تضج الكتب بحكايا الألم و تعج الدفاتر بأنات الظلم.. أقلام تشكي وجع خيبة و حروف تصف دمع جرح غائر.. وراء الكلمات آهات و تنهيدات ضاقت بها الصدور فانفجرت سيول حبر أسود قاتم فوق البياض المخادع..
هل الظلم قدر أم اختيار ؟!
سؤال يكسر الصمت الصارخ و حيرة تصرخ في صمت..
عندما يعصف بنا الألم و ننحني عاجزين أمام الطعنات الغادرة، نختار الاستسلام بدلا من المواجهة و نقرّ بأن الظلم قدر يبكينا فنتطهر بالدمع و بأن السكوت عن الايذاء قوة أمام صفعة الحبيب و القريب و نغمض أعيننا عن الظلم حتى لا نسلك غير طريق الود طريقا..
تمر الأيام و مع كل نسمة من نسمات الذاكرة المشاغبة يصحو جرحا ظنناه قد شفى و تنطلق تنهيدة ظنناها قد غادرتنا..
لكن في الواقع لا شيء قد يخرس ظلما افترش أرض الفؤاد أو يطفئ سعير الصراخ الأخرس..
فالظلم دروب ظلمات نسلكها باختيارنا عندما نقدم أنفسنا قربانا لحياة لا تشبهنا، عندما تنطلق سفينتنا في رحلة آخر مطافها شقاء يعقبه عناء، عندما نخطو فوق قلوبنا و ندميها في سبيل راحة قلوب ما حفظت الود يوما، عندما نفترش الليل و السهاد و نهدي عباءة النوم و الراحة لجفون ما رفت للقيانا يوما..
الظلم اختيار ذواتنا الكريمة حد الوجع و السخية حد الدمع.. الظلم اختيارنا للغير و اقصائنا لأرواحنا التواقة للفرح، فالظلم ظلام قد ظنناه يوما قدرا و إن بعض الظن إثم.
بقلم : ابتسام علي المكشر