Horof

شارك على مواقع التواصل

خلفية خشبة المسرح عبارة عن مساحة سوداء يظهر فيها عدد من الأشجار والقمر في الركن الأعلى الأيمن لخلفية المسرح باللون الأبيض الوهاج وهناك شجرتان الأكثر وضوحاً في خلفية المسرح وبينهما مساحة سوداء خالية.
هناك مقعد مطلي باللون الأبيض موضوع بين الشجرتين المرسومتين على الخلفية، ورجل على يسار خشبة المسرح يقف بعربة سوداء يبيع غزل بنات لونه أبيض فقط وهو يرتدي جلبابا أبيضا وعمامة سوداء.
فتاتان تدخلان من يمين خشبة المسرح وتتجهان إلى المقعد الأبيض وتجلسان عليه.
الفتاة الأولى (الحزن بادي على وجهها): لقد خسرت كل شيء يا رحاب... خسرت كل شيء.
رحاب (تحاول أن تبتسم وهي تقول): لا تقولي ذلك يا ثُرية، غداً سيعود مرة أخرى، كما كان يحدث في المرات السابقة.
ثُرية (تهز رأسها نافية): ليس هذه المرة.
يقترب منهما بائع غزل البنات مبتسماً وهو يمسك بكلتا يديه غزل البنات ويميل نحوهما يناول كل منهما واحدة ، ويعود إلى مكانه مرة أخرى.
الفتاة الثانية: يكفي أنه قتل ذلك الشيطان.
ثُرية: هل تضحكين على نفسك يا رحاب؟, هو ليس الشيطان الوحيد بالمدينة، كلنا شياطين بدرجات مختلفة.
رحاب: كما قلتِ، بدرجات مختلفة، إذن هو يستحق الموت، أنه بطل في نظر العامة يا ثُرية.
ثرية: وأحمق في نظري، لأنه تركني وحيدة وهذه المرة إلى الأبد، لن يغفروا له فعلته أبداً، سيعملون على أن يبقى في السجن حتى يتعفن.
ثُرية: (تقف غاضبة) سأرحل الآن.
رحاب: لم تأكلي غزل البنات بعد.
(ثُرية تتجه إلى بائع غزل البنات تناوله الواحدة خاصتها وتستدير نصف استدارة لرحاب التي وقفت مكانها)
ثُرية: هل سترحلين معي؟
(بعد كلمتها الأخيرة يدخل رجلان ضخمان من يمين خشبة المسرح يرتديان الحلة السوداء ويعترضان سبيل ثُرية التي بدأت التحرك باتجاه يمين خشبة المسرح)
الرجل الأول: أنتِ ثُرية، صحيح.
ثُرية: من أنت؟
(يقترب منها الثاني أكثر وكأنه يحاول شم رائحتها ثم يعود لمكانه)
الرجل الثاني (يهز رأسه) نعم، إنها هي.
رحاب: (تقف مكانها مفزوعة) من أنتما؟
الرجل الأول: أين مفكرته يا ثرية؟
ثرية: لا أعرف عما تتحدث.
(الرجلان يتبادلان النظر ويضحكان في الوقت الذي يقترب فيه بائع غزل البنات منهما مبتسماً يمد يده بغزلي بنات)
بائع غزل البنات: تفضلا.
(ينظر له الرجلان بريبة ثم يتناولان منه غزلي البنات ويعود بائع غزل البنات لمكانه)
الرجل الثاني: ثُرية أنتِ لا تعنينا في شيء، نريد فقط المفكرة.
الرجل الأول: كما ترين نحن شخصان ودودان نأكل غزل البنات من هذا الرجل الطيب.
(رحاب تقترب بحذر من بائع غزل البنات حتى تقف إلى جواره)
رحاب (تهمس): ألن تنقذنا من هذين الوحشين.
(بائع غزل البنات يوميء برأسه مبتسماً في صمت، في حين بدأ الاثنان في التهام غزل البنات، تحاول ثُرية تجاوزهما ولكنهما يتراجعان والاثنان يهزان رأسيهما نفياً في آن واحد)
ثُرية (بغضب وهي تلوح بيديها): ماذا تريدان مني؟
الرجل الأول: أنتِ تعرفين، رافقينا إلى البيت وأحضري لنا المفكرة ...(يتوقف عن الكلام وهو يتجه بنظره من أسفل لأعلى) وقدمي لنا حق الضيافة.
(الاثنان يضحكان في حين تتراجع ثُرية إلى الخلف والخوف على ملامحها)
ثُرية: أيها الوقحان.
(الرجل الأول والثاني يعتريهما نوبة سعال مفاجأة، رحاب تنظر إلى بائع غزل البنات بانبهار فتجده مبتسماً، الرجلان يسقطان أرضاً مغشياً عليهما فتتراجع ثرية أكثر وعلى وجهها ملامح المفاجأة، في الوقت الذي تنظر فيه رحاب إلى غزل البنات خاصتها بارتياب)
ثرية (بذهول) ماذا حدث؟
(بائع غزل البنات يقترب من الرجلان ورحاب أيضاً تسير بمحاذته بشكل آلي بعد أن تضع غزل البنات خاصتها على العربة)
رحاب: أهما ميتان.
بائع غزل البنات (الابتسامة تذهب عن وجهه وتحل مكانها الجدية): نعم، موت إكلينكي.
ثُرية: ماذا تعني؟
بائع غزل البنات (يميل يتفحص الاثنين): لقد توقف قلبهما عن النبض فقط ولكن لازال المخ نشطاً، مما يعطيني الوقت الكافي، لتشريح جثتيهما وبيع أعضائهما.
(ملامح الفتاتان تتقلصان وقد بدا بائع غزل البنات مشغولاً عنهما بتفحص الجثتان باهتمام بالغ)
رحاب: وهل كنت تنوي فعل المثل معنا؟
بائع غزل البنات (يقف): صحيح ولكن بدا أن هذين الرجلين أشد صحة منكما، فعدلت من خطتي.
ثُرية: دعينا نذهب يا رحاب.
يتحركان ولكن رحاب تتأخر في الحركة عن ثُرية وهي تنظر وراءها إلى بائع غزل البنات الذي كان يتابعها باهتمام.
ثرية (تتوقف لما تتوقف رحاب): رحاب، لماذا توقفتي؟
رحاب (تستدير لبائع غزل البنات متجاهلة ثُرية) هل من الممكن أن أتي إلى هنا وأراك مرة أخرى؟
بائع غزل البنات: نعم، يمكنك ذلك.
رحاب: ما اسمك؟
بائع غزل البنات: اسمي ليس مهماً.
رحاب تهز رأسها فتمسك ثُرية بذراعها وتجذبها نحوها ليواصلا المسير باتجاه يمين خشبة المسرح حتى يختفيا في حين يلقى بائع غزل البنات نظرة أخرى على الجثتان.
(ستار)
2017/6/8
القاهرة
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.