كلمة القدرية هي ليست نوعاً من العلاقات؛ ولكنها سمة تضفي على العلاقات التي كفلها الله بحمايته وعنايته؛ فكل العلاقات بالطبع مقدرة لا تخرج عن تقدير الله، ولكن ليس جميعها محفوفاً بالعناية الإلهية ومكفولًا مصيرها عند الله؛ حيث أنه ليست كل العلاقات مقبولة عند الله .وتلك العلاقات القدرية لها علامات عامة وخاصة تتميز بها ويتميز بها أصحابها، نوردها فيما يلى :
1- علاقة مقدسة من السماء، مكتوب لها النجاح الأبدى؛ فهي ذات حماية إلهية خاصة .
2- غالبا ما تكون مكافأة الله لطرفيها وتعويضاً لهما بعد رحلة طويلة من الصبر والعناء.
3- لابد أن تتوافق فيها أرواح طرفيها لأجل التآلف العجيب المقدر بينهما .
4- لابد أن يسبقها أحلام خارقة وإشارات قدرية ورؤى تنبىء بقدومها .
5- ينفر طرفاها من الدخول في أي علاقات قبيل التقائهما؛ فأرواحهما في انتظار بعضها .
6- لابد أن يكون طرفاها من ذوى القلوب المخلصة والأرواح السامية، ولا تخص متعددى العلاقات أو القلوب المتعلقة بالدنيا؛ لكى تصح المكافأة الإلهية .
7- غالبا ما يكون أحد طرفيها أو كليهما روحانياً أو قوى الصلة الدينية والأخلاقية والروحية، مترفعاً عن الدنايا الأرضية .
8- تأتى عقب استشفاء عميق من علاقة كارمية سامة سابقة؛ لتمثل نقلة تحولية في حياتك.
9- تبدأ بلقاء قدرى يشعر فيه الطرفان سبق التقائهما في زمن سابق، ومستحيل أن تبدأ بطرق التلاعب والاصطياد الحديثة .
10- تقل فيها الأحاديث الغزلية بين الطرفين، ويسود فيها الغموض والفتور والخجل، ويحكمها الوازع الأخلاقى والدينى .
11 - تخلو تماما من المشاعر الحميمية ومظاهر الإباحية، رغم وجود الانجذاب الجسدى الكامن داخل طرفيها والمتبادل طاقياً بينهما .
12- مهما تباعدت فيها الأجساد والوجوه تظل الأرواح والقلوب متصلة، والبعد فيها يزيد الشوق ولا يورث الجفاء، ويعتمد التخاطب بين طرفيها خلال تلك الفترة على التواصل الروحى المستمر بينهما؛ حيث تتميز العلاقات المندرجة تحت تلك السمة القدرية بوجود التواصل والترابط والتخاطر الروحى القوى بين الطرفين.
13- إحاطتها وحمايتها طوال الوقت بالعناية الإلهية الخالصة .
14- غموض تفاصيلها وحقيقتها بالنسبة للناس،رغم شعورهم بالغيرة والاستفزاز من طبيعتها الخاصة، فهي غالباً ما تكون معلنة، تكشف نفسها بنفسها وتلفت أنظار الجميع نظراً لغرابتها وغموضها .
15- الإشارات القدرية والرؤى والأحلام التي تتخللها، ومن ذلك أحلام الاستخارة المؤيدة لها .
16- تعثر الأسباب المبدئية، وكثرة التضحيات، وطول مدة العناء.
17- يتخللها فترات تناوبية بين الحماس والفتور وكثرة الشد والجذب والكر والفر، مع بقاء الرابطة الروحية بين طرفيها وحتى مرحلة الاتحاد النهائى، ففي كل مرة تقرر الرحيل يعيدك قلبك وتحثك روحك على البقاء؛ فتستجيب لحدسك تاركاً المؤثرات الخارجية .
18- يؤمن أخيراً الطرفان بقدرية علاقتهم؛ لذا يتحليان بالصبر الطويل الجميل، وأن أى مسرات أو مضرات فيها هي خير ومن تدبير إلهي، وهذا ما يبدو مستفزاً للجميع .
19- غالبا ما يرفضها كل المحيطين المتسمين بالسطحية والسلبية، ولا تجد لها نصيرا غير الله، وكفى .
20- لابد فيها من التخلص من التعلق؛ حتى يبقى التعلق خالصاً لله وحده، حينها تأتى المكافأة الإلهية بالجبر والتعويض .
21- تفشل فيها كل التجارب التقليدية والأساليب الشيطانية والأرضية كالسحر والجلب وغيرها من الحلول الخبيثة، وكذلك التدخلات والحلول البشرية السلبية منها والايجابية، ولا يقودها إلا الأسباب العلوية كالدعاء واليقين والتوكل والصبر .
22- يستحيل أن تتكرر مرتين في الحياة، بل تظل أبديًا ليس فيها فراق إلا الموت؛ الذى أيضاً لا يمنع تواصل الأرواح .
23- تنتهي بالزواج السعيد واستكمال رحلة السعداء الأبدية عقبه، أى أنها لا تعانى من الطلاق أو الخيانة أو النفور أو الفتور ..الخ
24- تعد تجسيداً لقوله تعالى :
(إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) (المؤمنون :111)
( ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى :5)
( سلام عليكم بما صبرتم ) (الرعد :24)
( فرحين بما آتاهم الله من فضله) (آل عمران :170)
25- المتحكم بها أولاً وآخراً هو القدر الإلهي الكونى .
26- وأخيراً : لا تتكرر كثيراً بالطبع؛ لقلة وجود أصحاب الفطر السوية والقلوب النقية؛ لذا كان من الضرورى الحديث عن أصحاب هذه العلاقة أو المحظوظين بها، وأهم سماتهم المميزة،وذلك بشكل تفصيلى في المبحث التالى .
********************************************************