الجميع يترقب الحرب وعما تنذر به من مخاطر وكوارث وإبادة جماعية، مؤديها أن عداد المفقودين والشهداء والجرحى في ازدياد متواصل لا يتوقف. هناك من يشاهد سفك الدماء ويتألم ويلوذ بالصمت، وهذا جانب من البشر سلبيون للغاية. وهناك آخرون لم يستسلموا بعد ولم يرفعوا الراية البيضاء ولم تشجن قلوبهم، لأنهم ببساطة مدركون أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس، لذا لم تتكبل أيديهم ولم تقطع أفواههم ولم يتوقف عقلهم عن التفكير في تقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال.
بعضهم كان قد قرر الوقوف في الحشود والبعض الآخر استغل قلمه لكتابة آرائه وأفكاره وإظهار الحقيقة وما يدور في غزة من مذابح وجرائم دموية، والآخر قرر المقاطعة، وهناك من يحاول نقل الحقائق للغرب قدر استطاعته وهناك مَن تم طرده من عمله من أجل إعلاء كلمة الحق وقول الحقيقة.
تلك الأدوار التي يلعبها كل شخص منا حسب خبرته ومهارته في مجاله ليست بالأمر الهين. حالة النفير العام في بلاد العرب والمسلمين في تلك الأوقات أمر عظيم في وجه العدو.
العدو الذي ظن أن الشعوب قد ماتت وضاق به الحال إلى المفاسد وخُدعوا بنجاح مخططهم بإصدار التفاهات. ولكنهم صدموا بالحشود الواعية، فأصبح واضحًا أن تلك التفاهات عادت لمصدرها مجددًا، لتحل محلها آخرون إنسانيون بمعنى الكلمة. اتخذوا أدوارًا بطولية لا تقل أهمية عن المقاومة في ساحة المعركة. ففي كل مكان هناك أشخاص يحاربون في جبهتهم بإتقان.
نأمل جميعًا أن يدرك المحتل أننا يد واحدة، يجب أن يدرك العالم أننا على قلب رجل واحد. إخوةٌ خُلقنا لنكون أحرار وليس عبيد.
ولا ننسى دور الإعلاميين والصحفيين تحديدًا، المراسلين الذين يقنطون في مواقع الخطر بقلب مؤمن صادق على اختلاف أطيافهم وأديانهم.
فالقضية واحدة والعدو واحد. بل أحيانًا تأتيهم أخبار زملائهم وعائلاتهم باستشادهم، وما زالوا واقفين بشموخ. يأتيهم خبر عائلات بعضهم ويصمدون. نعم، يبقى الحزن في القلب ولكن لن يتركوا القضية التي راح ضحيتها الآلاف من البشر. ظن العدو أنه بذلك قد يكسرهم ولكنه لا يعلم أنه زادهم قوة.
يجب أن نتكاتف ولا نتراجع لنزداد قوة.. يجب على الدول المتخاذلة العربية التي لم تحرك ساكنًا حتى الآن أن تعاود إدراجها فما زال هناك متسعًا من الوقت قبل فوات الآوان ولئلا تُعدَّ خائنةً ولطالما الغدر والخيانة أسوأ من مائة عدو.
سأختتم حديثي بهذه الكلمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تلخص الكثير من الأمور:
"الغرب هو المسؤول الأكبر عن المجازر المرتكبة في قطاع غزة، الجميع يعلم أن إسرائيل مجرد "بيدق" في المنطقة سيتم التضحية بها عندما يأتي الوقت المناسب؛ فهي لا تستطيع أن تصمد ثلاثة أيام بمفردها دون الدعم الغربي".
سلمى رضا فؤاد كاتب روائي.. قصص قصيرة ..خواطر .. مقالات عدة في عربي بوست - قصص قصيرة "الضوء المفقود ، فلسطين القضية التي لم تنتهي بعد ، ذكريات من ويلات الحرب". - رواية "وميض".