tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

الأَجوبةُ المُسكِتَةُ والرُّدُودُ الذَّكِيَّة
الصادرةُ مِنَ الخُلفاءِ والأُمرَاءِ والوُلاةِ والحُكَّامِ .




دخلَ مَعنُ بن زَائدةَ عَلى الخليفةِ العباسي أَبى جَعفرِ المنصورِ ، فقالَ لهُ : كَبرتَ يا مَعنُ . قَالَ : في طَاعتِكَ يا أَميرَ المؤمنينَ . قَالَ : وإِنكَ لصَبورٌ جَلِد . قَالَ : عَلى أَعدائكَ يا أَميرَ المؤمنينَ . قَالَ : وإِنَّ فيكَ لبَقية . قالَ : هيَ لكَ يا أَميرَ المؤمنين . قالَ : فأيُّ الدولتينِ أَحَبُّ إِليكَ : دولتُنا أَم دولةُ بَني أُميَّة ؟ قالَ مَعنُ : ذلكَ لكَ يا أَميرَ المؤمنينَ ؛ إِنْ زَادَ بِرُّكَ على برِّهِم كانت دَولتُك أَحبُّ إِليَّ ، وإِن زادَ برُّهم علي بِرِّكَ كانت دولتُهم أَحبَّ إِليَّ . قالَ أَبو جَعفَر : صَدَقْتَ .
دَخلَ عبدُ الملكِ بنُ صالح قَصرَ الخليفةِ العَباسِي الرشيدِ فلقِيَهُ الحَاجبُ ، فقَالَ له : اعلَم بأَنَّهُ وُلِدَ لأَميرِ المؤمنينَ ولدانِ ، فَعَاشَ أَحدُهُما ومَاتَ الآخَرُ ، فيجِبُ أَنْ تُخاطِبَهُ علي تلكَ الحالةِ ، فلما صَارَ عَبدُ الملكِ بين يَدَي الرشيدِ ، قَالَ : سَرَّكَ اللهُ يا أَميرَ المؤمنين فيما سَاءكَ ، ولا سَاءَكَ فيما سَرَّكَ .
عاتَبَ مُعاويةُ بن أَبي سُفيان ، عبدَ اللهِ بن جَعفر في إِسرافِهِ وجُودِهِ وتبذيرِه لمَالِهِ ، فقَالَ عَبدُ اللهِ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، إِنَّ اللهَ عَوَّدَنِي عَادَةً ، فأَخشى إِنْ قطَعتُ عَادَتِي عَن عِبادِهِ ، أَنْ يقطَعَ عَادتَهُ عَنِّي .


وَجَّهَ أَبو بَكرِ الصديق رَضِيَ اللهُ عنه يزيدَ بن أَبي سُفيان على جيشٍ إِلى الشامِ ، وَخرجَ يُشيِّعُهُ مَاشياً على رِجليه ، فتَعَاظَمَ الأَمرُ علي يزيدَ ، وقَالَ : يا خليفةَ رَسولِ اللهِ ،
إِمَّا أَنْ تركَبَ ، وإِمَّا أَن أَنزِلَ .
فقالَ الصِّدِّيقُ : واللهِ ما أَنا براكبٍ ، ولا أَنتَ بنازِلٍ ؛ إِنْ هِي إِلا خَطواتٌ أَحتسِبُها في سبيلِ اللهِ .
شوهِدَ عَمرو بن العاصِ والي مِصرَ يركبُ بَغلةً قد شَمُطَ وجهُهَا هَرِماً وكبَراً ، فقيلَ لهُ : أَتركبُ هذه البغلةَ وأَنت على أَكرمِ فرسٍ فى مصرَ ؟ فقالَ : لا مَللَ عِندي لدابتي مَا حَمِلت رِجلَي ، ولا لامرأتي ما أَحسَنَت عِشرَتي ، ولا لصديقي ما حَفِظَ سِرِّي .
قالَ رجلٌ لعُمرَ بن عبدِ العزيز : نَحنُ بخيرٍ مَا أَبقاكَ اللهُ . قالَ عمرُ : أَنتَ بخيرٍ ما اتقيتَ اللهَ .
قالَ الخليفةُ العباسي المنصورُ لإسحاقَ بن مسلم : أَفرطتَ في وفائكَ لبني أُميةَ ! قال إِسحاقُ : إِنهُ مَنْ وَفَّى لمن لا يُرجَى كانَ لِمن يُرجَى أَكثرَ وَفاءً .

قال الحَجاجُ بنُ يوسُفَ للمُهلبِ : أَ أَنا أَطول أَم أَنتَ ؟
قال المهلبُ : الأَميرُ أَطولُ ، وأَنا أَبسطُ قامةً .
( أَرادَ الطولَ وهو الفضلُ ) .
قيلَ لعمرَ بن عبد العزيز ما تقولُ في علي وعثمان ، وحربُ الجملِ وصِفِّين ؟ فقالَ : تلكَ دماءٌ كَفَّ اللهُ يدي عنها ؛ فأَنا أَكرهُ أَنْ أَغمسَ فيها لساني .
رُفعَ إِلى جعفر بن يَحيَي البر مَكي كتابٌ يُشتكَي فيه عاملٌ له . فوقَّعَ علي ظهرهِ : يا هذا ، كَثُرَ شاكُوكَ ، وقَلَّ شاكِروكَ ، وقَلَّ حامِدوكَ ؛ فإِمَّا اعتدَلتَ وإِمَّا اعتزَلتَ . فأَخذَ العَاملُ الظَّلومُ درسَهُ من هذا التوقيعِ الحازمِ الحصيفِ ؛ فحسُنت سِيرتُه ، وعَدَلَ بين الناسِ ؛ فكثُرَ شاكِروه ، وقلَّ شاكوه .
قالَ المُغيرةُ - وهو عَاملُ مُعاويةَ - لصَعصَعَةَ بن صولجان : قُمْ فالعَن عَلياً ! فقالَ صعصعةُ : إِنَّ أَميرَكُم هذا أمرَني أنْ أَلعَنَ عَلياً ، فالعَنُوه لَعنَهُ اللهُ ( وهو يُضمرُ المُغيرةَ ) .
قالَ الخَليفةُ الوَاثقُ يَوماً لأحمدَ بن داوودَ ، وزيرَهُ : لقد كادَت تخلو بيوتُ مَالِ المُسلمينَ مِن كَثرةِ عَطَائكَ للائذينَ بكَ والمُتوسلينَ إِليكَ ! فقالَ : يا أَميرَ المؤمنين ، إنَّ نتائجَ شكرِها مُتَّصِلَةٌ بكَ ، وذَخائرَ أَجرِها مَكتوبَةٌ لكَ ، وما أَنا في ذلكَ إِلا هَمزةُ وَصْلٍ ؛ وعِشقي لاتصال الألسنِ بخُلودِ المدحِ فيكَ . فقالَ الواثقُ : للهِ دَرُّكَ يا بنَ داوودَ ! واللهِ لا مَنعناك ما يزيدُ في عشقك ومَحبتك فينا ، وأمرَ لَه بثلاثينَ أَلفَ دِرهمٍ .
غَضبَ الرشيدُ يَوماً على حَميدٍ الطُّوسي ، فدَعَا لَهُ بالجَلادِ ، فبَكَي حَميدٌ . فقالَ له الخَليفَةُ : ما يُبكيكَ يا حَميدُ ؟ فقالَ : واللهِ يا أَميرَ المؤمنينَ ما أَفزَعُ منَ الموتِ ؛ لأنه لا مَهربَ منه ، وإنمَا بَكيتُ أَسَفَاً عَلى خُروجي من الدنيا وَأَميرُ المؤمنينَ سَاخِطٌ عَلَيَّ ! فضَحِكَ الخليفةُ وعَفَا عنه .
اُرتُجَّ على يزيدَ بن المهلبِ وهو على المِنبرِ ، فلما نزلَ قَالَ :
فإِنْ لَم أَكُن فيكم خَطيباً فإنني بسَيفي إِذا جَدَّ الوَغَى لَخَطيبُ .
فقيل له : لو قلتَ هذا علي المِنبرِ لكُنتَ أَخطبَ العربِ .
تُوفي صَديقٌ عَزيزٌ للحَجَّاجِ بنِ يُوسفَ ، فأَتاهُ رَسولٌ مِن عبد الملكِ بن مَروانَ ؛ يُعزِّيهِ . فقالَ الحَجَّاجُ : ليتَ إِنساناً يُعزيني بأَبياتٍ ، فقالَ الرسولُ الشامِيُّ : وَ كُلُّ خليلٍ سوفَ يُفارقُ خَليلهُ ، يموتُ أَو يُصابُ أَو يقعُ مِن فوقِ البيتِ ، أَو يَقَعُ عليهِ البيتُ ، أَو يقعُ في بئرٍ ، أَو يكونُ شيئاً لا نَعرِفُهُ .
قالَ الحَجَّاجُ : قد سَلَّيتَني عن مُصيبتي بأَعظَمَ منها في أَميرِ المؤمنينَ ؛ إِذْ وَجَّهَ مثلَكَ رسُولاً لِي .
خرجَ المُهَلَّبُ بن أَبي صُفرةَ يوماً معَ ابنِهِ ، فمَرَّا علي عَجوزٍ ؛ فذَبَحَت لَهما عَنزَةً ، فقالَ المُهَلَّبُ لابنِهِ : كَمْ مَعَكَ من النَّفَقَةِ ؟ قالَ الابنُ : مَائةُ دِينارٍ . قالَ المُهَلَّبُ : ادفعها لها كامِلةً . فقالَ الابنُ : إِنها كانت ترضى باليسيرِ ، فقالَ المُهَلَّبُ : إِنْ كانَ يُرضيها اليسيرُ ، فأَنا لا يُرضِيني إِلا الكَثيرُ ، وإِنْ كانت لا تَعرفُني ، فأَنا أَعرِفُ نفْسِي .
خَرَجَ المعتصمُ يوماً إِلي بعضِ متصيداته ، فظهرَ له أَسدٌ ، فقالَ لرَجلٍ من أَصحَابِهِ ، أَعجَبَهُ قَوامُه وسِلاحُه ، وتَمَامُ خِلقتِهِ ، أَفيكَ خَيرٌ يا رَجُلُ ؟ قالَ : لا . فضَحِكَ المعتصمُ ، وقالَ : قَبَّحَ اللهُ الجبانَ .
دخل ربيعةُ بن عقيلٍ ، على مُعاويةَ ، فقَالَ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، أعِنِّي على بِناءِ دَاري . فقالَ معاويةُ : أَينَ دارُكَ ؟ قالَ عَقيلُ : دَاري بالبصرةِ ، وهي أَكثرُ من فَرسخينِ في فَرسخينِ ! قالَ مُعاويةُ : دَارُكَ في البصرةِ ، أم البصرةُ في دارِكَ ؟! .
دخل رجلٌ على مُعاويةَ بنِ أَبي سُفيانَ يعودُه في مَرضِهِ ، فنَعَى إِليهِ مَنْ مَاتَ بِمِثلِ عِلَّتِهِ ، فقالَ لهُ مُعاويةُ : إِذا دَخلتَ علي المَرضي ، فلا تَنْعَ إِليهم المَوتَى ، وإِذا خَرجتَ مِن عِندي فلا تَعُد إليَّ .
دخلَ شريكٌ الأَعورُ ، على معاويةَ بنِ أبي سفيانَ ، فقالَ له مُعاويةُ : إِنَّكَ لدَميمٌ ، والجَميلُ خَيرٌ مِنَ الدَّميمِ . وإِنكَ لشَريكٌ ، واللهُ لا يحبُّ الشريكَ . وإِنَّ أَباك لأَعورٌ ، والصحيحُ خيرٌ من الأَعورِ . فكيفَ سُدتَ قومَكَ ؟! فقالَ شريكُ : إِنكَ لمعاويةُ ، ومُعاويةُ أنثى كلبٍ عَوَت ؛ فاستعوَت الكلابَ . وإِنكَ لصخرٌ والسَّهلُ خيرٌ من الصخرِ ، وإِنكَ ابنُ حربٍ ، والسِّلمُ خيرٌ من الحَربِ ، وإِنَّك ابنُ أُميَّةَ ، وأُميةُ تصغيرُ أَمَةٍ ، فكيفَ صِرتَ أَميراً للمؤمنينَ ؟ّ ثم قالَ له شريك : ثَلاثةٌ بثلاثةٍ ، وإِنْ زدتَ لزدنَاكَ .
رَمَى الخليفةُ المتوكلُ عُصفُوراً ، فأَخطَأَهُ . فقالَ وزيرُه ابنُ حَمدون : أَحسَنتَ واللهِ يا مولاي . فقَالَ المتَوَكِّلُ : أَتهزأُ بِي ؟! كيفَ أَحسَنتُ .! قالَ ابنُ حمدون : أَحسنتَ إِلى العُصفورِ .
سأَلَ رجلٌ سيدَنا عَليَّ بن أَبي طَالب : كيفَ يُحاسبُ اللهُ الناسَ على كثرتهم ؟ فقال : كما يرزقُهم على كثرتِهم . وقيل له : ما طعمُ الماءِ ؟ فقال : طعمُ الحياة . وسُئلَ أَيضاً : كم بين السماءِ والأَرضِ ؟ فقال : دعوةٌ مُستَجَابَة .
سَأَل ابنُ الزبيرِ معاويةَ حاجةً ، فلم يقضها ، فاستعان عليه بجاريةٍ له ؛ فقَضَي حاجَتَه . فقالَ لهُ رجلٌ : استعنتَ بامرأَةٍ ! فقالَ لهُ : إِذا أَعيت الأُمورُ أَعاليها ؛ طَلبناها مِن أَسافِلِها .
سُئلَ سيدُنا عَلي بنُ أبي طالبٍ : كم صديقاً لك ؟ فقالَ : الآن لا أَدري ؛ لأَنَّ الدنيا مُقبلةٌ عَلَيَّ ، والناسُ كلُّهُم أَصدقائي ، وإِنما أَعرفُ ذلك إِذا أَدبَرَت الدنيا عنِّي . فخيرُ الأَصدقاءِ مَنْ أَقبلَ إِذا أَدبرَ الزمانُ عنكَ .
سأَل عمرو بنُ العاصِ صاحبَهُ معاويةَ بن أَبي سُفيانَ : واللهِ ما أَدري يا أَميرَ المؤمنينَ ، أَشجاعٌ أَنتَ أَمْ جبانٌ ؟! فأَجابَ مُعاويةُ :
شُجاعٌ إِذا ما أَمكنتني فُرصَةٌ وإِنْ لم تكن لي فُرصةٌ فَجبانٌ .

قال الحجاج ليَحيي بنِ سعيد : حدَّثَني عبدُ اللهِ صديقُ إِبليس أبَنك تشبه إِبليس . فقالَ يَحيي : وما يُنكرُ أَميرُ المؤمنينَ أَنْ يكونَ سيِّدُ الإِنسِ يُشبهُ سيدَ الجنِّ .
قال رجلٌ للأَحنفِ : بأَي شيءٍ سُدْتً تَميماً ؟ فواللهِ ما أَنتَ بأَجودِهم ، ولا أَجملِهم ، ولا أَشجعِهم ، ولا أَشرفِهم . فقال الأَحنفُ : بخلاف ما أَنتَ فيه . قالَ : وما خِلافُ ما أَنا فيه ؟ قالَ : تركي ما لا يَعنيني من أُمورِ الناسِ ، كما عناكَ من أمري ما لا يَعنيك .
قال الفضلُ بن الربيعِ لأهلهِ يوماً : اصنعوا لي خَبيصاً
( نوعٌ من الحلوى الجيدة ) فصنعوا له ما أَرادَ . فأَرسلَ إِلى جارٍ له ، وكان به ضَرْبٌ من الجُنون ، فجعلَ يُلقُمُهُ ، ولُعابُ الرجلِ يسيلُ . فلما فَرِغَ من ذلك ، وخرجَ الرجل ، قالَ له أَهلُه : تَكلَّفنا وصنَعنا ، ثم أَطعمتَ ذلكَ المجنونَ ، وهو لا يدري ماذا أَكلَ ! فقالَ الفضلُ : ولكنَّ اللهَ يدري .
تعلموا النية ؛ فإنها من أَبلغِ العملِ .
قال رجلٌ لعمرو بن العاصِ : لأَتفرَّغَنَّ لكَ . فقال له : الآنَ وَقَعتَ في الشُّغلِ .
قال رجلٌ لعمرو بن العاص : لو قلتَ واحدةً لأَسمعتُكَ عَشْراً . فقالَ له عمرو : لكنك لو قُلتَ عَشْراً ما سَمِعتَ واحدةً .
قالَ معاويةُ لعَقيل بن أَبي طالب : إِنَّ فيكم يا بني هاشم شَبَقاً . ( رغبة في النساء ) . فقالَ عقيلُ : هو مِنَّا في الرجالِ ، ومنكم في النساءِ .
قال معاويةُ وعندَه جَمْعٌ من أَهلِ الشام ، وكان في مجلسِهِ عقيلُ بن أَبي طالب : هل سمعتُم قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ : ( تَبَّت يدا أَبي لهبٍ وَتَبَّ ــ ما أَغنى عنه مالُهُ وما كَسَب ) . قالوا : نعم . قالَ : فإِنَّ أَبا لهبٍ ، عم هذا الرجل ، وأَشار إِلى عَقيل .
فقالَ عقيل : يا أَهلَ الشَّام ، هل سمعتُم قولَ اللهِ تعالي : ( وامرأتُهُ حمالةَ الحطبِ ـــ في جيدها حبلٌ من مَسَد ) . قالوا : نعم . قال : فإِنها عَمَّةُ هذا الرجلِ ، وأَشارَ إِلى مُعاويةَ .

قالَ معاويةُ لعقيلِ بن أَبي طالب : ما حالُ عمِّكَ أَبو لهب ؟ قال عقيل : في جَهنمَ مُفترِشاً عمتَكَ حَمَّالَةَ الحطبِ .
قيلَ لعمر بن عبدِ العزيز : كم كان قَتْلَى صِفِّين ؟ فأَجابَ : ما أَدخلتُ يدي فيهم ، فكيف أُدخلُ لساني !
قيلَ لابن عمر : إِنَّ فُلانا يزعُمُ أَنَّهُ يُوحى إِليه ! قال : صَدقَ ( وإِنَّ الشياطين ليوحون إِلى أَوليائهم ) .
قال الخليفة المأَمون لأَحمد بن يُوسف : إِنَّ أَصحابَ الصدقاتِ قد تظلموا منكَ ! فقالَ ابن يُوسف : والله يا أَميرَ المؤمنين ما رَضِيَ أَصحابُ الصَّدقاتِ عن رسولِ الله حينَ أُنزل فيهم : ( ومنهم من يلمِزُك في الصدَقاتِ فإِنْ أُعطوا منها رَضوا وإِن لم يُعطوا منها إِذا هم يسخطون ) . فضحكَ المأَمونُ مُعجَبَاً بجوابِه .
قالَ رجلٌ لعمر بن الخطاب : أَ أَستأذن على أُمي ؟ قالَ : نعم . أَتحبُّ أَن تراها تغتسلُ ؟! قال : لا . قال : فاستأذِن عليها .
قالَ معاويةُ لمعن بن زائدة : أَ لكَ بنون ؟ قال : نعم . قالَ : فأَيُّهم أَحبُّ إِليكَ ؟ قال : الصغيرُ حتى يكبُرَ ، والغائبُ حتى يعودَ ، والمريضُ حتى يبرأَ .

قالَ الحجاجُ لعروةَ بن الزبيرِ أَثناء حديثٍ جرى بينهما : لا أُمَّ لكَ ! فقال عُروة : أَيُقال هذا لي ، وأَنا ابنُ عجائزِ الجنةِ ؟! . ( يقصِد جَدَّتَه صفِيَّة ، وعمتَه خديجة ، وخالتَهُ عائشة ، وأُمَّهُ أَسماء ) .
قيل لإِياسِ بن معاويةَ : مَنْ أَحبُّ الناسِ إِليك ؟ قالَ : مَنْ أَعطاني . قيلَ : ثم من ؟ قال : مَنْ أَعطيتُه .
لما أَمضى مُعاويةُ بن أَبي سفيان بَيْعَةَ يزيد ، جعلَ الناسُ يمدحونَه ، فقالَ يزيدُ لأَبيهِ : واللهِ ما ندري ، هل نحنُ نخدعُ الناسَ ، أَم هُم يخدعوننا ؟! فقال معاوية : يا بُنَيَّ ، مَنْ خَدعتَهُ فتخادَعَ لكَ ؛ ليخدَعَكَ ، فقد خَدعتَه .
قيلَ لمعنِ بن زائدةَ : ما الخيرُ الذي لا شرَّ فيه ؟ قالَ : ما كانَ نافعاً من غير أَنْ يَضرَّ أَحداً . فقيلَ له : وما الشر الذي لا خيرَ فيه ؟ قال : ما كانَ ضاراً ، ولم يكن فيه منفعةٌ لأَحدٍ .
دخل عبدُ الملكِ بن عمرَ بن عبد العزيز ، على أَبيهِ ، وهو نائمٌ نومةَ الضُّحى ، فقالَ لأَبيه : أَ تنامُ وأَصحابُ الحوائجِ واقفونَ ببابك ؟ ! فقالَ : يا بُني ، إِنَّ نفسي مَطيتي ، وإِنْ حَمَلتُ عليها فوقَ الجُهدِ ، قطعتُها .
قيلَ لعمرو بن العاصِ : ما العقلُ ؟ فقالَ : الإِصابةُ بالظَّنِّ ، ومَعرفةُ ما يكونُ بما قد كانَ ؛ فمَنْ لم ينفَعْهُ ظنُّه ، لم ينفعْهُ يقينه .
قالَ رجلٌ لمحمدِ بن الحَنَفِيَّةِ بن علي بن أَبى طالب : لماذا غَرَّبَكَ أَبوكَ في الحروبِ ، ولم يُغرِّب الحَسنَ والحُسينَ ؟ ! فقالَ : لأَنَّ الحسنَ والحسينَ عيناه ، وأَنا يَمينُه ؛ فهو يُدافعُ بيمينِهِ عن عينيهِ .
قدمَ رجالٌ من الكوفةِ على عُمرَ بن الخطاب يَشْكُونَ سعدَ بن أَبي وقاص . فقالَ : مَن يعذُرُني من أَهلِ الكوفةِ ؟! إِنْ وَلَّيْتُ عليهم التَّقي ضَعَّفُوه ، وإِن وليتُ عليهم القويَ فَجَّروه .
فقالَ له المغيرةُ : إِنَّ التقيَّ الضعيفَ له تقواهُ وعليكَ ضَعفُه ، والقويُّ الفاجرُ لك قوتُهُ وعليه فجورُه . قالَ عُمر : صَدَقتَ . فاخرُج إِليهم ، فلم يَزل عليهم أَيامَ عمر ، وصدراً من أَيامِ عثمانَ ، حتى ماتَ .
كان في حديقة الرشيد حُزمَة من الخيزُران ، فقالَ لوزيرِه الفضلِ بن الربيعِ : ما هذهِ ؟ فقالَ : عُروقُ الرماحِ يا أَميرَ المؤمنين . ولم يَقُل الخيزُرانَ ؛ لموافقتِهِ اسمَ أُمِّ الخليفةِ الرشيد .
قال رجلٌ لعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ : متى أَتكلمُ ؟ فقال : إِذا اشتهيتَ الصَّمتَ . قالَ : فمتى أَصمُتُ ؟ قالَ : إِذا اشتهيتَ الكلامَ .
ذهب متسولٌ إِلى الخليفةِ هارونَ الرشيدِ ، وسأَلَهُ العونَ والمساعَدةَ ، فلم يُعطهِ شيئاً ، فقالَ السائلُ : أَينَ الذينَ يُؤثرونَ على أَنفسِهِم ولو كانَ بهم خَصاصَة ؟ فقال هارون : ذهبوا مع الذين لا يسأَلون الناسَ إِلحافا .
حَبِقَ ( ضَرَطَ بصوتٍ مسموعٍ ) رجلٌ عند عمرَ بن الخطابِ في المسجدِ ، فلما حانت الصلاة ، قالَ عمرُ : عَزمتُ على صاحبِ الصوتِ إِلَّا قُمْ فتوضأْ ، فلم يقُمْ أَحَدٌ . فقالَ جريرُ بنُ عبدِ اللهِ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، اعزِمْ علينا كُلنا أَنْ نقومَ فنتوضأ . قالَ عمرُ : صدقتَ ، وما عَلِمتُكَ إِلا سيداً في الجاهليةِ ، فقيهاً في الإِسلام ، قوموا فتوضئوا .
كان الحَجاجُ بنُ أَرطأَة والياً لبني العباسِ علي البصرةِ ، وكان شديدَ الاعتزازِ بنفسِهِ ، دخلَ أَحدَ المساجدِ بالبصرة ، واقتربَ من أَحدِ العلماءِ ، وجلسَ مع الطلابِ لكي يستمعَ لحديثِ الشيخ ، فقيلَ له : لِمَ لا ترتفعُ وتجلسُ في صَدرِ المجلسِ ؟ مكانُك قُربُ العلماءِ وأَشرافِ القومِ . فقالَ الحَجَّاجُ : أَنا صدرٌ أَينما جَلستُ .
كان أَحدُ الأُمراءِ يُصلي خَلفَ إِمام يُطيلُ في القراءةِ ، فنَهَرَهُ الأَميرُ أَمامَ الناسِ ، وقالَ له : لا تقرأ في الركعةِ الواحدةِ إِلا بآيةٍ واحدةٍ . فصَلَّى الشيخُ بهم المغربَ ، وبعدَ أَنْ قرأَ الفاتحةَ ، قرأَ قولَ اللهِ تعالى : ( وقالوا ربنا أَطعنا سادتنا وكبراءنا فأَضَلُّونا السبيلا ) . ثم قرأَ في الركعةِ الثانية : ( ربنا آتهم ضِعفين منَ العذابِ والعَنهُم لَعناً كَبيراً ) . وبعدَ انتهاءِ الصلاةِ ، ناداهُ الأَميرُ ، وقالَ لهُ : يا هذا ، طَوِّلْ ما شئتَ ، واقرأْ ما شئتَ ، غَيرَ هاتين الآيتين .
كانَ الخليفةُ هارونُ الرشيدِ يمشي في حديقة قصرِهِ ذاتَ يومٍ مع وزيرِهِ الفضلِ بن الربيع ، فقالَ الرشيدُ لوزيرِه مُشيراً إِلى نبات الخَيزُران : ما هذا النباتُ ؟ فأَجابَ الفضلُ : عُروقَ الرِّماحِ يا أَميرَ المؤمنين . ولم يَقُلْ الخيزُرانَ ! لموافقتِة اسمَ النباتِ لاسم أُم هارون الرشيد ( الخيزُران ) ؛ تأدُّباً معَ الخلفاءِ .
كتبَ الخليفةُ العباسيُّ المنصورُ إلى عبد اللهِ بن جعفرِ الصادق ، يقول له : لِمَ لا تَغشَانا كما يغشانا الناسُ ؟! فقالَ له عبدُ الله : ليس لنا من الدنيا ما نخافُ عليه ، ولا عندك من الآخرةِ ما نرجوهُ لكَ ، ولا أنتَ في نعمةٍ فنهنِّئُكَ عليها ، ولا أنتَ في نِقمَةٍ فنُعَزِّيكَ عليها .
كان بين الخليفةِ عمرَ بن الخطابِ وبين رَجُلٍ من صحابَةِ رسولِ الله كلامٌ في شيءٍ بينهما ، فقالَ له الرجلُ : اتَّقِ اللهَ يا عمرُ ! فقالَ رجلٌ من القومِ كانَ واقفاً قَريباً منهما : وَيحَكَ ! أَتقولُ هذا لأَميرِ المؤمنينَ ؟! ، اتقِ اللهَ ، فقالَ له عمرُ : دَعهُ ، فليقُلْها لي ، نِعْمَ ما قالَ ، ولا خَيرَ فيكُم إِذا لم تقولوها لِي ، ولا خيرَ فينا إِذا لم نقبَلْها منكُم .
لما وَلَّى أبو جعفر المنصورُ ، سليمانَ بن راشد ولايةَ الموصلِ ، ضَمَّ إليه ألفَ رَجُلٍ من أهلِ خُراسانَ ، وقال : قد ضَمَمتُ إليك ألفَ شيطانٍ ، فلما دخلَ الموصلَ ، عاثوا في الأرضِ فساداً . فكتبَ إليه أَبو جعفر : يا سليمانُ ، لقد كفرتَ بالنعمة ، فكتبَ سُليمانُ في جوابه : ( وما كفرَ سليمانُ ولكِنَّ الشياطينَ كفروا ) .
وجدَ الحجاجُ مكتوباً على مِنبرِهِ : ( قُلْ تَمتَّعْ بكُفرِكَ قليلاً إِنكَ مِن أِصحابِ النَّارِ ) . فكتبَ الحَجَّاجُ أسفله : ( قُلْ موتوا بغيظِكُم إِنَّ اللهَ عليمٌ بذاتِ الصدورِ ) .
بعثَ الأَميرُ يعقوبُ المُوحِّدي إِلى أَحدِ عُمَّالِهِ ؛ لينظرَ له رَجُلاً أَديباً لتأديبِ أَولادِهِ . فبعثَ العاملُ برَجُلينِ ، وكتبَ معهُما كِتاباً يقولُ فيه : قد بعثتُ إليكَ برجُلينِ : أَحدُهُما بحرٌ في علمِهِ ، والآخرُ بَرٌّ في دينِهِ .
فلما امتحنَهُما الأَميرُ ، لم يُرضياه ، فوَقَّعَ على ظهرِ كتابِ العَاملِ : ( ظهرَ الفسادُ في البَرِّ والبحرِ ) .
قيلَ لخالدِ بن صفوانَ : مالكَ لا تنفقُ ، ومالُك كثيرٌ عريضٌ ؟! فقالَ : الدهرُ أَعرضُ منه .
لَمَّا ماتت أُمُّ المؤمنينَ عائشةُ ، بكى عليها ابنُ عمرَ ، فبلغَ ذلك معاويةَ ، فقالَ له : أَتبكي على امرأَةٍ ؟! فقالَ ابنُ عمرَ : إِنما أَبكي على أُمِّ المؤمنينَ . فأَمَّا من ليس لها بابن ، فلا يبكي عليها .
أرادَ معاوية أَنْ يستعملَ عبدَ الرحمنِ بن خالد ، على أَحدِ البِلدانِ ، فقالَ له : كيفَ تعملُ ؟ قال : برأْيكَ ولا أَتجاوَزُهُ . ثم قالَ لسفيانَ بن عوفٍ العامري : كيفَ تعملُ ؟ قالَ : برأيك ما لم تُجاوز الحزمَ ، فإِذا جاوزتَهُ عمِلتُ برأيي ؛ فوَلَّاهُ .
قال هارونُ الرشيد لمعنِ بن زائدةَ : كيفَ زمانُكَ يا معنُ ؟ قال معنُ : أَنتَ الزمانُ يا أميرَ المؤمنين ، إِنْ صَلُحْتَ صَلُحَ الزمانُ ، وإِنْ فَسَدتَ فسدَ الزمانُ .
دخلَت عجوزٌ على عبد الملكِ بن مَرْوانَ ، فشَكَت إِليه سوءَ الحالِ ، فقالَ لها : كم تحتاجين يا أُختَ العربِ ؟ قالت : يكفيني مائة دينارٍ . فأَمر لها عبد الملك بأَلفِ دينارٍ . فلما انصرفت ، قيلَ لعبد الملك : إِنها لم تطلب سوى مائة . فقال : إِنما سأَلَتني على قدرِها ؛ فأَعطيناها على قدرِنا .
كتبَ شاعرٌ إِلى أَميرِ المدينةِ ، رُقعةً جاءَ فيها :
رأيتُ في النومِ أَنِّي مالكٌ فَرَساً ولي وَصيفٌ وفي كفي دَنانيرُ
فقالَ قومٌ لهم عِلمٌ ومَعرفَةٌ رأيتَ خيراً وللأَحلام تفسيرُ
اقصُص منَامَكَ في دارِ الأَميرِ تجِدْ تحقيقَ ذاك وللفأْلِ التباشيرُ
فلما قرأَها الخليفةُ ، كتبَ في ظهر الرسالةِ : ( أَضغاثُ أَحلامٍ وما نحنُ بتأويلِ الأَحلامِ بعالمين ) .
قيلَ لقيسِ بن عاصم : بمَ سُدتَ قومك ؟ فقالَ : بكَفِّ الأَذى ، وبَذلِ النَّدى ، ونصرِ المولى .
تكلمَ رجلٌ من أَهلِ الشام عند التحكيم ، وسَلَّ شبراً من سيفِه . وقالَ : أَميرُ المؤمنين هذا ، وأَشارَ إِلى يزيد ، فمن أَبَى فهذا ، وأَشار إِلى سيفِهِ . فقالَ له معاويةُ : اجلسْ فأَنتَ أَبلغُ الناسِ .
رَكِبَ الرشيد ويَحيي بن جعفر ، يُسايره ، وقد بَعَثَ عَلِيٌّ بن عيسى بهدايا خُراسانَ ، بعد ولايةِ الفضلِ بن يحيي ، فقالَ الرشيدُ لجعفر : أَين كانَ هذا في أَيامِ أَخيك ؟ قال َجعفر : كان في منازلِ أَهله يا أَميرَ المؤمنينَ .

اعتذرَ رجلٌ إِلى الخليفةِ إبراهيم بن المهدي : فقالَ له المهديُّ عَذَرتُك ، غيرَ مُعتَذِرٍ ؛ إِن المعاذيرَ يشوبُها الكذبُ
كان الحجَّاجُ بن يُوسفَ ، يستثقلُ زيادَ بن عمرو العتكي ، فلما أَثني الوفدُ على الحَجَّاجِ عند عبد الملك بن مروان ، قال زيادُ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، إِنَّ الحجَّاجَ سيفُكَ الذي لا ينبُو ، وسهمُكَ الذي لا يطيشُ . وخادِمُكَ الذي لا يخشى في اللهِ لومةَ لائم . فلم يكن بعد ذلك أَحدٌ أَخفَّ على الحجاج ، ولا أَحبَّ إليه منه .
قالَ عبدُ الرحمنِ بن خالد لمعاويةَ ، يومَ صِفِّين : ما رأيتُ أَعجبَ منك يا أَميرَ المؤمنينَ ؟! إِنْ كنتَ لتتقَدَّم حتى أَقولَ : أَحبَّ الموتَ ، ثم تستأخر حتى أَقولَ : أَرادَ الهربَ .

قال معاوية : يا عبدَ الرحمنِ ، إِنِّي والله ما أَتقدمُ لأَقتل ، ولا أَتأَخر لأَهربَ ، ولكن أَتقدمُ إِذا كان التَّقدُّمُ غُنْمَاً ، وأَتأَخرُ إِذا كان التأَخُّرُ حَزماً ، كما قالت العرب :
شجاعٌ إِذا ما أَمكنتني فُرصةٌ فإِن لم تكن لي فُرصةٌ فجبانٌ .
نظرَ أَبو بكر الصديق رَجُلاً يبيع ثوباً ، فقالَ له : أَتبيع الثوبَ ؟ قال : لا عافاك اللهُ . فقالَ أَبو بكر : قل : لا ، وعافاك الله ؛ حتى لا يظنُّ من يسمعك أَنَّكَ تدعو عَلي َّ ، لا تدعو لِيَ .

دخلَ هارونُ بن زياد على الخليفة الواثق ، فبالغَ في إِكرامه وإِجلاله ، فقيلَ له في ذلك ، . فقال : هو أَوَّلُ مَن فَتَّقَ لساني بذِكْر الله ، وأَدناني من رحمتِهِ .
مدح نُصَيبٌ الشاعرُ ، الأَميرَ عبدَ اللهِ بن جعفر ، فحَقَدَ أَحدُ الحاضرين على نُصيب ، وقالَ لجعفر : أَ مثلُ ذلكَ العطاءُ لذلك العبدِ الأَسود ؟! فقالَ له جَعفرُ : إِنْ كانَ هو أَسودٌ فعملُه أَبيضٌ ، وإِنْ كانَ عبداً فإِن ثناؤه حُرٌّ ، وهل نحنُ أَعطيناهُ إِلَّا ما يَفنَى ، ثياباً تَبْلَى ومَطَايا تُنتَضَى ، أَما هو فقد أَعطانا مَديحاً يُروى ، وثَناءً يَبقَى .
بَنى محمد بن عِمران قصراً بجوار قصرِ الخليفةِ المأْمونِ ، فوَشِىَ به أَحدُ الحاقدين ، وقالَ للخليفة : إِنَّ محمداً بَنَى قصراً بجوارِ قصرِكَ لينافِسَكَ ، ويتشبَّهَ بكَ . فأَرسلَ إِليه المأمونُ وقالَ له : يا محمد ، بَلَغني أَنك بنيتَ قصراً بجوارِ قصري ؛ مُنافسةً لي . فَلِمَ بَنيتَهُ ؟
قال ابنُ عِمرانَ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، إِنَّ اللهَ تعالى يقولُ : ( يا أَيها الذين آمنوا إِن جاءَكُم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أَنْ تُصيبوا قوماً بجَهالة فتُصبحُوا على ما فعلتم نادمين ) . وواللهِ يا أَميرَ المؤمنينَ ، ما بَنيتُ قَصرِي بجوارِ قصرِكَ مُباهاةً ومُنافسةً لك ؛ ولكن لترى أَثرَ نِعمتِكَ عَلَيَّ .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.