القصة الاولي
يحكى أن رجلا بسيطا تتلمذ على السيرة النبوية العطرة وتربى عليها جيدا كان يعمل موظفا في إحدى الشركات، كان لا يخاف في الحق لومة لائم، دائما ما يفعل الصواب ولا يفكر في عوائقه لذلك حنق عليه كل رؤسائه في العمل والذين لم يروا تقصيرهم بل رأوا همته وإخلاصه في العمل، وكيف لشمعة منيرة مضيئة تشتعل لمدة أطول وتبين قصورهم، فكادوا له وعزموا على طرده من العمل ليس ذلك فقط بل عزموا على أن يطلبها بنفسه، وكانت الخطة أن يتم نقله كل فترة بسيطة إلى قسم جديد بالشركة حتى يمل ويقدم استقالته، ولكنه كان رجلا مبدأه الوحيد “واصل عملك دوما، وإن الله يحب من أتقن عملا”، وبكل قسم جديد كان يثبت جدارته ويكسب محبين له، ذهل كارهوه من مدى محبته لعمله حتى وإن كان صعبا بمراحل ومدى محبة الناس له فقرروا طرده نهائيا؛ وقبل تنفيذ مكيدتهم الأخيرة حضر مدير أكبر الشركات في ذلك المجال وتوسل إلى الرجل أن يعمل لديه بالأجر الذي يريد، وعندما سأله الرجل لماذا؟، أخبره بأن المنصب الذي يحتاجه فيه يتطلب خبرة واسعة في كل أقسام الشركة وبالنظر إلى سيرته العملية فقد شغل كل الأقسام وأثبت فيا نفسه وقمة براعته وعن جدارة.
الحكمة: اتقِ الله دوما وسيجعل الله لك من كل ضيق فرجا ومخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب.
• القصة الثانية
يحكى أن كان في يوم من الأيام سائق تاكسي يركب معه رجل، كان يسير بسيارته في سلام وأمان وإذا بسيارة تسير بسرعة فائقة تتقدمهم بمسيرتها وتقف مرة واحدة، حاول السائق تفادي الاصطدام بها بكل ما أوتي من قوة ونجح بفضل الله في ذلك؛ ولكن الأدهى من ذلك أن سائق السيارة الأرعن نظر إلى سائق التاكسي بنظرات لا تحمل إلا الغضب المميت، هنا نظر إليه السائق بابتسامة خفيفة تحمل كل المودة والحب ولوح إليه بيده ومضى قدما في طريقه…
ذهل الراكب من حال السائق مما دفعه إلى سؤاله: “كيف أن تتصرف بهذه الطريقة مع شخص كدنا بسبب أفعاله المتهورة أن نلقى حتفنا؟!”
أجابه السائق: “تقريبا بكل يوم بحياتنا نصادف أشخاصا يتشابهون مع ذلك الرجل، لديهم شحنات كبيرة من طاقة الغضب فهم أمثالهم كأمثال البارود القابل للاشتعال بأقل فرصة لذلك لا أحب أن أكون سببا في اشتعالهم ولا أحب أن أحمل شحنات مثلهم، كل ما أكنه لهم حبي في أن يكونوا بكل خير فالحياة قصيرة جدا في أن نضيعها في الندم على أشياء قد فعلناها في لحظات غضب منا”.
القصة الثالثة
يحكى أن في يوم من الأيام ذهبا صديقان إلى ضفاف النهر ليصطادا السمك، فاصطاد الأول سمكة كبيرة فسعد وحملها وقام منصرفا…
فسأله صديقه: “لم العجلة على الرحيل وأنت لم تصطاد سوى واحدة؟!”
فرد عليه الثاني: “ولم أبقى وقد اصطدت سمكة كبيرة؟!”
الأول: “اصطاد المزيد وافعل مثلي”.
الثاني: “ولم علي أن أفعل ذلك واصطاد المزيد من السمك، فهذه سمكة كبيرة تكفينا جميعا”.
الأول: “بع ما يزيد عن حاجتك”.
الثاني: “ولم علي فعل ذلك؟!”
الأول: “حتى تجني منه المال”.
الثاني” ولم علي فعل ذلك؟!”
الأول: “حتى تصبح ثريا”.
الثاني: “ولم علي أن أفعل ذلك؟!”
الأول: “حتى تتمكن من توفير المال الكثير في كبر سنك وتستمتع به مع زوجتك وذريتك”.
الثاني: “يا صديقي العزيز ولم علي أن أنتظر حتى يكبر سني لأستمتع مع أسرتي؟!، أنا ذاهب إليهم الآن حتى أستمتع معهم بكل لحظة من لحظات عمري”
الحكمة: يضيع عمرنا في البحث وراء جني المال وطرقه المختلفة وننسى دائما أن رزقنا مكتوب في السماء قبل خلقنا
.............................................................