني أعلم ذلك، لقد وصفتكَ من قبل بالحجر الذي لا يشعر ولا ينطق، آمالي بك خائبة دائمًا.

ندى عبدالعزيز.


الكِتمان قادر على أن يحول ما داخلنا إلى جمراتٍ من النار تحرقنا وتحرق أعضائنا، وتفتت روحنا حتى تصبح رماد، كيف له أن يحولنا إلى طاقةِ وقودٍ مشتعلة نسير بين الناس ولا يشعر بنا أحد، نسير بين الناس وبداخلنا مشتعل، وكأن الحريق هب داخل مدينة كاملة؛ حتى أصبح كل ما فيها فُتات رماد، نحن عندما نكتم بداخلنا لا نريد أي شيء صعب، كل ما نريده فقط شخصًا يطفئ تلك النيران التي بداخلنا ويحولها إلى جنة، نريد من يخرجنا من عبوديةِ التفكير المؤذي، نريد فقط قلبًا دافئًا مصغيًا يسمع ويشعر دون أن يصيبه الملل، نريد أن نشعر بأن العالم لازال بخير، وأنَّ الدنيا مازالت جميلة، لن نأخذ أكثر مما نستحق، بل بالعكس هذا هو ما نستحقه بالتحديد.

ندى عبدالعزيز.


أسوأ شعور يمكن أن يُراودك، هو شعورك بالخوف نحو كل شيء، مُنذ أن ولِدت وأنتَ تعيش في مخاوفٍ كثيرة، دعني أخبرك، وستفهم أنني على حق، عندما خرجت من بطن أمك وجدتهم جميعًا ينظرون إليكَ، وقتها شعرت بالخوف، عندما جاء أحدُهما يمازحك مُزاحًا سيئ وأنتَ طفلٌ بريء لا تفقه شيء، وقتها شعرت بالخوف، عندما ذهبت إلى مدرستك وفارقت فيها أمك لأول مرة وقتها شعرت بالخوف، لكن كل هذه المخاوف لا تكن شيء من مخاوفك الآن، أخبرني ماذا عن خوفك من المستقبل؟ ماذا عن خوفك من أن تشعر بالظلم وأنتَ بيدِك الحق؟
دعك من هذا كله، أخبرني عن خوفك وأنت تُهيئ حالك كل يومٍ؛ لإستقبال خبر رحيل أحد أعز الناس إليك، الخوف قادر على أن يُهلك عقلك وتفكيرك وجسدك، فكرة أنكَ تقاوم كل يوم مخاوفك في حد ذاته خوف، خوف من أن يأتي الوقت وتكون قد هُلِكت واستُنزفت من جميع النواحي، وتقع وقعة لا قيام بعدها، خوف من أنك تستسلم تمامًا، وتأتي مخاوفكَ وكأنها وحوشٌ تريد أن تلتهمك حتى تقضي عليكَ تمامًا.

ندى عبد العزيز.


مرَّ ثلاثون عامًا على النظرة الأولى، مرَّ ثلاثون عامًا وأنا مازلت أراكِ جميلة، رغم سقوط معظم أسنانكِ، رغم شعركِ الذي شاب مؤخرًا وأصبح كخصلاتٍ من ألماس، رغم تجاعيد وجهكِ، وضعف جسدكِ، رغم صوتك الذي أصبح خافت جدًا من ضعفه، إلا أنكِ مازلتِ تبهريني كل صباح وكأني أراكِ للوهلة الأولى، تبهريني بضحكتك الرقيقة التي خطفتني من أول مرة رأيتك فيها، تبهريني بدفء قلبكِ وحنانك، تغير الزمان وتغير كل شيء من حولنا، تزوجنا، وأنجبنا وربينا، وزوجنا أبنائنا، وكتب ﷲ علينا أن نرى الأحفاد سويًّا، تغيرت الدنيا وأصبح ما يحدث اليوم غير الذي حدث أمس، تغيرت الملامح وتغيرت الأماكن ولم يعد شيئًا ثابتًا على ما كان، إلا أنتِ، فحبُكِ في قلبي لم يتغير بعد، لازلتِ تبهريني بجمالك الذي لا يتغير أيضًا، أنظر لكِ كل ليلة وأتأملك مثلما كنتُ أفعل من قبل، مرَّ ثلاثون عامًا ولم تمر ليلة واحدة دون أن أتأمل جمالكِ فيها، كنتُ دائمًا أخاف الحياة بدونكِ، وأخاف أن ترحلي قبلي، وأخاف أن اترككِ وحدكِ، لن أتمنى من ﷲ شيء غير أن نرحل سويًّا كما عشنا سويًّا، فأنا كطفلٍ يخاف الحياة بدون أمه.

ندى عبد العزيز.


أتذكر يومها ما حدث بالتفصيل، كنت هائمة في فكري وأنظر للقمر، كنت أحادثه ليلًا وأشكوا إليه ضعفي وقلة حيلتي وكأن أحدهم مصغيًا لي، كنت أشعر بثُقلٍ على قلبي، إلى أن رنَّ هاتفي وقطع أفكاري، وضعت الهاتف على أذني وبكل أنانية وجحودٍ منه قال لي وداعًا قبل أن يُلقي عليَّ السلام، قال لي وداعًا بدون أسباب، قال لي سأرحل حتى النهاية ولن يمر عليكِ طيفي من الآن، سألته عن الأسباب؛ فرفض الجوابَ حتى انقطع الإتصال وانقطع الجواب، شعرتُ بريحٍ باردة أصابت قلبي من شدتها كادت أن تسقطني أرضًا، شعرتُ أنَّ القمر اختنق حتى اختبأ وراء السحاب، شعرتُ أن السماء امتلئت بالغيوم واشتدت ظلام، شعرتُ أنني فقدت نفسي للأبد.

ندى عبد العزيز.


أعلم جيدًا أنك لازلت تُعافر كل يومِ؛ لتبقى بهذه الابتسامة المريحة الخادعة، وهذا الثبات الذي لا يليق بانهيار روحَكَ، أعلم مدى محاولاتك في إخفاء الحرب التي تدور في خاطرك كل يومِ وكل ليلة، أعلم أن داخل عقلك براكين تثور ولا تهدأ، أعلم أن الكتمان أكل من روحك حتى الشبع، أعلم أنك تشعر بأن العالم أصبح سيئ للغاية وليس بالضرورة أن تبقى فيه إلى وقتنا هذا، وأعلم أنك فكرت في الانتحار أكثر من مرة وتراجعت في اللحظة الأخيرة، لكن الذي لا تعلمه أنت أنك قمت بالانتحار مُنذ زمن، منذ أول مرة بكيت فيها الليل كله وفي الصباح تصنعت الابتسامة، منذ أن أصبحت ترتدي كل يوم قناعٍ جديد؛ لتظهر وجه جديد لم يظهر عليه الحزن قط، أنتَ بالفعل انتهيت منذ زمن ولم يبقى من حقيقتك شيء.

ندى عبد العزيز.


سأسرد عليكِ حديثي هذا؛ لعلي أهدأ قليلًا، كنتِ لي عوضًا بعد فقد، فروحَكِ تشبه الجنة، وهل لي الحق أن أرى الجنة؟ نعم فأكرمني ﷲ ورأيتكِ أنتِ، فأنتِ نعمة من ﷲ تستحق الشكر والثناء كل يوم، كنتُ قد أضللتُ الطريق من زمن وأصبحت تائهًا وفقدت الأمل في عودتي، لكنكِ كنتِ لي طوق النجاة الذي هداني لطريق الصواب، بعثكِ ﷲ لي؛ كي ترممي فتات روحي، أنتِ جئتي؛ لتجعليني لا أرى في هذه الدنيا سواكِ، لا أعلم كيف أختم كلامي هذا، ولكن لتهدأ روحي، أنا، أنا أُحبكِ، أحبكِ منذ أن رأيتك للوهلة الأولى، فأنا رأيتكِ بقلبي وليس بعيني، لا أنتظر منكِ رد، أعلم أنكِ لن تجيدي الرد على كل هذا الآن، أنا فقط أردتُ أن أُُهدئ روحي.

ندى عبدالعزيز.


تتناثر روحي كلما أتذكر مشهد وفاتك، كل الأحداث تُسرد أمامي كل يوم وكل لحظة، أتذكر حينما هاتفتني إحداهن بنبرة صوت تمزق القلب تمزقًا وصوتها يجهش في البكاء، أتذكر أمرها لي بأن أذهب للبيت بأقصى سرعة لدي، أتذكر عندما ترددت بعض الكلمات في أذني التي كادت أن تصيبني بفقدان السمع من شدتها، كل من حولي يرتدون الأسود، كلهم يبكون وينظرون لي في حزن وشفقة، حتى الملائكة كانت تردد: ماتت التي كنا نرزقك من أجلها.
وأنا أصبحت كالمولود الذي ينظر إلى الدنيا لأول مرة ويشعر كأنه تائه وغريب، كنتُ أتمنى يومها أن يأخذ ﷲ بسمعي وبصري حتى لا أشهد وفاتكِ ولا أستمع لما يقولون، كنتُ أتمنى أن تنقضي حياتي حتى ولا أستكملها من دونكِ، كنتُ أتمنى أن تكونين بجانبي في كل لحظة، من يوم رحيلكِ لم يعد لي مأوى؛ فأنتِ كنتِ مأواي الأول والأخير، طاب قبركِ واتسع وأنار حينما ضمك وكأنه يحتضن نجمة من السماء، أنتِ تُنعَمين عند رب السماء وأنا مازلتُ أُعذب من دونكِ في دار الفناء، رحمكِ ﷲ يا أغلى من روحي، رحمك ﷲ يا أمي.

ندى عبد العزيز.

رأيته أول مرة كان شاردًا في أفكارهِ، نظرته صائبة نحو اللاشيء، عيناه لامعتان وكأنهما مخلوقتان من شعاعِ الشمس، خطفني بهذه النظرة برغم إنها لم تكن لي، وهكذا كل فعل وحركة وكلمة كانت تخطفني هكذا، كان كالحلم الصعب تحقيقه، وكنت أنا كطفلة في عمر الخمس سنوات التي تريد دمية أحلامها، فظلت تُلِح على والديها؛ كي تقتنيها، فكانت فرحتي به كفرحة هذه الطفلة التي حصلت على دميتها، ف عندما قال لي «أحبكِ» كنت أقفز حتى ظننت أنني سأصل إلى عنانِ السماء، كان صراخ الفرحة يعلو المكان وكأن الدنيا كلها أصبحت ملكي أنا، أذكر هذه الليلة جيدًا ومهما مرَّ من العمر ستبقى عالقة في ذهني وكأنها حدثت بالأمس.

ندى عبدالعزيز.


دعنا من الخلافات التي حصلت بيننا، لا تهتم بمن المخطئ والمصيب، اترك هذا كله ودعني أسألك: ما رأيك أن أدعوكَ السادسة صباحًا وقت الشروق ونحتسي قهوتُنا المعتادة؟ ما رأيُكَ أن تجلس أمامي ما بقيَّ من عمري وأنا أتأمل عينينكَ العسليتين؟ما رأيُكَ بأن تربط بيدٍكَ على يدي و تعدنِي بأن لا ترحل مهما حدث؟ ما رأيك في أن تتحمل تقلبات مزاجي وعصبيتي المفرطة؟ ما رأيك أن تحبني مثلما أنا بكل ما أملك من سيئ وجميل؟

ندى عبد العزيز.

تراكمت الأحزان في قلبي حتى تغير كل شيء بداخلي، وتحوَّل من إيجابي لسلبي، فتعجبت، متى سأصبح إنسان عادي كباقي البشر وأعود إلى طبيعتي؟ لم أجد أحد أسأله، فسألت نفسي؛ فلم تجيب، فكررت السؤال، متى سأعود إلى طبيعتي؟ فلم تجيب، فكررت السؤال عدة مرات؛ فلم تجيب، فسألتها: لماذا لا تجيبي؟ أنا أسألك، من حقي أعرف متى سأمارس حياتي طبيعية كباقي البشر؟
وأخيرًا أجابت: عندما ترضي بما قسمه ﷲ لكِ من الدنيا، لا تحزني على من فارقكِ؛ لأن ﷲ كتب لكِ هذا، ولا تشغلي نفسك بما ليس لكِ؛ لأنه ليس من حقكِ، ولا تعاتبي من فارق؛ لأنه أراد الفراقر وكل هذا بأمر ﷲ وحده.
فصمتت بعد سماع هذا الكلام.
فسألتني لماذا صمتتِ ولا تجيبي؟
فقلت: صدقتِ.

بقلم آية الجوهري.


سألت الفرحة: لماذا لا تأتي لي؟ لماذا لا تدقِّي على بابي، أنا دائمًا أنتظركِ، وكل يوم أنتظر، وأنتظر، وأنتظر، حتى حزن الانتظار مني، أجيبيني، أنا أسألك، لا تصمتِ.
أجابت الفرحة وقالت: من أنتِ أيتها الفتاة؟ لماذا آتي إليكِ؟ أنتِ لا تفعلي شيء حتى آتيكِ، أنتِ دائمًا بائسة، دائمًا تُفكري في الذي مضى من حياتك، كيف لي أن آتي إليكِ وأنتِ لا تسعي لفعل شيء من أجلي؟
فصمتت
فقالت: لماذا تصمتِ وأنا أسألك؟ أجيبيني، لماذا تضيعي من وقتك على الذي لا يُفيد بشيء؟ لماذا تُهلكِ نفسك بنفسك وتنتظري أن آتي إليكِ؟ أنتِ إذا بقيتِ على هذا الحال تفكري في الذي مضى من حياتك، فأبشرك إنكِ ستموتي هكذا، ولا شيء سيتغير، وستبقي حزينة، وأنا لن أدق على بابكِ أبدًا حتى تسعي إليّ،
أجيبيني، لماذا لم تجيبي؟
وأخيرًا أجبت منحنيةً لتلك الفرحة معتذرةً، أنا أخطأت في حقي قبل حقك، أنا طلبت منكِ شيء واجب عليَّ أنا فعله، ليس أنتِ، التغير واجب عليّ.

آية الجوهري.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.