تضعنا الحياة أمام خيارات متنوعة تجعل منها محطات اختبار قد ننجح فيها أو نفشل. من الطبيعي أن الحياة لا تخلو من الاخفاقات كما النجاحات، وكل انسان منا معرض للفشل في أية تجربة يخوضها. ثمة من يسمح للفشل أن يؤثر عليه فيحبط، وهناك أيضا من يحول الفشل الى فرصة حقيقية يبحث فيها عن التألق والنجاح. ان سلك درب النجاح ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب منا السعي المستمر والمثابرة والجهد المتواصل لأن التسلق الى القمة ما هو الا نهاية لخوض الكثير من المغامرات والتجارب ودفع التضحيات. النجاح هو التوجه نحو أهدافنا التي نرسمها في حياة نريدها مهما تقاعست الأهداف مع الواقع أو اختفت الأسباب التي تخولنا تحقيق أهدافنا.
المحتويات
1.1- ما هو الفشل؟
1.2- أسباب الفشل
1.3- أثر الفشل على الانسان
1.4- ما هوالنجاح؟
1.5- سمات الانسان الناجح
1.6- أساليب تساعدك على تحويل الفشل الى عامل محفز للنجاح
اذا أردنا أن نتعرف الى الفشل فهو من أهم شروط النجاح وأول درجة في سلم النجاح. هو التعثر في تجربة معينة دون سواها لم تكتمل أو كان يشوبها نقص معين، وهذا يعود الى أسباب وظروف معينة حالت دون تحقيق الهدف المراد تحقيقه. ما من نجاح دون فشل، اذ أنه الطريق المؤدي الى النجاح بعد خوض مسيرة الجهد المتواصل والعمل الدؤوب في ظل كثير من التجارب والمحاولات. لذا، يمكننا القول أن اختبار الفشل يعد عنصرا ضروريا من عناصر النجاح الذي هو حصاد يحصده الانسان بعد أن يزرع الأمل في قلبه في كل ما ينتظره أو يسعى لتحقيقه.
وتكمن القوة في هذا الاطار في تحويل الفشل من منحى سلبي الى منحى أكثر ايجابا وفرصة حقيقية محفزة على النجاح. فبمجرد أن ننبذ الأفكار السلبية ونستبدلها بأخرى ايجابية والاعتقاد أن الفشل فترة مرحلية تؤهل الفرد الى مرحلة التقدم والتألق والنجاح يمكن للمرء أن ينتصر على الفشل. فما الحياة الا كتاب يحتوي دروسا نتعلمها من محاولات فشلنا بها مرارا وتكرارا، وكلما وقعنا في الفشل كلما ازدادت معرفتنا بكيفية التعاطي معه بنضج ووعي. وتجدر الاشارة الى أن هذه القوة تنبع من داخلك، لأنك أنت الشخص الذي يقرر أن ينطلق نحو النجاح دون سواك بمجرد أن تكسر قيود الاحباط و تنزع عنك أية عوائق حتى تبدأ من جديد.
- خلق الأعذار الغير منطقية: ان تضع لكل ما لم تنجح به أعذارا غير منطقية لا أساس لها هو بحد ذاته هروب من المواجهة ربما لأنك غير مستعدّ لتغيير حياتك، أو أنك تخلق حججا ومبررات ليس لها معنى وتضيع الوقت، فتختار لنفسك خيارعدم التحرك وعدم بذل أي مجهود لتمنع فشلك.
- فصل التجربة الحالية عن التجارب السابقة: من الخطأ فصل أية تجربة نعيشها عن التجارب السابقة لأن الماضي عبارة عن حقل من التجارب ينبغي التعلم منها لتجنب الوقوع في الأخطاء المكررة. وبالتالي، فان أية مشكلة تصادفنا ونتمكن من حلها تغني فكرنا بمعرفة التعامل مع المشكلات واتخاذ الحلول المناسبة لها.
- نسب الأمور الى الحظ والنصيب: هناك أناس ينسبون كل ما يعيشونه الى الحظ السيء ربما لأنهم يستسلمون من أول محاولة يقومون بها، أو أنهم لا يؤمنون أن الفشل يتطلب الكثير من الجهود، فينهزمون ويتوقفون عن السير نحو الهدف الذي يسعون اليه.
- مقارنة نفسك بالغير: ان كل انسان يتمتع بقدرات ومهارات وامكانيات مختلفة عن غيره. أحيانا، يحاول الشخص مقارنة نفسه بالآخرين فيتولد لديه شعور الاحباط عند ملاحظة انجازاتهم ونجاحاتهم، ومما يفقده الثقة بنفسه وتقديره لذاته، فيقتنع أنه يعجز عن تحقيق أي انجاز يماثل انجازات الآخرين. لذا، لا تقارن نفسك بغيرك، بل الشخص الوحيد الذي تقع عليه المقارنة هو نفسك في الأمس. قارن نفسك من عام الى عام لتدرك قيمة الانجازات التي حققتها مهما كانت بسيطة.
- وضع أهداف غير واقعية: قد نضع أهدافا غير منطقية أو غير واقعية ربما لأن الحماس يقودنا الى التفكير بخيالية مفرطة، فتأخذنا الأحلام بعيدا عن الواقع. وبالتالي، عندما نكون غير واقعيين في وضع الأهداف يكون تحقيقها أمرا صعبا لأنها قد تكون لا تتناسب مع قدراتنا وامكانياتنا. أما اذا كانت الأهداف التي نضعها واقعية وواضحة ومدروسة يكون تحقيقها ممكنا لأنها تنم عن تخطيط مسبق ندرك به أولوياتتنا ومرادنا، ومما يختلف عن أخذ الأمور بعشوائية.
- عدم الثبات والاصرار: من أهم العوامل المسببة للفشل هي عدم الاصرار والاعتراف بالهزيمة دون التحرك لبذل الجهود. عندما نواجه الكثير من العقبات والتحديات والمواقف الصعبة قد نشعر باليأس أو الاستسلام، وقد يتكرر الفشل فنختبره أكثر من مرة، مما يشعرنا بالملل والاستسلام فنفقد العزيمة و الثبات والاصرار.
عندما يشعر الانسان بالفشل أو الهزيمة يصاب بحالات الاحباط والتعب النفسي، ومما يؤثر على صحته الجسدية والنفسية. يكون الانسان في هذه الحالة متشائما من كل شيء حوله ويصبح عقله مسرحا لشحونات الأفكار السلبية التي تؤثر سلبا على تعاطيه مع الأمور، فيصبح عاجزا عن التفكير بشكل صحيح. كما ويفقد القدرة على التركيز ويعاني من أزمات التعب والكسل نتيجة النوم المتأخر لأنه يهلك نفسه بالتفكير والسهر، وقد يؤثر هذا على صحته ليخسر الكثير من الوزن. أحيانا يكون الوضع معاكسا، فيميل الى الأكل بشكل مفرط ويزداد وزنه. وأحيانا كثيرة، يعاني الشخص من الاكتئاب الشديد والياس والتوتر والانفعال السريع، ويصبح غير قادرا على التعامل مع محيطه ومع الناس المحيطين، وقد يجد نفسه منعزلا ومنطويا على ذاته فتضعف علاقاته الاجتماعية.
يفقد الانسان الرغبة في أي شيء، فيتحول الى انسان يشعر بالبرود تجاه أي شيء يحبه، عندئذ يفقد حماسه وحيويته. حيث أن الضعف الذي يعيشه يأخذ حيزا في حياته، ويفقده ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويغفل عن رؤية أي منفذ لمشاكله لأن عيناه مغمضتان لا تدعه يرى الحلول المناسبة لها. وفي أصعب الحالات، يمكن أن يشرف على الانتحار عندما يصل الى أعلى درجات الاستسلام.
لا بد من الاشارة الى أنه يمكن تلافي كل هذه الاثار السلبية للفشل ولجمها قبل حصولها اذا تحلى الانسان بالارادة الكاملة والصبر اللذان يجعلانه يتحمل كل ما يعترض طريقه بقوة وعزيمة. وسوف نتحدث عن أبرز الأساليب التي تحفز الانسان على رسم طريق للنجاح من خلال الاستفادة من الفشل واعتباره مرحلة البداية لمسيرة النجاح.
اذا أردنا أن نصف النجاح فهو اللذة التي نشعر بها عنما يتحقق شيئا ما أردناه غالبا أو هدفا تأملنا بلوغه. والنجاح ينمي الثقة بالنفس لدى الانسان، فيزيد تقديره لذاته ويعمل على تطويرها دوما ليشعر بهذه اللذة في كل مرة ينطلق فيها نحو أهدافه. وان مشوار النجاح طويل يتخلله محطات متعددة توقفنا لتختبر صبرنا وثباتنا، فعلينا الاختيار بين أمرين اما أن نتوقف عن السير باتجاه الهدف، أو نندفع بقوة ونكمل مسارنا ونتعلم من ما واجهناه في كل محطة. كثيرون من العلماء والعظماء الناجحين حققوا ما أرادوه من نجاحات وانجازات بعد أن تعثروا كثيرا وواجهوا صعوبات عديدة لم توقفهم عن المثابرة والجهد ليصلوا الى ما هم عليه الآن. وعلى سبيل المثال نذكر "أينشتاين" الذي أجرى اختبارات جمة في علم الفيزياء وقضى حياته وهو يختبر التجارب العلمية ولم يستسلم عند فشله في محاولة لينتقل الى أخرى، حتى أصبح رقما صعبا والعالم بأكمله يتحدث عنه وعن انجازاته العظيمة. ونذكر أيضا في عالم الفن والموسيقى " بتهوفن" الموسيقار العالمي الأصم الذي استخدم القصور الذي يعاني منه كقوة لا كضعف، متحديا صعوبات مختلفة لا يواجهها الناس العاديون ليثبت للعالم أنه رغم فقدانه للسمع قادرعلى الارتقاء الى تطوير الذات والتقدم والنجاح.
سمات الانسان الناجح: للانسان الناجح مقومات وسمات معينة تميزه وتؤهله لبلوغ النجاح بغض النظر عن الظروف التي يعيشها. وأهم هذه السمات:
- العزم والاصرار: ان الشخص الذي يتخذ قرارالنجاح يتصف بالعزم والاصرار والتصميم على الهدف مهما قلبته المصاعب، فيسعى جاهدا الى التركيز على هدفه مهما قدم من تضحيات لأنه يثق بعزيمته واراته ولا يخلق أية عقبات تحول دون تحقيق الهدف.
- الطموح: يمتاز الانسان الناجح بالطموح الواسع، فهولا يضع حدودا لطموحاته وأحلامه ودائما يرى المستحيل ممكنا. غالبا ما يمتلك الرؤيا التي تمكنه من النظر على المدى البعيد والتطلع الى المستقبل.
- الشغف والحماس: الانسان الشغوف بشيء يحبه باعتباره جزءا من شخصيته هو الأقدر على السير نحوه ونحو أهدافه، لأن الابداع ينبع من هذا الحماس بداخله الذي يحفزه ويشجعه على بذل أقصى جهوده للوصول الى حلمه.
- الخلق والابداع: غالبا ما يتميز الشخص الناجح بامتلاكه أفكارا ابداعية متميزة ، فهو قادر على خلق الأفكار الجديدة وايجاد الحلول الجديدة للمشكلات.
- الايجابية والتفاؤل: الذي يريد النجاح دائما يتسم بالتفاؤل والايجابية في التفكير اللذان يشجعانه على الاستمرار والثبات وعدم الانسحاب عند أول فشل يقع فيه. هذه الايجابية تنبع من زرع الأمل في قلبه والاعتقاد أن الغد أجمل، لا الانتظارعلى أطلال الماضي وما حمله من أزمات.
- الثقة بالنفس: تنطلق الثقة بالنفس من تقدير الانسان لذاته والايمان بها، مما يدفعه الى العمل على تطويرها وتنميتها. وبالتالي، فان الانسان الواثق بنفسه يعطيها قيمة كبيرة ويقدرها ويثق بقدراته ومهاراته، ما يساعده على النجاح.
- الجرأة في التنفيذ وحب المخاطرة و المجازفة: عادة ما يتصف الانسان الناجح بالجرأة في التنفيذ وصيد الفرص من خلال رغبته بالاكتشاف والمجازفة، وحبه للاستطلاع وخوض المغامرات لينفتح على التجارب الجديدة.
- الصبر: عندما يضع الانسان الناجح أهدافه ويرتب أولوياته فهو يعلم ويؤمن أن النجاح لا يتحقق خلال يومين، وهو يدرك أنه يتطلب جهودا كثيرة وأن الوقت كفيل لتحقيق أمنياته.
هناك أساليب تساعد على التعامل مع الفشل بايجابية وتحويله الى عامل مساعد على النجاح، أبرزها:
1- وضع الأهداف بعناية: عندما تمر بتجربة معينة دون أن تضع أهدافك وأولوياتك بالشكل المطلوب، قد تقع رهينة الفشل وأحيانا لا تدرك هذه المشكلة. ان هذ الأهداف هي المرامي الساسية التي تسعى اليها وهي التي تحدد ماذا تريد، فعليك أن تعرف ماذا تريد في الحياة بمعرفة نقاط القوة لديك للعمل على تطويرها، ونقاط الضعف للعمل على تقويتها. وبالتالي، يشترط في الأهداف أن تكون واقعية ومنطقية ومناسبة وأن تمتلك القدرة على تحقيقها.
2 -الايمان بالهدف وبامكانية تحقيقه: ان الرغبة الحقيقية للنجاح تنبع من الايمان بهدفك وبامكانية تحقيقه وهذا ما يبدأ من داخلك. انه الايمان بنفسك، وقيمتك، وثقتك بنفسك، وبما تود الوصول اليه الذي يحفزك بعد كل ثغرة فشل تقع فيها وبعد كل ضعف تشعر به، مما يدفعك للركض وراء ما تحلم به بلوغا لهدفك. آمن بنفسك وبقدراتك وبامكانياتك وتحدى ذاتك في الحاضر لتصبح شخصا تريده في المستقبل.
3- المثابرة على الهدف: لا يمكنك الوصول الى النجاح وأنت تضع يدك على خدك منتظرا بداية جديدة أو حدوث تغيير يغير مصيرك اذا لم تتأهب للمثابرة على الهدف في ظل سعي متواصل ومسيرة تعب وكد واجتهاد لتقفز من محاولة لأخرى، ومن تجربة لأخرى، حتى تصل في النهاية الى النجاح المنشود. لا تتوقف ما دمت تحاول ولا تستسلم، لأن مسيرة النجاح طويلة تتطلب مثابرة وجهدا ووقتا وسعيا متواصلا باتجاه الهدف الذي لا يمكن تحقيقه دون العزيمة والارادة لديك.
4- الابتعاد عن المحيط السلبي: أحيانا يكون الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والجو السلبي الذي يخلقونه منفذا لقتل الأفكار السلبية والتأثير السلبي عليك الذي يمنعك من قياس الأمور بايجابية. هؤلاء الأشخاص بأفكارهم ومعتقداتهم عدوى ينقلون لك الشعور السلبي الذي لا ينفعك، بل على العكس يمكن أن يولد لديك شعور باليأس في كثير من الحالات. حاول أن تحيط نفسك بالأشخاص الايجابيين لأن الايجابية أيضا تنتقل بين الناس. مهما كانت البيئة التي تحيط بك تحكمها ظروف سلبية وصعبة لا تدعها تؤثرعليك أو أن تطفئ لديك النور الذي تراه في مستقبلك. ثق بهذا النور مهما أظلمت بك الحياة.
5- الابتعاد عن الناس المحبطين: من أهم مصادر تحويل الفشل الى قوى مساعدة على النجاح هم الأشخاص الذين يحاولون تدميرك بشتى الطرق، فيرمون حديثهم عليك كمحاولة لاحباطك واحباط الرغبة لديك في أي شيء وكسر ثقتك بنفسك. لا تنتظر من هؤلاء أن يحددوا لك اختياراتك في الحياة، لأنك أنت وحدك الشخص الذي يدرك امكانياته وقدراته ومهاراته، فلا تتأثر بما يقولون أو تأخذ حديثهم على محمل الأهمية، بل على العكس ربما تستمد من هؤلاء القوة لنفسك. وهذا يمكن أن يشكل لك في كثير من الأحيان حجة أو فرصة للاصرارعلى مبتغاك والانطلاق نحو هدفك كوسيلة لاثبات لنفسك أولا، ومن ثم للاثبات لهم أنك شخص ذو قيمة قادر على تحقيق أهدافه. وكثير منا تعرض لصدمة من صديق خذله أو قريب حط من قدره وحاول تدميره، أو أي شخص من البيئة المحيطة انتقص من معنوياته، فعلينا الاختيار بين خيارين اما أن نسمح لهم بالتأثير علينا فنتوقف عن السعي نحو الهدف أو نتجاهل كلماتهم، وأحيانا تشجعنا هذة الطاقة السلبية أن نحولها الى طاقة ايجابية تعطينا دافعا للنجاح.
6- طرد اليأس والانطلاق بأمل: من الطبيعي أن تتاثر بتجارب مررت بها ولم تنجح نتيجة عدة محاولات باءت بالفشل، مما قد يولد لك شعورا باليأس والاحباط. لا تنصت الى ذاك الشعور، واطرد اليأس من داخلك لأنه يشتتك ويمنعك من التركيز على الهدف. فالحياة ما زالت أمامك، وما زلت قادرا على خلق فرص بديلة بمجرد أن تقررعدم الاستسلام والسير بأمل واندفاع نحو تحقيق الأهداف. لذا، لا تسمح للاحساس بالضعف أن يهمشك أو يهزمك ما دمت على قيد الحياة.
7- طرد المخاوف والبدء بالتنفيذ: لكل منا مخاوف وتحديات أحيانا تجعلنا نتردد فيما اذا كنا على استعداد لمواجهة أنفسنا والبدء بتنفيذ أية فكرة أو نشاط. لا تتردد في أي شيء وابدء بالتنفيذ، فمنذ أن تنطلق نحو أول خطوة تقوم بها، أنت تخلص نفسك من قوقعة الخوف والتردد والانطواء على عالمك ومحدودية أفكارك، لتنفتح على عالم جديد وبداية جديدة أنت تريدها ووضعت أهدافها.
8- تقبل الفشل والثبات: قد تمر بمحطات كثيرة تضعف فيها وقد تختبر الفشل أكثر من مرة، ليس لأنك انسان غير قادر على النجاح، بل الفشل يجعلك انسانا يدرك مواضع الضعف لديه ويتعلم من أخطائه. والأهم من ذلك كيف تتعامل مع الفشل عند حدوثه، فيجب ألا تنكره أو تخلق له أعذارا وحججا لأنه من الأمر الطبيعي أن تفشل، ولكن الغير طبيعي ألا تتقبل الفشل.ان تقبلك الفشل يسهل عليك التلفت لما تريد ويقوي الصحة النفسية لديك بمجرد أن تدرك أن ما بعد الفشل الا النجاح، وأن الفشل ضرورة للنجاح. هذا يعني أنك في كل مشكلة تعترضك تكون لديك القدرة على مجابهتها متحليا بالثبات والصبر والاستمرارية.
9- تغيير أفكارك: ان الأفكار التي نمتلكها تشكل جزءا كبيرا من شخصيتنا لأتها تعبر عنا. وقد لا ندرك أننا نقيد أنفسنا بأفكارمحدودة، أو لا نمتلك الشجاعة للخروج من البيئة الآمنة كونها تمثل لنا مصدر الاستقرار والأمان. والأفكار قابلة لأن تتحول الى أفعال، وبالتالي كلما غيرنا أفكارنا تغيرت نظرتنا للحياة. في كثير من الأحيان ننغلق على أفكارنا فنجعل لها حدودا معينة خوفا من الفشل ولا نعرف أنه قد يكون هذا سببا أساسيا للفشل. قد نضيع على أنفسنا الفرصة في تغيير ذواتنا للأفضل وتغيير أفكارنا، لنجد أنفسنا عالقين بقيود لا وجود لها رسمناها لأنفسنا.
مما تقدم، لا بد من الاشارة الى أننا نحن من نحدد نظرتنا للأمور في الحياة. فان كانت نظرتنا سوداوية متأثرين بالظروف السلبية المحيطة لا يمكننا أن نتبصر أية حلولا للمشاكل التي تعترض طريقنا ولا يمكننا النجاح في أي شيء، فنجد أنفسنا متشائمين ومستسلمين للفشل. أما اذا نظرنا الى الأمور بطريقة أكثر وعيا وايجابية، وآمنا بأنفسنا، وتغلبنا على مخاوفنا وعلى الطاقة السلبية الناتجة عن الفشل بتحويلها الى طاقة ايجابية محفزة على النجاح، وتعلمنا من أخطائنا ونقاط الضعف لدينا لنحولها الى نقاط قوة، عندئذ ندرك معنى النجاح.
وفي الختام نستعرض لك أيها القارئ قصيدة قصيرة تبين أهمية العزم على النجاح وحمل الأمل لانتظار الغد.
على كفوف الشمس يستقر الأملْ
ليبعث في الروح أماني ربما تكتملْ
فتهمس العصافير في أذنك: بلا كسلْ
ربما قد مررت بلحظات ألم لا يحتملْ
أو أظلمت بك الحياة ولم تدرك ما العملْ
ربما شعرت أنها شدّت بك الى الأسفلْ
أو أضعت الطريق وضاع معه الحلْ
كن مدركا أن من صمم على ما يريد وصلْ
كن قويا وانهض لتبدأ يومك ببسمة أملْ
وامسح عن وجهك أثر التعب والكللْ
واعلم أن النجاح لا يأتي الا بعد الفشلْ!