Horof

شارك على مواقع التواصل

الصفحة الأولي
البداية


كانت البداية في ذلك القرار المكين.
عندما كنا أصغر من قطرة الحبر الضائعة علي الأوراق.
عندما كنا لا نعي من نكون.
عندما كنا بعضا من اثنين التقيا لنصبح نحن.
إنها بداية الحكاية.
حكاية كل إنسان خلف ذلك الجدار الرخو.
لنقترب أكثر لنرى أنفسنا تلك الوحدة التى تكبر في تسارع محموم لتصبح أكثر دونما انفصال.
كيان واحد من عدة وحدات، كانت متماثلة، ثم اختلفت لتصبح أنواع، ولكن ظل الكيان واحد.
لا يعي شيء مما حوله سوى أنه ينمو بسرعة كأرنب مذعور.
يكبر تجاه المجهول من وحدة قاتلة.
مستقر في مكان مظلم يبغي الصحبة، فهو اجتماعي بطبعه.
يكبر ... يتمايز ... يتشكل ...
هنا العظام تكسي باللحم.
نرى اليدين، و القدمين.
وبالرأس العينين، و الأنف، و الفم.
إنسان كامل من خلية ضئيلة منفردة ضائعة يتيمة.
سبحان الخالق إذ أبدع.



الصفحة الثانية
سكون


هل أصبح ذلك الجنين الضئيل المتمايز الأجهزة إنسان؟، أم أن السكون له عنوان؟
بل هو عين البيان.
إنه مجموعة خلايا متمايزة تعيش، و تتنفس بما رزقها الله به دون تعب.
غذاء يماثل طعام الجنة، فهو بلا فضلات تضر.
كل شيء كسيرته الأولي.
عندما خلق آدم، و لم تلمس شفتاه الثمرة المحرمة.
ذاك الجنين الساكن يعيش، ويتنفس بفضل الله، ولكن ليس بإنسان.
فالروح لم تسكن الجسد، ليصبح إنسان.
هذه الخلايا لا تعي من تكون.
ولا تعي شيء سوى أنها يجب أن تنفذ أمر الله المسجل في مادتها الوراثية.
تنتظم ... وتتشكل ... وتكبر ...
علي الرغم من الظلمة، لا تصاب بالرهاب.
وعلي الرغم من الوحدة، لا تشعر بالضجر.
إنها خلايا إنسان دون إنسان.
إنها سكون، مستقر، ثابت.
سكون تظنه الخلايا دائم، ولكنه ليس بدائم.
إنه بضعة أسابيع ، ثم يتبدل كل شيء، ولا تعد لكلمة السكون مكان.
بل حلم تتمناه مالكة الجدار، ولكنه لا ينال.



الصفحة الثالثة
حكايتنا


في ورقتنا الثالثة
نبدأ بسرد حكاية جميلة
لوحدة تحولت لرفقة
سكون أصبح حركة
حكاية حياة خلف الجدار الرخو
حكاية كل إنسان
ولكنها تختلف
ففيها شريكان متجاوران
جمعهما المكان
فأصبحا أخوين شقيقين، توأم متحاب
إنهما اثنان في واحد
وواحد في اثنين
إنها صفحات مشتركة تجمع تاريخهما قبل الخروج
المسيطر علي ما بعده دونما شعور من أحد
إنها حكاية يرويها القلم في صفحات من خلف الجدار
هيا بنا
فالقلم شد رحاله إلي الأوراق مسرعًا
يبغي أن يبدأ بالسرد
لينتظم الجميع، ونتحلق حوله
هل انتظم الجميع؟
حسنًا جدًا
فليبدأ القلم حكايتنا
ماذا قلت يا صغيرتي؟
تنتظرينها بشغف
فلنصمت جميعًا، لنرتوي من عبير القلم.


الصفحة الرابعة
اللقاء


-"يا إلهي ما هذه الظلمة الحالكة؟، ترى أين أنا؟"
قالها، وهو يتمطى، ثم أخذ يحرك ذراعيه متلمسًا ما حوله، عساه يعرف أين هو؟.
جذب انتباهه صوت ملائكي ناعم يتردد صداه. سبح تجاهه بسرعة، لعل في قربه المعرفة و الأمان، ليجد يدًا حانية تربت من خلف الجدار المرن. مد يده ليلامسها، وهو يقترب، فإذا به يصطدم بيد كيده تحاول تحسس الجدار لملاقاة اليد الحانية.
كان الصوت الملائكي يناديهما برقة، فتناسيا الصدمة، واقتربا أكثر من الجدار. أخذا يتزاحمان ليقتربا من تلك البقعة التي يشعران بأن تلك الرتبات الحانية تأتي من خلفها.
انفجر الأول غاضبًا، وهو يسأل:"من أنت؟، ولماذا تزاحمني؟"
رد الثاني بغضب مماثل:"إنه مكاني، ثم من أنت؟، وكيف اقتحمت عالمي؟"







0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.