EnasAhmedmorgan

شارك على مواقع التواصل

اليوم الخامس : واقع مؤلم

ينظر إلى ابنته ذات الاثنا عشرة ربيًعا وهي نائمة بثوبها الجديد، فهو اعتاد شراء ثوبًا جديدًا لها في بداية كل عام دراسي كأنه عيد ليبرز داخلها حب التعلم ،واضعاً آمالا لمستقبلها المشرق نصْب عينيه. اطال النظر إليها مبتسمًا ،ظل يحاورها وهي نائمة، ويخاطب ملامحها البريئة التي مازالت تداعب شبابه ، يجهز لها ملابس المدرسة باهتمام فهو لم ينجب غيرها ،وبعد وفاة زوجته ظل يحتمي خلف براءتها من أعين الناس، يمتلك جوهرة تعيش معه في حي بائس يريد الرحيل بها إلى عالم اجمل يليق بها .
استيقظ في الصباح،و ايقظاها بعدما رتب اشياءها ،وقام بتحضير وجبة الإفطار لها ،اعتاد أن يقف أمامها وهي تغسل وجهها ممسك بمنشفتها التي تلامس وجنتيها يتلقى منها ابتسامة تذيب له آثار اشتياقه لها طوال الليل. ظل يحدثها بسرور عن اول ايام الدراسة وكيف تتعامل مع من يضايقها واخبرها أنه يستعد لنقلها في العام المقبل إلى مدرسة أخرى كما تريد ،استغرق حديثه نصف ساعة حتى فرغت من تجهيز نفسها لاستقبال العام الدراسي بحيوية ونشاط كما عودها .
اوصلها كالمعتاد ،و قابلت صديقاتها بترحاب ، سمع صوت الأمهات أمام المدرسة يتكلمن حول أوضاع المدرسة ويتسألن عن كيفية اتمام الصيانة السنوية للمبنى وهو بهذا الوضع، لم يبالي بذلك الحديث ، انتظرها حتى دخلت ،رأها تلتفت تراقب خطوات ابتعاده في قلق طمئنها بنظراته الحنونة لوحت له بيديها الصغيرة الا يتأخر في المجيء ابتسم ،ونظر إلى الحارس بعد ان أوصاه على صغيرته و أكد عليه الاتصال به عند الحاجه ، ولم يذهب إلى عمله لان اليوم هو اليوم المنتظر منذ سنوات كانت مليئة بالكد والتعب، سوف يكتب عقداً جديداً لحياة جديدة كما كان يتمنى لها ،هذا السر السعيد الذي أخفاه عنها إلى ميعاد خروجها من المدرسة ،ليدبر لها لقاء من نوع اخر ترى فيه منزلها الجديد .
بعد أن فرغ من توقيع عقد المنزل المنتظر توجه إلى صالون رجالي اعتاد المجيء إليه، وكأنه في يوم عرسه أو كما ظن هؤلاء الشباب الجالسين أمامه يوم عرس ابنته ضحكاتهم تعالت بالتهنئة له على هذا الانجاز الذي لا تعلم عنه الابنة شيئاً، ظل يقص عليهم ما مر به بسرور ويتذكر العقبات التي واجهته ولكن بفرحة الانتصار .
رن هاتفه كان المتصل ذلك الحارس أنزوى داخل أحد أركان الصالون ، رد سريعًا قبل أن تنتهى نغمة الرنين ليأتي صوت الرجل يخبره بما حدث .
لم يدري كيف اوقف له الشباب تلك السيارة وكيف ركب فيها ، كان الطريق طويلا لا يري أمامه سوى ابنته ،لا يسمع الا صوتها لا يريد تصديق ما قيل له في الهاتف ،السيارة تسير ولكن هل تسير في نفس الاتجاه الذي يريده ؟هل سوف توصله ليجد ابنته في انتظاره؟ ام ليجد حطام أدمته سنوات من الإهمال؟! تردد صوت حديث الأمهات على مسامعه حتى اخترق صداه فؤاده، وشعور تملكه بتأنيب الضمير وصوته المرتجف الخافت يقول ياليته ما ادخلها إلى هناك .
وصل إلى المدرسة استقبله الحارس بأعين دامعه تقف الامهات على جانبي الطريق يتصعبن عليه وعلى ما جرى لابنته يحمدن الله على نجاة أولادهن، هو فقط من ثقلت خطواته ليقع من يديه عقد المنزل الجديد عند مدخل طويل أمامه حطام يظهر منه ما تبقى له منها، ادواتها وتلك زجاجتها جلس على ركبتيه يلملم اشياءها المحطمة ،ويبحث عنها في الحطام يبكي بلا هوادة يناجي الله بصرخاته الصامتة المنبعثة من الروح التي تحطمت بتحطم ذلك الجدار على طفلته ،يحاول المسؤولين أبعاده عن مكان الحادث لتقوم النيابة بالبحث في وقائع الحادثة . كل هذا جعله جسد بلا روح ينهي الإجراءات سريعًا دون إدراك .
اهمال جعل اب مكافح يفقد غاليته في أول ايام الدراسة اي ذنب فعل واي خطيئة ارتكبها ذلك المسكين لكي يفقد الأمل في مكان من المفترض أن يبعث الامان داخل الاطفال ولكنه أصبح يسلب الأرواح لماذا ضاعت البراءة خلف حطام اهمال المسؤولين اترك لكم نهاية قصتي، لمن يجد إجابة على تلك التساؤلات ؟؟!!! فليتفضل .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.