Horof

شارك على مواقع التواصل

في نقشٍ بلغةٍ غريبة لم يتحدث بها آدمي على الإطلاق، ذكر اسم الملك (بهرام) مقترنًا بالكثير من التمجيد، يعود النقش لمئات الآلاف من السنين، هذا الملك المبجَّل لم يكن من بني آدم؛ فلم يكن هناك آدم ولم تعرف الأرض بعد رائحة الإنسان الذي انحدرنا منه، كانت الديناصورات العملاقة قد انقرضت أما أفيال الماموث وبعض الوحوش التي انقرضت فيما بعد فقد كانت هي والحيوانات التي نعرفها الآن هي البيئة الحيوانية، وسيادة الكوكب كانت لمخلوقاتٍ عاقلة تدعى البشر.
هؤلاء هم البشر الأوائل الذين سبقوا أجدادنا القدماء، والذين خُلق آدم على مثالهم ليكمل سيرتهم في الأرض، مخلوقاتٌ جميلة منتصبة القامة قويةٌ تملك الذكاء وحُسن التصرف بقدرٍ ما، كانت الأرض حينذاك ملكًا لهم يعيشون عليها في خمس عشائر كبيرة، أكبرها عشيرة (الجيانيز) وتمثل خمسي البشر، تليها عشيرة (البيانين) وتمثل ثلاثة أعشار البشر، ثم (السنوب) و(الكاتا) و(البرونين)، وتمثل كل منهم عُشر عدد البشر، عاشت الأرض آلاف السنين في صراعٍ دامٍ بين الجيانيز والبيانين على النفوذ والثروة، وفي كثيرٍ من الأحيان كانت العشائر الأقل شأنا تنحاز لأحد الطرفين؛ لكن الصراع لم يُحسم على الإطلاق، وكلما انتصر أحد الحيين الكبيرين ثار عليه الحيُّ الآخر وانتزع منه ما قنصه من النفوذ، حتى بدا وكأنَّ الصراع لا نهاية له.
لم ينجُ من هذا الصراع سوى بعض القبائل عديمة الشأن التي سكنت الأطراف وعاشت حياتها البدائية بعيدًا عن بؤرة الصراع، وهؤلاء قليلون لا تأثير لهم، لكن بعضهم بحكم قربه من أرض الجيانيز صار من عبيدهم، أو دخل في رعايتهم مقابل دفع المال وتقديم الهدايا، حلم الكثيرون بتوحيد الأرض، كتب الشعراء وتأمَّل الفلاسفة وتحرك المغامرون لكن الأمل دائمًا كان يتبدد، كان هذا قبل أن يظهر (بهرام ) الابن الأكثر ذكاءً للملك (أكيروب)، الابن الوارث دهاء جده (إرومام) الذي سيطر على الجيانيز وقضى على منافسيه وثبت عرشه ليهيئه لابنه أكيروب، بهرام الذي سيوحد الأرض تحت سلطته في سابقةٍ لم تحدث من قبل. بهرام الذي كسب أعداءه حتى كتبوا بأنفسهم تمجيده واعترفوا بسيادته عليهم راضين.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.