Horof

شارك على مواقع التواصل

أصابت الملك حمىً شديدةٌ وظلَّ في فراشه يهذي ثلاثة أيام بلياليهنَّ، كان يرتجف ويتصبَّب عرقًا وحوله الوصيفات يحاولن تبريده بالماء، والأطباء عاجزون عن فعل أيِّ شيءٍ، ورجاله المخلصون يتابعون كل شيءٍ بقلق ويفكرون فيما سيحدث إن مات الملك فجأة؟ وأي ملكٍ سيتم اختياره من مجلس الحكماء الذي أسسه بهرام؟ تجمَّع القادة وقرروا أن يختاروا هم واحدًا منهم يرشحونه لمجلس الحكماء، فوقع اختيارهم على (دياتر) وجهزوه ليكون الملك بعد إعلان وفاة رادون، بعد انقضاء الأيام الثلاثة فوجئ الجميع برادون يخرج من غرفته ويقف أمامهم.
تهللت وجوههم بالفرح فقد نجح في صنع قادةٍ موالين له بالفعل ويحبونه بإخلاص، نظر بهدوءٍ للجميع وقال لدياتر بهدوء:
- أعلم أنَّك من أخلص رجالي لكنهم وضعوك في مأزقٍ صعب!.
قال دياتر بصدق:
- مولاي الملك، إخلاصي لك لا يتبدل.
هز رادون رأسه بهدوءٍ وبدا عليه الإعياء فجلس على أقرب مقعدٍ وقال:
- أعلم يا دياتر؛ لذلك سأكرمك بوسام الإخلاص الملكي، وستتقاضى راتب تقاعدٍ لم يتقاضاه أحد من قبل وكل الأبواب ستكون مفتوحةً من أجلك ولن يردَّ لك مطلب.
كان يشعر بإعياءٍ شديد، فأشار لهم بالانصراف، وعندما اقترب منه مستشاره الخاص قال له هامسًا:
- خسرت دياتر يا مولاي.
ابتسم رادون بضعف وقال:
- هو مخلص لي لا شك في ذلك، لكنه حلم بمكاني ولا يمكنني المغامرة باستئمان رجلٍ كان قاب قوسين أو أدنى من النجوم.
قام بصعوبةٍ شديدة وعاد لغرفته لينام ويخرج في اليوم التالي بكامل قوته، ولا يدري أحد ما العلة التي أصابته ولا كيف شُفي منها.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.