Horof

شارك على مواقع التواصل

رسالة شاب عشريني

أيها الناس عمزيوم يلقي عليكم السلام، حتّى أنه يريد أن يبعث لكم برسالة، لا يهمه ان تصل لكم، ما يهمه أن يوصلها لكم، أن يرسلها لكم. رسالة بعنوان ''شاب عشريني".
يولد الإنسان طفلًا، ويكبر في أحضان والديه، يكبر تحت رحمتهم وكل شيء تحت رحمة الله. يكبر ويصبح شابًا؛ ويظل شابًا رافضًا لكل أنواع استعباد المجتمع، ولكي ينتقموا منه نادوه بالمراهق.
في سن الشباب تبدأ الحياة، تمنح لنا الطبيعة اكتشاف الحياة، في المقابل، يحاول المجتمع سلبه منا.
دعونا نحتفل بأنفسنا، بالعمر الجديد. امنحونا وثيقة الاستقلال، وفكونا من كل الأكبال..
دعونا ننطلق فينا، نضم الحرية فينا. فنحن كعصافير خرجت من القفص للتو.
سنلوم بعضنا، ونلقي العتاب على أنفسنا، فالخطأ منا وإلينا، ولا دخل لكم فينا.
سنصرخ فوق الأسطح، وفوق خيوط الزمان، سنتأرجح، سنسقط من أعلى النواطح. دعونا نتخاصم ونتصالح، نمد أيدينا للتسامح.
سنخلق المشاكل، ونقوم بحلها.. نَفِرُ من المنازل ونعود إليها.
سوف نحب بعضنا ونغازل أحباءنا، نفترق عن بعضنا، ونعود متى شئنا لبعضنا.
دعونا نتزوج، ونمارس الجنس، نراقص الشياطين أو الإنس، وفي أذن إبليس نهمس.
من اليوم فصاعدا، لن نخاف، سنخالف كل الأعراف. فالله خلقنا ونبض فينا الاختلاف، و أزال منا كل صفات الخراف.
دعونا ندخل صالات الرياضة، وسنجعل أجسامنا أمام كل العنف صامدة، سنشتري الثياب ذات الأثمنة الباهظة، ونحجز لنا غرفًا في فنادق السادة.
أيُّها الناس، نريد أنْ نعيش بدون قيود، حياة بسيطة بعيدة عن كل الغموض.
أيُّها الناس، منا لا تخافوا. في كل الطرق، لن نخلف وراءنا سوى الورود.

رسالة محبط


أيها الموت خلصني، أنا متعب. اليوم كان ملك الموت بجانب منزلنا، فور علمي بذلك أتيته مهرولًا، لكن أخبرني أنه لا يزال يستمتع بعذابي، تبا خلصني. أنا متعب.
في كل مرة أرى فيها ميتًا أشعر أنّه يشبهني، أنّه أنا، لكني، سأضع إصبعي على شرياني، لأجد أنه لا يزال ينبض، لا يزال ينوح ويبكي.
لا أحد يعلم بحالتي، سوى ذلك الحبل، نعم حبل المشنقة. إنه صديقي المقرب، إنه خليلي المهذب، لا يتكلم، لكنّي في كل مرة أضع فيها يديّ على عنقه يخبرني بأنه هو كذلك يختنق، هو كذلك مع الموت يتعانق.
سأحكي لكم قصة صداقتي معه؛ دخلت مرت على الويب، سألته على كيفية عقد حبل المشنقة، هيهه (ضحكة استهزاء) أتعلمون بماذا رد علي، أخبرني أني أحتاج لطبيب نفسي.

تبًا للطبيب، تبًا لنفسي، تبًا للويب، تبًا لشخصي.
ذهبت لأخترع حبلا، "آه ما نيس يئد أوسين الفلوس" ، بل نشلته، نعم قمت بسرقته. أخذته بعيدًا، ذلك اليوم كان لي عيدًا، كان لي كحفل زفاف، لقد تزوجت يا ناس، الحبل أصبح خليلتي، أصبح صديقي.
المجتمع يمنع زواج المثليين، الحبل ليس مثلي، أنا هو الذي أصبح مثله.
المجتمع هيهه (ضحكة استهزاء)، يَحْرِم منا الحياة، كما يَحْرِم منا الموت، المهم بالنسبة له أن تبقى معلقًا بين اللا حياة و اللا موت.
لو كنت أعلم أني سأجدكم في الجنة كلكم. لَمَا طلبت الجنة، "باش نتهنا''.
لكن سأطلب من إلهي الصفح عني، و أنْ يبني لي جنة لا أجد فيها أي إنسان.
أنا لستُ ملكًا، و لستُ رسولًا، أنا متعب أنا محبط.


محاكمة قاضي

اليوم جاء دورك أيها القاضي، فهل سأرفع يدي وأقسم أنّني سأقول الحقيقة؟! أم أنك سترفع يديك الاثنين وتقسم أنك ستسمع الحقيقة؟!
حقًا أنا المتهم، لكن هذا دوري في الكلام،
* "Shut up" اصمت أيها القاضي أنت فقط استمع ...
أيها القاضي، أدخلتني السجن في الماضي، اليوم أنا سجانك.
كم مِنْ بريء سلبت منه حياته، هل كنت تنام مرتاح الضمير؟
كم مِنْ قلب أعدمته، هل علمت بأنك كنت خادمًا للوزير؟
اصمت أيها القاضي، فأنا على كل أحكامك غير راضٍ، باختصار "أنت ظالم''
قتلت في نفسي، ولا أحد قضاك، رأيت فيك ظالمًا، و لَمْ أكن أستطيع أن أراك.
اليوم يحق لي أن أدلي باعتراضي، ولا أحد من حقه أن يجمع أغراضي.
اليوم سأحاكمك أنا؟ شاهدي الوحيد ذاك الذي يفتتح ظلمك بــــ "محكمة''
أتدري كم من مرة قتلتني؟ وفي كل السجون رميتني .
أتدري ماذا سأفعل بك اليوم؟ أترى أني سأنزع منك القلم؟
كل العالم ينتظرني، كل العالم يتشوق لحكمي، كل العالم يحقد عليك أيها القاضي.
الآن، لن أحاكمك، سأكون شاهدًا عليك، أمام قاضي السماء، في محكمة السماء.
انتهت المداولة.

حين أموت

حين أموت أنا، سأصمت للأبد، سيصبح كلامي من الماضي، سأصبح أنا من المحذوفين.
مباشرة بعد موتي سأصبح مخيفًا. لا أحد يقترب مني، آه آه كلامي هذا سخيف، فأنا حيّ، ولا أحد يقترب مني.
حياتي وصلت لنهايتها، شواهدي لم تعد صالحة. تجاربي لم ينفع منها سوى تجربة العشر ثواني قبل الموت.
صوري وملفاتي على الحاسوب، ستُحذف، و تصبح من النفايات.
هاتفي سيعاد برمجته من جديد، سيستعمله أحد الأقارب.
كتبي ستباع لأحد لا يعرفني، دفاتري ستُحْرق بعيدًا عن المكان الذي كان منزلي.
ملابسي. سيتبرعون بها للمجهولين.
حسابي على الفايسبوك ليس سوى رقم، سيُحذف مهما مر الزمن.
آه أعضاء جسدي، سأتبرع بها لإحدى المستشفيات، لكن سأتحدث عن ذلك فيما بعد.
والأهم يدي، سأتبرع بها لإحدى المشعوذات، ربما ستحتاجها، "أديس تفتل أبلبول'' .
في اليوم الذي أتيت فيه لهذا العالم، كنت متأكدًا أنه سيأتي هذا اليوم. صادقت جميع أيامي، لكن لم أصادق هذا اليوم. لقد وضعته جانبًا كما أضع كتابًا على رفه المنسي هناك، يملأه الغبار.
سأموت أنا، أنسى نفسي، لاسترح، سيأتي الزمان بمن سيعوضني، لن أبكي، سأمسح دموعي، فأنا لا أستحق.....

أنا وعمري

لا أدري مِنْ أنا. وما علاقتي بعمري؟ لا أدري لماذا أنا موجود وما هو مصيري.
وضعني الزمان في هامشه، ونساني هناك، لكن وضعت يدي وصنعت زماني.
لا أحد من البشر تدخل، في نفسي لا أحد تدخل، أنا الذي سافر معي أنا الذي عاد معي، أنا الغريب، وأنا المستمر مع نفسي، حتى النهاية.
أنا الشر، وأنا الخير، أنا الداء، وأنا الدواء.
أتيت لهذا العالم؛ لأحقق توقعاتي، وليس توقعاتك،
حتى وإن لم أحقق توقعاتي، فأنت لا دخل لك.
اليوم، أردت أن أشرح لنفسي أنّي أنا عمري، أمّا الآخرون فهم غبار يصيبني بالعمى.
اليوم، جئت لأشكر كل هؤلاء الأوغاد، فهم من كانوا سببًا للكتابة والإلهام.
اللطف ما نفعني، كل قبحي هم من صنعوه، لكنّه كان وسيلة لدفاعي.
في عمري، لم أكن يومًا حزينًا، لكنْ، كثيرًا ما أشفق على الآخرين.
لا أريد أن أكون الأفضل، لكني أريد ألا أقارن بأي شخص كان، أنْ أكون استثنائيًا...
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.